خبر : مشاركون في مؤتمر حول الإسلام السياسي بقطر: الإسلاميون فشلوا واهدروا فرصتهم بالسلطة

الإثنين 30 سبتمبر 2013 07:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مشاركون في مؤتمر حول الإسلام السياسي بقطر: الإسلاميون فشلوا واهدروا فرصتهم بالسلطة



الدوحة ـ ا ف ب: رأى مشاركون في مؤتمر ‘الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي’ الذي انعقد في الدوحة ان الإسلاميين فشلوا واهدروا فرصة وجودهم في السلطة، فيما اعتبر آخرون انهم لم يحظوا بفرصة كافية للحكم اذ ‘تم افشالهم’.
وقد اختلف الباحثون والمفكرون المشاركون في المؤتمر الذي استضافته قطر التي تعد الداعم الاقليمي الابرز لتيار الاخوان المسلمين، حول تقييم تجربة حكم الإسلاميين الذي تلقوا صفعة كبيرة مع عزل الرئيس المصري محمد مرسي. وقال حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي ودول المتوسط في جنيف لوكالة فرانس برس القد فشل الإسلاميون في الحكم حيثما مروا، وفشلهم كان واضحا في ملفي الاقتصاد والامن بشكل خاصب.
واضاف عبيدي ان الإسلاميين ‘اخطأوا منذ البداية عندما حكموا على انفسهم بالنجاح المطلق منذ نجحوا في الانتخابات فاصيبوا بحالة من العنجهية وترجموا ذلك بقوانين العزل السياسي وحرمان الدولة من كوادرها’.
من ناحيته قال الباحث الجزائري طيبي غماري ان الإسلاميين ‘عجزوا عن تطوير مشروع سياسي يتوجه الى المواطنين وليس فقط الى المؤمنين’.
واضاف غماري ‘بدل ان يركزوا على ملفات التنمية اهتموا بموضوع الهوية وتغيير انماط المجتمعات التي حكموها فوجدوا انفسهم يدورون في حلقة مفرغة وتدهور الامن والاقتصاد’. الا ان رئيس المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة قال لفرانس برس ان ‘الإسلاميين لم يحكموا حتى نتحدث عن فشل او عن نجاح’.
واضاف ‘الاصح هو القول بانه تم افشالهم من طرف العسكر والدولة العميقة’.
ووافقه في الراي الباحث السعودي فهد الغفيص الذي رأى ان ‘الدولة العميقة وحتى الثوار افشلوا حكم الإسلاميين في مصر مثلا وكان الجيش جاهزا للانقضاض على الفرصة’.
و كان بشارة ألقى في مستهل مؤتمر االإسلاميون والحكم الديمقراطيب محاضرة مطولة أنحى فيها باللائمة على النخب العربية التي افشلت تجربة حكم الإسلاميين في بلدان الربيع العربي على حد قوله.
و قال عزمي بشارة ‘فضلت النخب المناهضة للتحول الديمقراطي (…) تعبئة الناس ضدّ الخصم (الإسلامي) لافشاله على الحوار معه او الاكتفاء بمعارضته سياسيا’.
و تعرض بشارة للتجربة المصرية بالاسم قائلا ان ‘جهاز الدولة القائم، أو ما يسمى هناك الدولة العميقة، لم يحترم نتائج الانتخابات ولم يتعاون مع الحاكم المنتخب، وحين توفرت القاعدة الشعبية المتضررة من مشكلات مرحلة التحول الصعبة وعدم استقرارها انقلب عليه’.
وشكل عزل الرئيس المصري محمد مرسي مطلع تموز/يوليو ضربة قاسية للإسلام السياسي في المنطقة العربية كما يواجه حزب النهضة الحاكم في تونس غضبا شعبيا متزايدا على مدى ما يقرب من سنتين في الحكم.
وبين الموقفين من فشل او نجاح الإسلاميين في الحكم قال الباحث في جامعة توليدو الامريكية عويمر انجم لوكالة فرانس برس، ‘ان كان الإسلاميون قد فشلوا في الحفاظ على السلطة فقد نجحوا في تغيير الخطاب حتى لدى العلمانيين وكرسوا قيم المجتمع الإسلامي بشكل واضح في الحياة اليومية التي اعقبت الربيع العربي’.
اما الاكاديمي العراقي لقاء مكي فقد رأى ان ‘الإسلاميين لم يحظوا بالفرصة كاملة لاثبات النجاح او الفشل’.
و ذكر الباحث بان اهؤلاء جاؤوا الى الحكم مباشرة بعد الثورات فوضعوا انفسهم في فوهة المدفع مواجهين خزانا من الغضب الشعبي والسلطة قاتلة في مثل هذه الاوقاتب بحسب تعبيره.
وحول الفرص المقبلة للإسلاميين قال فهد الغفيص ان ‘الإسلام السياسي سياخذ وقتا طويلا لكي يصبح قادرا على الحكم بعد تطوير نفسه’.
اما حسني عبيدي فقد دعا الإسلاميين الى ‘القيام بمراجعات فكرية عميقة تنتهي بانتقالهم من تبني الفكر الديني الفئوي الى فكر الدولة والمواطنة المتساوية’.
وقال عزمي بشارة في هذا السياق ان ‘انقسام المجتمعات العربية بين علمانيين ومتدينين، أو قوى سياسية علمانية (…) لا يقود إلى تعددية سياسية بل إلى شرخ مجتمعي يمنع التعددية’.
وخلص الى القول بانه يجب ‘تفضيل الشراكة في المراحل الانتقالية على الانفراد بالحكم لكي تراقب الأحزاب السياسية بعضها وتوازن بعضها، خلال عملية إدارة مرحلة الانتقال’.
لكن الباحث الجزائري طيبي غماري رأى ان ‘حكم الإسلام السياسي ينتهي في اغلب الحالات الى نهايات تراجيدية كتفكيك المجتمعات او الحرب الاهلية’.