خبر : موسم هجرة "الإرهاب" إلى الجنوب !! ...بقلم: هاني حبيب

الأحد 15 سبتمبر 2013 10:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
موسم هجرة "الإرهاب" إلى الجنوب !! ...بقلم: هاني حبيب



قبل أيام قليلة، أحيت الولايات المتحدة الأميركية "يومها الأسود" ذكرى أحداث سبتمبر، عندما هوجمت من قبل قاعدة الإرهاب في إحدى أهم معالمها، الأمر الذي اتخذ ذريعة في ذلك الوقت لغزو إفغانستان وغرقت القوات الأميركية في الوحل الأفغاني إلى حين وصول الرئيس أوباما إلى الحكم وتعهد بسحب القوات الأميركية في العام القادم 2014، اوباما وصل إلى البيت الأبيض كرجل سلام يقود أكبر دولة في العالم، اتجه الرئيس الأميركي فور تسلمه الحكم لتنصيب نفسه رسولاً للسلام، ليس فقط من خلال سحب قواته من أفغانستان والعراق، ولكن، وكلما يتذكر ذلك اليوم، وأيضاً، في الشرق الأوسط، واستحق هذا الرجل الرئيس، رجل السلام، جائزة نوبل للسلام، مع أنه تسلم هذه الجائزة قبل أي خطوة عملية باتجاه قيام الولايات المتحدة بقيادة "رسالة السلام في العالم، وكانت المرة الأولى في تاريخ جائزة نوبل، التي تمنح بها مقابل "نوايا معلنة" إذ أن هذه الجائزة تمنح نظير ومقابل أعمال قد أنجزت، لكن هذه الجائزة أضافت شيئاً جديداً على رئاسة أوباما، فهو أول أسود أميركي يقود الولايات المتحدة، وأول من نال جائزة نوبل من دون أية أعمال أو سلوك، إلاّ لما فاض به اوباما من نوايا، عرفنا فيما بعد أنه غير جدير برسالة السلام التي تشدق بها!!

الرئيس الأميركي الأسبق كارتر، نال جائزة نوبل، بل ثلث جائزة بالمشاركة مع بيغن رئيس الوزراء الإسرائيلي، والسادات الرئيس المصري الأسبق، بعدما أنجز اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، الرئيس كارتر، حقق إنجازاً ما يمكن الاتفاق أو الاختلاف معه، لكنه استمر داعية وساعياً نحو السلام بمفهومه الخاص، حتى بعد أن ترك البيت الأبيض، وما زال حتى اليوم يحمل هذا المشعل، وبالمقارنة بين الرئيسين، كارتر واوباما، فإن الدعوات لسحب الجائزة من الثاني لها ما يبررها وبكل قوة، خاصة وأن اتخاذه خطوات لسحب قواته من كل من العراق وأفغانستان، وازتها خطوات عديدة، لعل أهمها عجزه عن إغلاق معتقل غوانتانامو، رغم تعهده قبل وبعد وصوله إلى البيت الأبيض بإغلاق هذا السجن الذي ما زال يشكل صدمة لكل محبي العدل والمساواة والإنسانية، والشكل الأبرز على انتهاكات الإرهاب الرسمي الأميركي لحقوق الإنسان.
وإذا كان عدد من الرؤساء الأميركيين السابقين، قد جاهروا أو سلكوا، منهجاً لدعم قوى الإرهاب في العالم، كما حدث بتاريخ علاقات الولايات المتحدة مع ديكتاتوريات الموز في أميركا اللاتينية، فإن الرئيس الأميركي الأسود لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، والذي نال جائزة نوبل لأول مرة على نواياه قبل إنجازه، يتمتع بصفة إضافية يجعله أكثر تميزاً، ذلك أنه أول رئيس أميركي يدعم الإرهاب بشكل ممنهج عدا أنه بشكل علني، لكن هذا التميز، منح احياء ذكرى هجمات سبتمبر، بعداً جديداً هذا العام، وهو إنجاز هائل وخالص يسجل للرئيس أوباما، ذلك أنه أبعد الإرهاب عن بلاده وعن المجتمعات الغربية، بدعم الإرهاب وتصديره وتوطينه في "الجنوب" إذ إن هذا العام، يسجل تاريخياً باعتباره "موسم هجرة الإرهاب إلى الجنوب"!!
إذ من حق الرئيس اوباما، أن يحيي ذكرى هجمات سبتمبر هذا العام، على نحو مختلف، فأوكار الإرهاب التي كانت تعد وتنذر الولايات المتحدة وأوروبا بهجمات متصاعدة باتت هذه القوى الإرهابية منشغلة في حروب تكتسح "الجنوب" بعيداً عن العواصم والحواضر الأميركية والأوروبية، وهي الآن كما يعلم الجميع متركزة في منطقتين أساسيتين، شبه جزيرة سيناء والساحة السورية، دون أن نغفل بعض المناطق في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، كل ذلك بفضل السياسة التي رسمها ونفذها الرئيس اوباما، فسياسته إزاء مجريات وتطورات الوضع المصري، أدت الى تشجيع قوى الإرهاب على التمركز في سيناء، والتفرغ لمواجهة الجيش المصري، ومع أن حدود إسرائيل ليست بعيدة، بل على مرمى حجر من أوكار قوى الإرهاب إلاّ أن هذه القوى لم تجد سوى عدو واحد يستقطبه بهجماته اليومية المتكررة.
والأمر ليس مختلفاً في الساحة السورية، التي باتت محجاً لكل قوى الارهاب في المنطقة والعالم، ومع أن الحدود السورية مع إسرائيل، أيضاً، ليست بعيدة، وعلى مرمى حجر، فإن قوى الإرهاب هذه لا تتفرغ لقتال الجيش السوري فحسب، بل تقوم بمواجهات مع الأمراء، وتبني "إمارات" تقوم على قوانين الغاب تحت ذريعة تبني "الخلافة الإسلامية" ونقصد هنا المعارضة المسلحة المنضوية تحت عباءة فصائل "الإسلام السياسي" تحديداً، الولايات المتحدة، التي تدعم مباشرة وغير مباشرة، الجيش السوري الحر، تعلم تماماً، أن أسلحتها ودعمها يصل إلى هذه القوى بالنظر إلى طبيعة الوضع على الساحة السورية.
في ذكرى هجمات سبتمبر،الولايات المتحدة أكثر أماناً، وبعيدة عن الهجمات الإرهابية، بفضل اوباما الرئيس الذي أعاد الإرهاب إلى قواعده، لا ينطلق منها على بلاده، ولكن لكي تقاتل وتتقاتل وسط بيئتها، تقاتل شعوبها "الكافرة" وتنشغل عن الحليف المركزي لأميركا، إسرائيل، فهل هناك ما هو أفضل لأميركا من مثل هذا الوضع؟!
Hanihabib272@hotmail.com – www.hanihabib.net