خبر : أبداية انتفاضة شعبية؟ \ بقلم: يوحاي عوفر \ معاريف

الأحد 13 أكتوبر 2013 07:55 م / بتوقيت القدس +2GMT




قتل العقيد احتياط شريه (يايا) عوفر ليلة الجمعة في غور الاردن، هو الحالة الرابعة في سلسلة أحداث مختلفة وغير محلولة اللغز في بعضها وقعت في الاسابيع الثلاثة الاخيرة في قيادة المنطقة الوسطى. وفي التحقيق في الاحداث تقرر في المرحلة الاولية بان الحديث يدور أغلب الظن عن عمليات نفذها مخربون فلسطينيون، ولكن يوجد عمليا بالاساس علامات استفهام أكثر مما توجد علامات تعجب.
وخلافا لما هو دارج، ففي الحدث في غور الاردن، مثلما في الحديث في بساغوت وفي الخليل، لم تأخذ منظمات الارهاب المسؤولية عنها. ويمكن لهذه الحقيقة ان تشهد على أنه في الحالات الثلاثة، وكذا في قتل الجندي تومر حزان في السامرة، يدور الحديث عن شبكات محلية او منفذ منفرد للعملية. في قيادة المنطقة الوسطى يصرون على أن هذه ليست مسلسل أحداث، ويحرصون على عزل كل واحدة منها. وحسب محافل أمن رفيعة المستوى، لا يدور الحديث عن بداية موجة ارهاب. خيط رابط لم يتوفر بين الحالات، باستثناء غياب الاخطارات الاستخبارية أو أخذ المسؤولية.
تحليل ما يجري في السلطة الفلسطينية يبين أن الميدان لا يوشك على الانفجار، حاليا على الاقل. ولعله كان من الاصح تعريف هذه الاحداث، بسبب خلفيتها، كبداية انتفاضة شعبية – ولكن بالتأكيد ليس كموجة احداث ارهاب منظمة مسنودة من فوق من قبل قادة المنظمات.
لقد نفذ عملية القتل في غور الاردن فلسطينيان، هكذا حسب شهادة أرملة عوفر. في الـ 48 ساعة التي مضت منذئذ لم يتقرر نهائيا بعد هل هذه عملية ام حدث على خلفية جنائية. ولم تفحص بعد دوافع القتل. مدى دور خمسة فلسطينيين اعتقلوا في اثناء تمشيط قوات الامن فحص في نهاية الاسبوع وليس واضحا هل يوجد لهم اي ارتباط بالاعتداء.
قبل نحو اسبوع، في حدث مشابه انتهى بشكل أفضل بكثير، اصيبت الطفلة نوعم غليك في بلدة بساغوت. ويعرف هذا الحدث كعملية اطلاق نار على اساس شهادة الطفلة وأبيها ولكن بالمقابل، مكتشفات عثر عليها في الميدان وطبيعة الاصابة في رقبة نوعم تطرح امكانية ان تكون هذه عملية طعن وربما حتى على خلفية جنائية. في حدث آخر لم يحل لغزه بعد، قبل نحو اسبوعين ونصف اطلقت النار فقتلت في الخليل مقاتل جفعاتي غال كوبي. احد التصورات المطروحة جراء غياب طرف خيط استخباري في القضية هو ان كوبي قتل بنار قواتنا، وهي امكانية تفحص في الاسابيع الاخيرة ولم تستبعد نهائيا بعد.
أول الاحداث في هذه السلسلة، والحدث الوحيد الذي حل لغزه جزئيا، هو قتل الجندي تومر حزان من قبل فلسطيني كان يعمل معه. هنا، خلافا للاحداث الاخرى، أخذت كتائب شهداء الاقصى المسؤولية عن الحدث، ولكن مصداقية بيانهم ليست واضحة. في التحقيق مع المشبوه تبين أن خلفية القتل وان كانت قومية، وانه أراد أن يستغل الجثة كي يخوض مفاوضات على تحرير سجناء فلسطينيين، بمن فيهم أخوه. رغم ذلك، ليس واضحا ما الذي دفع حزان الى دخول الاراضي الفلسطينية، وادعت محافل رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي بعد القتل بانه يحتمل أن يكون هذا حدثا بدأ على خلفية تفاعل جنائي بين الرجلين.