هذا المقال ليس هو وحده الذي تناول موضوع الرجل ميال للخيانة، فقد تفاجأت ببعض الرجال يحملون نفس الفكرة عن أنفسهم وبناء على نفس المقدمات أن الرجل تحكمه الرغبات الجسدية وبالتالي فهو صيد سهل لبحر الخيانة، متناسين أن هذا الرجل ليس بحيوان ويملك عقلاً ويملك منظومة من المبادىء والأخلاق التي يستمدها من الديانة التي يتبعها أو من قناعاته الخاصة.
إن مسألة ميل الرجل للناحية الجسدية في علاقته مع الأنثى كنوع من احتياجاته الأساسية لا تعني أن الرجل سيفعل أي شيء من أجل هذا الأمر، وهذا الاستدلال المنطقي خاطىء ومخادع، فالميل للشيء لا يعني تحقيقه بأي طريقة، فهناك خطوط حمراء كثيرة تعمل على رده قبل الوصول إلى تلك المرحلة ومن دون الحاجة أيضاً إلى تدخل شريكة حياته، فهناك الدين الذي يتبعه ومعظم الأديان السماوية والأرضية تجرم الخيانة وثم لدينا النظام الاجتماعي الذي ينظر للخائن على أنه شخصية سيئة، وهناك نظرة الرجل لنفسه أثناء سعيه للخيانة وقبل الوقوع فيها.
إن الميل للخيانة لا علاقة له بالجنس أبداً في عالم البشر، ومن يقول هذا ينكر تفوق الإنسان على الحيوان واختلافه عنه بالمنطق والإدراك، فالميل لإشباع الرغبة بمجرد وجودها هو طبع حيواني وليس بشري أبداً، والخيانة الناتجة عن الرغبة وحسب هو نوع من الخلل النفسي والفطري يحتاج للعلاج، ولكن هذا لا يجعلنا ننكر أن هناك خيانات تأتي لأسباب مختلفة بعيدة كل البعد عن الجانب الجسدي الذي يستخدمه البعض لترويج فكرة "أن الرجل خائن بطبعه".
الحالة الوحيدة التي تنطبق عليها فكرة أن الرجل يخون فقط بسبب رغباته الجنسية هي أن يكون هذا رجل بلا مبادىء وبلا أخلاق وبلا اهتمام بسمعته ونظرة الناس إليه ونظرته إلى نفسه، وهذا لا أسف عليه ومختل الفطرة ولا يتم القياس بناء عليه.