القدس المحتلة سماقالت "هآرتس" الاسرائيلية في افتتاحيتها يوم الخميس،انه "في أقل من ثلاثة أشهر قتل ثلاثة إسرائيليين وجرحت فتاة في الضفة الغربية. وتوجد شبهات "إرهابية" في كل الحوادث. ورغم وجود دوافع إجرامية في اثنين منها إلا أنه يجب استبعاد ذلك. فكما هي الحال غالبا في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية يكاد يختفي الخط الفاصل بين المخالفات الأمنية والأنواع الأخرى.
واضافت "وغالبا ما تحدث تلك الجرائم بالقرب من الخط الأخضر (خط حدودي ما قبل حرب 67)، ولكنها لا تلازمه بالضبط ولكن للقيام بالتقييم الأمين للموقف ويجدر ربط تلك الحوادث المنفردة ببعضها البعض وإعطاؤها معنى ودراسة مغزاها السياسي".
وتابعت الصحيفة الاسرائيلية "مضى ربع قرن على بدء الانتفاضة الأولى، وعقدان من الزمان على اتفاقية أوسلو، ولهذا فإن تصريحات الضباط الإسرائيليين بأنه لا يوجد دلائل أننا على وشك الدخول في انتفاضة جديدة تعد تصريحات مبررة. كما أن سيطرة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية على المنطقة آخذة في الزيادة وذلك لوجود دافعية لديهم لفعل ذلك.
وقالت "فتحت الضغط الأميركي تم استئناف المفاوضات بين ممثل رئيس الوزراء بينيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ورغم التحذيرات العديدة إزاء تشكيل خلايا إرهابية للقيام بعمليات انتحارية إلا أن الجيش الإسرائيلي والشين بيت أحبطا معظم الخطط التي كشفوها. ويرجح أن العمليات التي لم تكتشف كانت بتخطيط من أفراد مستقلين، من الممكن أن يكونوا مدفوعين من قبل منظمات ولكن لم ترسلهم تلك المنظمات بشكل مباشر".
وبينت"لكن حتى في أثناء محاولات الخبراء تحليل مصدر حوادث القتل الحديثة والدوافع وراءها، أسرع أعضاء اليمين في الانتفاع من تلك الحوادث". بل واستطاع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زييف إلكين بالفعل أن يقول إن "الإرهاب الفلسطيني يبرز رأسه بعد أن شجعته تصريحات السلطة الفلسطينية وزعماؤها"، وقد ردد وزير التعمير أوري أريل كلاما مشابها، فقد طالب "أن يوقف رئيس الوزراء بينيامين نتانياهو فورا المفاوضات السياسية التي لا تسفر عن شيء إلا إراقة الدم اليهودي"، كما طالب أريل بـ "وقف إطلاق سراح الإرهابيين، وأن تعيد الرئاسة النظر في قرار إطلاق سراحهم".
واوضحت ان "اسرائيل تحتاج من أريل وألكن وباقي أصحاب التصريحات المثيرة أن يوقفوا كلامهم الخطابي المثير وأن يتحلوا بالمسؤولية وبخاصة في مثل هذا الوقت الذي توجد فيه كل عناصر احتمالية انفجار العنف ووسط احتياجنا للتهدئة. وإذا ما فشل الخيار الدبلوماسي كنتيجة لاستسلام نتانياهو لضغوط اليمين، سواء من حزبه أو من أي مكان آخر، فستكون هناك بالفعل احتمالية لحدوث تفجر آخر في الأوضاع. ومن المهم أن تتفهم الحكومة الإسرائيلية حجم مسؤولياتها وأن تبذل قصارى جهدها لتنفيذ التزاماتها للفلسطينيين وأن تتفادى الاستفزازات غير الضرورية".


