خبر : اللواء مسمار: الشهيد ماجد فكر ورؤية وشجاعة لا تنسى

الأربعاء 09 أكتوبر 2013 02:36 م / بتوقيت القدس +2GMT



غزة سما  وصف اللواء خالد مسمار عضو المجلس الوطنيالفلسطيني مساء أمس، الشهيد ماجد أبو شرار بصاحب كفاءة إعلامية نادرة،وقلم وفكر ورؤية وجرأة شجاعة لا تنسى في تاريخنا ونضالنا الوطني.

وكانالحاج مسمار يتحدث من عمان على شاشة تلفزيون فلسطينفي ذكرى استشهاد أبوشرار، حيث يصادف التاسع من تشرين أول- أكتوبر، من كل عام ذكرى استشهادهذا القائد، الذي كان عضواً للجنة المركزية لحركة "فتح"، وأميناً لسرمجلسها الثوري، ومسؤولاًللإعلام المركزي الفلسطيني، وقد اغتاله الموسادالإسرائيلي في عام 1981.

وقال الحاج مسمار: إن ماجد اسماً كبيراً فيالإعلام والتوجيه السياسي، وحركة "فتح"، وفي العالم، فقد كان صاحب باع فيأمورعدة، فهو صاحب قلم وفكر ورؤية خاصة، مما حدابكوادر الحركة وغيرهم من كل الاتجاهات أن يلتفوا حوله دائماً.

وأضاف: استطاع ماجدمن خلال إنسانيته، وعلمه وتوجهه الرائع والمميز أن يؤلف بين الجميع،خاصة وأنه شكل قيمة عظيمة في الشجاعة وفي كل الميادين، فهو رجل شجاع وصاحبمبدأ وكلمة وجرأة.

وأكد مسمار بقوله: لو استمرت حياة ماجد لما حدثأي انشقاقات داخل حركة "فتح" في السابق،فقد هزم فكرة الانشقاق فيبداياتها، لقدرته العالية على إبطال هذه الانشقاقات كونه يتسم بالرؤيةالواضحة والقدرة على تحقيق الألفة بين الجميع.

وقال: كان ماجد ذاتوجه إنساني رائع يتحدث بشفافية، وقلبه ينبض بمحبة الجميع مما ساهم في زرعالأفكار النضالية، وكسب محبة الجميع، وفى سياق حديثه دعا مسمار الإعلامالفتحاوي، وإعلام منظمة التحرير الفلسطينية، وإعلام السلطة الوطنيةالفلسطينية، إلى تنشيط ذاكرة المواطن بهؤلاء القادة ونضالا تهم وأعمالهمالثورية، والأدبية والاجتماعية والإنسانية لإعطاء هؤلاء القادة حقهم،ولتكون سيرتهم قدوة للأجيال.

استشهاد ماجد أبو شرار

لمتستطع إسرائيل أن تحتمل أفكار ماجد التي يجود بها قلمه، كما لم تحتمل منقبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان، فدبر له عملاء الموسادشراكا قاتلة، وفي صبيحة يوم 9/10/1981 انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادقروما، أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينيفصعدت روحه إلى بارئها.

ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابرالشهداء، وهكذا انتهت رحلة الجوال الذي انطلق من مدينته دورا الخليل، إلىغزة، لمصر الكنانة، ثم السعودية والأردن، وإلى دمشق وبيروت، ومنها عبرالآفاق إلى معظم عواصم العالم، من هافانا في أقصى الغرب إلى بكين في أقصىالشرق.

أبو الكوادر الثورية

إن الشهيد ماجد أبو شرار كان أباالكوادر الثورية وله هدف واضح، ويرتبط برؤية منظمة واستراتيجية تنظيميةمتطورة، رسم خط سير الأهداف التي أراد بها أن تنهض وتتطور حركة"فتح"، وعملمع الكوادر في مدرسة صنع الإرادة الفتحاوية، فجهز الفدائيين الثوار الذينخاضوا معارك بيروت وأبدعوا حتى شهد العالم كله أن الفلسطيني لا يستسلم، ولايرتهن للقيود.

أبدع الشهيد أبو شرار في زرع الأفكار النضالية وكسبمحبة الجميع، وحدد المؤيدين والمقاومين لفكره وهزم فكرة الانشقاق فيبداياتها، وأعاد ببراعته رسم الاستنهاض والثورية الحركية في قالب رؤيةمقنعة نشرت الثقة في كل من تعامل معه، وفي كل عمل قام به.

تعمقالشهيد في الحياة الاجتماعية وألقى عليها ظلال أدبية تكشف أن الكاتب إنساني، ومحترف في لمس أوجاع الناس. وحقا كان محترفاً في لمس أوجاع فلسطين،فعشقها. لكنه لم يكن مريضاً، بل كان فدائياً صامداً، فإلى جانب الحسالإنساني الذي برع فيه عُرف عنه كفاءته في التنظيم والقدرة الفائقة علىالعطاء والإخلاص والانضباطية الثورية.. لقد كان يناضل بالقلم والفكروالرصاص.

مـــولده

ولد ماجد في قريته دورا قضاء الخليل عام 1936، وعاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثلهمن صلابة وشموخ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون، ترعرع ماجدوأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناءالذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار، ومعهم ثلاثعشرة أختا.

والـــده

كان والده يعمل فنيا للاسلكي في حكومةالانتداب البريطاني، حتى إذا كانت حرب1947/1948 التحق بجيش الجهادالمقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني ضابطاً في جهاز الإشارة، وعندماحلت الهزيمة بالجيوش العربية صيف 1948 آثر مرافقة الجيش المصري الذي انسحبإلى قطاع غزة مع كل أفراد أسرته، على أمل أن يعاود ذلك الجيش باعتبارهالعمود الفقري للجيش العربي الكرة من جديد في محاربة الكيان الصهيوني الذيبدأ يفرض وجوده على الأراضي الفلسطينية المغتصبة.

لكن الرجل بقي فيغزة، واستقال من الخدمة العسكرية عندما رأى الجمود على جبهات القتال وألقتالهدنة الدائمة بظلالها الكئيبة على حدود فلسطين المغتصبة، واستفاد أبوماجد من دبلوم الحقوق الذي كان يحمله، فعمل مسجلاً للمحكمة المركزية بغزةثم قاضياً، ثم تقاعد وعمل محامياً أمام المحاكم الشرعية حتى وفاته عام 1996بمدينة غزة.

دراســـته

وفي غزة درس ماجد المرحلة الثانوية،وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكليةالحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958، حيث التحق بأمه وإخوانهالذين كانوا قد عادوا، من أجل الحفاظ على أملاكهم، إلى قريتهم دورا قضاءالخليل في جنوب الضفة الغربية، بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالهافي قطاع غزة.

تطور وعيـــه الوطني

في الأردن، عمل ماجدمدرساً في مدرسة "عي" قضاء الكرك ثم أصبح مديراً لها، ثم سافر إلى الدمامليعمل محرراً في صحيفة "الأيام" اليومية سنة 1959. وكان ماجد في غايةالسعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكارهالسياسية والوطنية، وفي أواخر عام 1962 التحق بحركة "فتح" حيث كان التنظيميشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة، التي عرفت رموزاًنضالية متميزة في قيادة "فتح" أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود،وكمال عدوان، وأحمد قريع، وسليمان أبو كرش، والشهيد صبحي أبو كرش، ومحمدعلي الأعرج وغيرهم.

تفرغه في الإعـــلام

في صيف 1968، تفرغماجد أبو شرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرفعليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان، وأصبح ماجد رئيساً لتحريرصحيفة"فتح" اليومية، ثم مديراً لمركز الإعلام، وبعد استشهاد كمال عدوانأصبح ماجد مسؤولاً عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد، وكما اختارهإخوانه أميناً لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة.

ماجـــد والتوجيه السياسي

لقدكان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام، إذ شغل هذاالموقع في الفترة ما بين 1973-1978، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادرالثورية في قوات العاصفة عام 1969، عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلامالمركزي، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسيعام.

ماجـــد رجل المواقف

مثل ماجد قيمة فكرية ونضاليةوإنسانية وأدبية، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاءوالإخلاص في الانتماء، واختير عام 1980 ليكون عضواً في اللجنة المركزيةلحركة"فتح"، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانتتجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة "فتح"، فلا أحد منهم يستطيعالمزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر، وكان سبباً رئيسياً في فتحالكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة، ومنهنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوموا بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى،المحاولة الانشقاقية عن "فتح" تمت في سنة 1983، إلا بعد رحيل صمام الأمانماجد أبو شرار.

ماجـــد المفكر والكاتب

ماجد كفاءة إعلاميةنادرة، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر"،كان قد نشرها تباعاً في مطلع الستينيات في مجلة "الأفق" المقدسية، ثم لميعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال. كان ماجد ساخراً في كتاباته السياسية في زاويته "جدبصحيفة "فتح".