رام الله / سما / أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، أن المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لم تسفر عن أي نتائج تذكر، مشيرا إلى أن السلطة أيضا لم تحصل على إجابات محددة بشأن قضايا الوضع النهائي المقرر بحثها خلال السقف الزمني المحدد من الجانب الأمريكي الراعي للمفاوضات.
وقال أبو يوسف:" المفاوضات تدور في حلقة مفرغة حتى اللحظة، ولم يتم الدخول في جدول أعمال القضايا المطروحة، وقد تحدث بذلك المفاوض الفلسطيني نفسه"، مضيفا :"لا نتائج ملموسة مع رغبة حكومة الاحتلال وضع الترتيبات الأمنية كشرط مسبق في المقدمة، وقبل الدخول في أي من القضايا التي يتم مناقشتها".
وأوضح أن إسرائيل تسير باتجاه تكريس احتلالها في أراضي الدولة الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس العاصمة، إلى جانب إبقاء سيطرتها على المعابر والحدود ومنطقة الأغوار، وإضفاء الشرعية على المستوطنات، مع عدم الحديث في حلقات التفاوض عن القدس، وحق العودة، والاشتراط بالاعتراف بيهودية دولة الاحتلال.
وكانت صحيفة معاريف العبرية نقلت أمس، عن دبلوماسي أجنبي مطّلع على سير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية حاليا، أنها "دخلت في طريق مسدود بعد رفض إسرائيل مناقشة فكرة تبادل الأراضي خلال أول نقاش جرى بين الطاقميْن المفاوضيْن حول قضية الحدود.
ونقلت الصحيفة العبرية عن الدبلوماسي المذكور دون ذكر اسمه، ترجيحه أن المفاوضات ستظل "عبثية" إلى حين "تدخل الجانب الأميركي الراعي للمفاوضات فيها، أو عقد لقاء قمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس محمود عباس".
وشدد أبو يوسف على أن ممارسات إسرائيل، واشتراطاتها، تنسف أي إمكانية للحديث عن مسار سياسي حقيقي، لافتا إلى أن الحكومة الإسرائيلية عملت على تصعيد عدوانها، من قتل واعتقالات بالضفة، وتكثيف الاقتحامات بالأقصى، مع إقرار المزيد من الوحدات الاستيطانية الجديدة بالقدس.
وبين أن الجميع، من فلسطينيين، مطلعين على مسار المفاوضات، وصلوا إلى قناعة أن هذا المسار التفاوضي، وفي ظل السياسات الإسرائيلية، وعدوانها، عوضا عن عدم اعترافها بقرارات الشرعية الدولية، لن يفضي إلى شيء إيجابي يمكن الإشارة إليه.
ونفى أبو يوسف إمكانية حدوث أي انفراجة في مسار المفاوضات الجاري، مؤكدا أن ذلك لا يستقيم مع توجهات حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي يقودها اليمين المتطرف، من أحزاب دينية واستيطانية.
وذكر أنه من الخطأ ذهاب السلطة بداية للمفاوضات، دون وجود إلزام دولي مشدد على إسرائيل، وتأكيد على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، مبينا أن الاحتلال مستمر في المفاوضات وهو يدرك أنه في نهاية الأمر لن يقدم شيئا للفلسطينيين.
وشدد أبو يوسف على أن الأولوية الهامة المطروحة أمام السلطة في ظل هذه الحالة، والبديل للمسار التفاوضي غير المجدي، الذهاب للأمم المتحدة، وذلك بعد إنجاز الاعتراف بالدولة الفلسطينية المراقبة، واستكمال الخطوة عبر التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات المعروفة، والتي تجرم الاحتلال والاستيطان، واعتقال الفلسطينيين، وتعدها جرائم حرب.
واعتبر أبو يوسف الحديث عن اتفاق مرحلي جديد، على غرار اتفاق أوسلو، الموقع قبل 20 عاما، أمرا تريد من ورائه الدولة العبرية "إطالة أمد عُمر الاحتلال، وتأبيده"، مشددا على أن لا أحد يقبل باتفاق مرحلي جديد.


