برلين / سما / طالبت نائب يسارية ألمانية الجيش المصري بعدم إحكام الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، داعية الحكومة المصرية إلى فتح معبر رفح في الاتجاهين أمام حركة السفر، ونقل الأغذية والأدوية والأجهزة الطبية والوقود لسكان القطاع المحاصر.
وقالت ممثلة حزب اليسار الألماني المعارض في البرلمان (البوندستاغ) أنيته غروت "للجزيرة نت" إن" تدمير الجيش المصري لـ90% من الأنفاق الواصلة بين رفح المصرية وغزة تسبب في تردي وتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في الشريط الضيق من الأرض الفلسطينية بغزة".
وأضافت "بعد أن بات انقطاع الكهرباء عن غزة قريبًا أمرًا حتميًا بسبب تدمير الأنفاق ووقف تدفق الوقود، لن يكون بالإمكان مواصلة العمل في 14 مستشفى و60 مركزًا طبيًا قائمة في القطاع بلا كهرباء.
وأشارت إلى أن هدم الحكومة المصرية المعينة من قبل الجيش للأنفاق وإغلاقها لمعبر رفح بشكل شبه متواصل عزل غزة عن العالم، موضحة أن المعبر هو قناة التواصل الوحيدة للفلسطينيين في غزة مع العالم، حيث كان يعبره 1200 شخص في الاتجاهين يوميًا قبل انقلاب الجيش المصري على رئيسه المنتخب محمد مرسي.
ولفتت إلى أن عدد سكان غزة الذين يحصلون حاليًا على تصاريح للسفر من خلال المعبر انخفض يوميًا إلى 255 شخصًا في المتوسط في الأيام المعدودة التي يفتح فيها المعبر.
وأعربت عن اعتقادها أن الإجراءات التي نفذها الانقلاب المصري حولت غزة إلى أكبر سجن في العالم بالمعني الحقيقي، بسبب وجود عشرات آلاف الفلسطينيين العالقين انتظارًا للسفر عبر معبر رفح، وأعداد أخرى مماثلة لا يمكنها العلاج في الخارج إلا عبر الحدود مع مصر.
وأشارت إلى أنه بسبب إغلاق معبر رفح مؤخرًا اضطر الناشط الفلسطيني ونائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ناجي الصوراني إلى إلغاء سفره للمشاركة في عدة فعاليات أوروبية بمناسبة الذكرى العشرين لاتفاق أوسلو.
وقالت غروت إنها لا تطالب بحرية السفر والتنقل لناجي الصوراني وحده وإنما لكل من لديه حاجة للسفر من سكان غزة.
وأوضحت أن الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" ومصر على غزة منذ عام 2007 كان له تداعيات شديدة السلبية على الحياة في القطاع، من بينها عدم توفير ما يكفي من الاحتياجات الغذائية للسكان.
وذكرت أن أعداد الشاحنات الناقلة للأغذية للسكان الغزيين عبر المعابر الإسرائيلية انخفضت بدورها من 600 شاحنة يوميًا قبل عام 2007 إلى 197 شاحنة حاليًا.
وأضافت أن ادعاء "إسرائيل" عام 2010 بتخفيضها لإجراءات حصار غزة، وسماحها بدخول أغراض غير عسكرية، كذبته إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية.
وبينت النائبة الألمانية أن إحصائية أصدرها المكتب عام 2011 أشارت إلى أن الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة لم يطرأ عليها أي تحسن بعد ذلك الإعلان الإسرائيلي.


