رام الله سما أجرى الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي أمس جولة جديدة من المفاوضات، من دون ظهور أية بوادر على حدوث تقدم، فيما جدد اليمين الإسرائيلي رفضه أي اتفاق سلام يمس المستوطنات.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الجولة التي عقدت في القدس الغربية تركزت حول الموضوع الأمني. وهذه الجلسة الثانية التي يعقدها الجانبان حول الملف الأمني بعد الجلسة السابقة التي عقدت السبت الماضي. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الجانب الإسرائيلي يرى الأمن مدخلاً للسيطرة على أوسع مناطق ممكنة من الضفة الغربية. وقال مسؤول رفيع لـ «الحياة» اللندنية، إن قبول الأفكار الإسرائيلية حول الأمن يمنح إسرائيل السيطرة على مختلف المحاور والمفاصل والمراكز الرئيسية في الضفة الغربية. وأضاف: «رفضنا كل العروض الإسرائيلية، وطالبنا بسيادة أمنية فلسطينية على مختلف أنحاء الضفة الغربية، مع ترحيبنا بوجود قوة ثالثة مثل قوات الناتو على الحدود».
وكان الجانب الفلسطيني عرض على الجانب الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت السماح لقوات حلف شمال الأطلسي بالتواجد على أراضي الدولة الفلسطينية. واعتبر الجانب الفلسطيني هذا الوجود عنصر حماية للدولة الفلسطينية من الاعتداءات الإسرائيلية. وقبل الجانب الفلسطيني في تلك المفاوضات أن تكون الدولة الفلسطينية خالية من السلاح الثقيل، وأن يقتصر تسليحها على ما تحتاجه قوات الشرطة من إمكانات لحفظ الأمن والقانون.
واكدت مصادر فلسطينية رسمية الثلاثاء بان هناك ملاحظات لدى الجانب الفلسطيني على سير المفاوضات مع اسرائيل ستقدم لوزير الخارجية الاميركية جون كيري الذي سيلتقي بوفد وزاري عربي الاحد القادم في روما لاطلاعه على وجهة النظر الامريكية بشأن مسار محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
ومن جهة أخرى، قال رياض المالكي وزير الخارجية للاذاعة الفلسطينية الرسمية الثلاثاء سيعرض جميع الملاحظات الفلسطينية حول جلسات المفاوضات، وخاصة بشأن مرجعية تلك المفاوضات في ظل رفض طاقم المفاوضات الاسرائيلي بحث ملف الحدود على اساس حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 رغم ان واشنطن تعهدت للجانب الفلسطيني بان تكون تلك الحدود مرجعية عملية السلام.
واوضح المالكي بان ملاحظات الجانب الفلسطيني ستستدعي ردا امريكيا، واطلاع العرب عليها، مشيرا الى ان وزير الخارجية الامريكي سيعرض على الوفد العربي الوضع التفاوضي من وجهة النظر الامريكية.
وحسب مصادر فلسطينية مطلعة على سير المفاوضات فان الرفض الاسرائيلي لبحث ملف الحدود على اساس حدود عام 1967 والغياب الاميركي عن جلسات المحادثات، وتكثيف الاستيطان والتصعيد الميداني عقب العودة للمفاوضات، وربط اسرائيل اطلاق سراح الدفعة الثانية من الاسرى بتواصل جولات المفاوضات، استدعى بلورة عدة ملاحظات فلسطينية على العملية التفاوضية ستطرح على كيري خلال لقائه المرتقب الاحد القادم مع وفد وزاري عربي في روما، وضرورة الحصول على رد امريكي واضح على تلك الملاحظات، وخاصة بشأن رفض اسرائيل بحث ملف الحدود على اساس حدود عام 1967 ومنعها إنديك من حضور جلسات المفاوضات.
وكان المالكي اعلن الاثنين أن كيرى سيلتقي فى العاصمة الإيطالية روما الأحد القادم بوفد وزاري عربي، وقال: إن اللقاء يأتي استكمالا للتواصل والاتصالات بين الوفد الوزاري العربي ووزير الخارجية الأمريكي فكما هو معروف، فهو الثالث من نوعه ويقوم خلاله كيرى بوضع الوفد الوزاري في صورة التطورات الجارية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويستمع إلى مواقف الأطراف العربية بهذا الشأن.
ويشارك في الوفد الوزاري العربي الذي تترأسه قطر وزراء خارجية ومسؤولون من الأردن والسعودية ومصر والمغرب وفلسطين، إضافة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ومن المقرر أن يلتقي كيري في نفس اليوم بروما مع بنيامين نتنياهو، وذلك في ظل همس في الاروقة السياسية الفلسطينية حول وجود ضغوط اميركية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي لاعطاء دفعة للامام لمحادثات السلام المتواصلة بين طاقمي المفاوضات، وفق وجهة النظر الامريكية.
وتأتي الضغوط الامريكية لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو لاعطاء دفعة للامام لمحادثات السلام في حين تجري اتصالات لترتيب لقاء بين الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأمريكي في أوروبا، على ضوء لقاء الاخير بالوفد الوزاري العربي في روما.


