خبر : عاد الى الخيار العسكري \ بقلم: دان مرغليت \ اسرائيل اليوم

الأربعاء 02 أكتوبر 2013 03:44 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          بُني المنطق الداخلي في خطبة بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للامم المتحدة بحسب نموذج الدومينو. كانت غايته العملية الابقاء على العقوبات الاقتصادية المضيقة على ايران وتقويتها لتكون جزءا من الاجراء السياسي الذي فضله براك اوباما، والذي سلم رئيس الوزراء به في شك غير مختار تقريبا. وكانت الخطبة بالفعل والتي اختيرت فيها كل كلمة بعناية، بمثابة استخلاص استنتاجات من الجولات السابقة في مكافحة المشروع الذري الايراني.

 

          أدت حكومة نتنياهو دورا مركزيا في تشجيع اوباما على الالتزام بمنع حصول نظام آيات الله على القدرة الذرية واستحثاث العقوبات العالمية على ايران بأن هز سيف الهجوم الاسرائيلي على هذه الأهداف. لكن الخيار العسكري الاسرائيلي الذي بُني على "لعبة بوكر" وعلى اختلاف بين خبراء في العالم في شأن أكانت اسرائيل تقصد الهجوم حقا، قد ضعف وانتقض منذ كانت تصريحات مئير دغان ويوفال ديسكن. بل إن الدعوى الضحلة لمؤيدي غابي اشكنازي والتي قالت إن الصراع بينه وبين اهود باراك كان يعبر عن اختلاف في شأن الهجوم على ايران، أسهمت في إضعاف أثر الخيار العسكري الاسرائيلي. عاد أمس نتنياهو اذا في محاولته لمنع كل تقليل للعقوبات في اثناء التفاوض مع ايران حتى في اطار اتفاق مرحلي بين واشنطن وطهران، الى الخيار العسكري بلغة التزام لا لبس فيه. فاذا حدث الاسوأ فستعمل اسرائيل وحدها. واذا استُقبل تهديده بجدية في العواصم الغربية فسيساعد على تعويق طوفان اضعاف العقوبات. هذا هو الدومينو، قطعة يسقط قطعة.

 

          لكن يكمن في هذه النقطة أمر مُحكم أُثير أمس في حديثي الى أحد الخبراء بهذا الشأن. إن خطبة نتنياهو قد جددت الخيار العسكري بصوت عال، لكن فحصا دقيقا كشف عن أنه لم يهدد هذه المرة باستعماله على تخصيب اليورانيوم أو اذا أصبحت ايران "دولة على الحافة" فقط، بل إنه انضم خاصة الى الصيغة الامريكية التي كان يجادلها في السنوات الاربع الاخيرة وهي أن العملية العسكرية ستنفذ فقط اذا أنتجت ايران سلاحا ذريا لا قبل ذلك. ومن المؤكد أن هذا الفرق الدقيق قد استُقبل في واشنطن استقبالا حسنا.

 

          إن النغمة الحازمة لكن الحذرة ايضا في التهديد باستعمال الخيار العسكري؛ وطلب النقض الكامل للمشروع الذري دون خط احمر يقوم على "التخصيب" – هما خطوتان ذكيتان. ومع ذلك تجبيان ثمنا من اسرائيل. لأنه لا يريد أي رئيس وزراء آخر الامر أن يرى اسرائيل تخرج وحدها لتحمي العالم من نظام آيات الله برغم أن نتنياهو كان يجب أن يهدد بهذا الامكان.

 

          من المنطق أن نفرض أن اوباما الذي شاهد خطبة نتنياهو ببث حي يمكن أن يسلم تقريبا بكل جملة فيه (طلب نقض المشروع العسكري كله ومعارضة تسويات مرحلية تضعف العقوبات دون ان تُزيل التهديد). إن امريكا توافق على المضمون في هذا النطاق ودون تفضل على حسن روحاني، لكن النغمة لا تطيب لأذنها.

 

          والخلاصة واضحة فالطلب من ايران هو أن تقبل كل شيء مقابل كل شيء، أي كل المشروع الذري مقابل كل العقوبات. كان ضغط اقتصادي وتجديد للخيار العسكري مع ابعاده ايضا وتقريبه من التصور الامريكي الرسمي. وتتوقع اختلافات في الرأي بين اصدقاء في الطريق الى الهدف.