خبر : باحث إسرائيلي: الفلسطينيون وحزب الله تفوقوا علينا في مجال الانترنت وبمبادرات جذابة

السبت 21 سبتمبر 2013 08:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
باحث إسرائيلي: الفلسطينيون وحزب الله تفوقوا علينا في مجال الانترنت وبمبادرات جذابة



القدس المحتلة سما أصدر الباحث الإسرائيلي، د. رون شلايفر، كتابًا، تحت عنوان الحرب النفسية ودورها في الصراعات بين الدول والمجتمعات، قال فيه إنه ليس سرا أن الفلسطينيين وحزب الله تفوقوا علينا في مجال الانترنت، ورأى أن مصدر المشكلة في الحرب النفسية الإسرائيلية تمكن في الفهم والوعي، ومصدره الابتعاد والنفور اليهودي والديمقراطي من موضوع الدعاية، وإن صفة التصور الأمريكي في الوقت الأخير للمعلومات، في المجال الدبلوماسي وفي ساحة المعركة يعتبر على درجة عالية من الأهمية وعلى جميع الأجهزة أن تعمل في تنسيق كامل.
وأشار إلى أنه وفي نطاق النزاع الإسرائيلي العربي قام الفلسطينيون وحزب الله بالدمج بين التصميم والحزم والاستعداد والاعتراف الحضاري، فمن مبادرات جذابة وبواسطة وسائل بسيطة نقل ومرر الفلسطينيون رسائلهم لإسرائيل والعالم.
كما لفت إلى أن السنوات المتتالية من الإهمال ونقص الوعي والإدراك الإسرائيلي ساهمت في عدم قدرة الأجهزة في القيام بأي إبداع مناسب. وشدد على أنه يتحتم على إسرائيل النهوض والخروج من التصور (السر) المحيط والمكتنف حول موضوع كالحرب النفسية والأجهزة الأمنية، ولتبدأ الدولة بالتعرف على حقيقة القوة وتأثيرها النفسي في النصر.
الفلسطينيون الذين لا يملكون الوسائل العسكرية والتكنولوجية المتطورة، قال د. شلايفر، فهموا من خلال خبرتهم السابقة ومن خلال تجربة الآخرين واستغلالها جيدًا لصالحهم، ولم يبق لدينا إلا أن نعترف بالحقيقة وهي أن نتعلم من الفلسطينيين، وأن نعيد النظر سريعًا والعودة إلى حرب محتملة. وفي الفصل الذي تطرق فيه لمنظمة حزب الله اللبنانية قال المؤلف إن حزب الله مثال للنجاح في مجال الحرب النفسية التي حدثت في لبنان، على الرغم من أنه تنظيم صغير يضم عددًا صغيرا من المقاتلين، حيث استطاع أن يفرض إرادته على دولة تعتبر الأقوى عسكريًا في المنطقة، دون الاستناد إلى سلاح المشاة أو سلاح الجو أو وجود أسطول بحري، حيث كانت الفئة الأولى المستهدفة في الإعلام من قبلهم هم سكان جنوب لبنان، حيث أثبت حزب الله لهم أن بقاء إسرائيل في المنطقة هو قصير، وأن حزب الله قائم ومستقر أكثر، وللتوجيه وجدت عدة أذرع، فمن جهة كانت هناك سيطرة على السكان وحرب على مساندي الجيش الإسرائيلي من جهة الناشطين المعروفين أو المجهولين، ومن جانب آخر أنشئت مؤسسة لرعاية الشؤون الاجتماعية والثقافية هدفها الوصول إلى أهداف سياسية ودعائية وهذه من مبادئ الحرب النفسية، التي كانت البديل للمؤسسة الإسرائيلية.
كما مورست ضغوط كبيرة على سكان جنوب لبنان من كل الاتجاهات بما فيهم الحكومة اللبنانية من خلال الرسائل التي وجهت إليهم، والتي أكدت على أن خيانتهم كانت خيانة للوطن الأم.
وتابع قائلاً إن الوعي الثقافي لحزب الله من قبل رجاله في المنطقة ساعده كثيرًا على نقل الرسالة بصورة ايجابية في الإعلام ومن خلال العلاقات الاجتماعية التي أنشئوها إضافة إلى وسائل الاتصال المتعددة.
والجماعة الثانية في الاستهداف هي الجيش والتي شملت الجيش الإسرائيلي وتزامن مسار الحرب النفسية مع العمل العسكري، وعرف حزب الله نقطة الضعف العسكرية لجيش لبنان الجنوبي وشن عليهم حرب عصابات، وقام الجهاز الاستخباراتي التابع لحزب الله بتجنيد أفراد داخل ما كان يُسمى بجيش لبنان الجنوبي وأعطوا شعورا إن كل شيء مكشوف داخليا وساعد على انهيار معنوياتهم. وعندما بدأت أصوات الانسحاب تتعالى في إسرائيل من جنوب لبنان، ضاعف حزب الله من رسائله وبثه في أوساط سكان جنوب لبنان، وعرضوا مقاطع من مقابلات أجريت مع سياسيين مساندين للانسحاب.
أما الرسائل الموجهة إلى إسرائيل، قال المؤلف، فتعلقت بالتصميم على مواصلة الكفاح والاستعداد اللانهائي للتضحية بالنفس والممتلكات ومثال ذلك خطاب نصر الله والذي سقط ابنه في الحرب ضد إسرائيل وتحدثت هذه الرسائل التي بثت عن المستنقع اللبناني وهو تعبير مجازي سيطر على الأذهان ومعناه اخرجوا من لبنان، ولماذا إطالة عمر المأساة دون فائدة، واستغل موضوع المستنقع اللبناني كرسالة تاريخية ويقصد بذلك أن كل غاز معتدي للبنان قد انهزم، إضافة إلى أن حزب الله عمل كثيرا على توثيق المعاناة لغير المقاتلين.
وساق قائلاً إن إستراتيجية حزب الله هي ممارسة الضغوطات على أصحاب القرار من جانب المواطنين في إسرائيل ووقف عملية (عناقيد الغضب) قبل موعدها هو مثال للعمل العسكري الذي توقف نتيجة بث صور التعرض للمواطنين المدنيين، والتي نشرت في جميع أنحاء العالم، وإن هذا الأسلوب الحديث في إدارة المعركة أعطى حزب الله أداة قوية للمواجهة بأشكالها.
وتابع أنه ليس سرًا بأن الفلسطينيين وحزب الله تفوقوا علينا في مجال الانترنت، وأن المواقع الإسرائيلية غير مجهزة وغير ثابتة ومتميزة بالاهتزاز، في حين أن المواقع الفلسطينية ومواقع حزب الله متميزة بالصور والأفلام. من الأكيد أن الصور المرئية نابعة من قراءة صحيحة للواقع، والزائرون لمواقع الانترنت لا يبحثون عن المقالات المفصلة لكنهم يبحثون عن حاجات فورية، فمن خلال استثمار بسيط تستطيع (إسرائيل) أن تتطور في حضورها على شبكة الانترنت من خلال بناء مواقع ومن خلال إقامة جهاز مساندة لإقامة مواقع للتعاطف والتزود المستمر للمواد المرئية.