خبر : الغرب في حالة نكران \ بقلم: دافيد شاين \ معاريف

الأربعاء 02 أكتوبر 2013 03:47 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          في المرة السابقة التي وقف فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على منصة الخطابة في الجمعية العمومية للامم المتحدة، حمل في يده صورة قنبلة رسم عليها خطا أحمر امام العالم. اما هذه المرة فقد اختار أن يحمل مرآة. صحيح ان هذه لم تكن مرآة مادية، بل انها كانت من خلال الكلمات. فقد وجه نتنياهو المرآة نحو الرئيس الايراني حسن روحاني وكشف قشرة إثر قشرة النقاب ليبين أنه خلف جلد الحمل يوجد ذئب يخدع العالم.

 

          بعد ذلك، استخدم المرآة كي يكشف عن النظام الايراني، الديمقراطية الزائفة، اعمال الارهاب في أرجاء العالم وبناء مواقع النووي في اماكن خفية. وأخيرا وضع رئيس الوزراء العالم بأسره امام مرآة كبيرة احدة. أمر واحد كان واضحا. أحد لم يستطب أن يرى نفسه في المرآة. الجميع يعرفون بانهم شركاء في مسرحية واحدة كبرى، ولكن احدا غير مستعد لان يعترف بذلك. في خطابه أجبرهم رئيس الوزراء على ان يواجهوا الواقع، والا يتملصوا منه بمعونة سحر الكلمات الجميلة.

 

          يزعج نتنياهو الوهم الغربي والتكتيك الايراني، مثلما قال أمس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. "نحن لن نسمح لنتنياهو بان يدير مستقبل المفاوضات مع الغرب". في الماضي عمل نتنياهو بصفته المنذر العالمي من الخطر الكامن في ايران نووية. اما اليوم، ففي نظر الغرب فانه يوجد في خانة اللجوج. قلة هم الاشخاص المستعدون لان ينصتوا لما عرضه أمس ولا سيما حين لا تكون لديهم أجوبة.

 

          فمن يمكنه أن يجيب على السؤال كيف غيّر روحاني جلدته ما أن جلس على كرسي الرئاسة؟ أحد لا يمكنه أن ينكر الحقيقة البسيطة في أن ايران تطور سلاحا نوويا. لا يوجد اي نظام في العالم مستعد لان يضحي بالكثير جدا من اجل كهرباء نووية.

 

          الكل يعرف تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضت على ايران بفضل نشاط نتنياهو المكثف وبعيد السنين. وقد اثبتت العقوبات بان الايرانيين لا يفهمون سوى لغة القوة. ومع ذلك، فان الغرب يوجد في مرحلة النكران.

 

          لقد نجح الايرانيون في تغيير الخطاب الدولي ونتنياهو هو الذي لم يعد من يقرر نبرة الحديث. معقول الافتراض بان الغرب لم يطرح امام طهران الشروط الاربعة التي طرحها رئيس الوزراء. لقد أدار العالم ظهره لمصلحة اسرائيل وهو يعمل حسب احساسه الداخلي.

 

          ان حفيد الفتى المضروب من اوروبا وقف امام العالم وأعلن: "اذا بقيت وحدي، فاني سأواجه وحدي"، ولكنه لا يزال يريد أن يصدق بان احدا ما سيأتي لمساعدته. الحقيقة هي أنه ليس لطيفا لرئيس الوزراء ايضا أن ينظر الى المرآة التي يحملها بيده ليرى الواقع. في مرآة نتنياهو اسرائيل تبقى وحدها.