القدس المحتلة / سما / ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم الجمعة، أن جزء كبير من المسؤولين الكبار في المجلس الامني المصغر "الكابنيت" يبدون أقل حماسه في الوقت الذي يهدد فيه رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" بالرد على هجوم من سوريا، ويعتقدون أن على "إسرائيل" الصمت وضبط النفس.
ووفقاً للصحيفة فإلى جانب وزير الجيش "موشي يعلون"، ووزيرة العدل "تسيفي ليبني" عضوي المجلس الأمني المصغر الذي إنعقد أمس الخميس، يجلس هناك وزراء اخرين غير مستعدون ويقولون أن نتنياهو يبالغ في تهديداته ضد "الأسد".
وأشارت الصحيفة الى أنه يوجد هناك في المؤسسة الأمنية السياسية من يعتقد أن نتنياهو يحقق مكاسب شخصية عندما يعلن ويهدد بأنه سوف يدمر سوريا في رده على النيران التي ممكن أن تطلقها تجاه "إسرائيل".
واوضحت الصحيفة أن نتنياهو متحمس لضربة أمريكية ضد سوريا ويعتبر هذه فرصة جيدة لنقل رسائل مختلفة للجمهور الإسرائيلي وللأسد ولحزب الله وللبيت الأبيض أيضاً، الى جانب تحسين صورته وكسب فترة حكم جديدة.
وقالت الصحيفة أن نتنياهو يدرك أنه يجب أن يدرس جيداً أي عملية رد إسرائيلية، حيث أن سوريا ليست منظمة مثل حماس أو حزب الله فهي دولة عدو بحجم مختلف تماماً.
96% من الذين يصوتون لليسار يعارضون أي هجوم على سوريا.
الى ذلك بين إستطلاع خاص للصحيفة أن غالبية الجمهور الإسرائيلي يعارض أي تدخل إسرائيلي عسكري في حال تدخلت الولايات المتحدة في سوريا، وتبين من الإستطلاع أن 77% من أصحاب الرأي يعتقدون أن "إسرائيل" لا يجب أن تتدخل عسكرياً.
وظهر داخل الأحزاب السياسية أن 79% من مصوتي "الليكود بيتنا"، و87% من مصوتي شاس ويهودوت هتوراه، و96% من مصوتي حزب العمل وميرتس، و91% من مصوتي هناك مستقبل وهتنوعاه وكاديما، و 77% من مصوتي الأحزاب العربية يعتقدون أن "إسرائيل" لا يجب عليها التدخل في سوريا.
هل ستنفذ أمريكا هجومها ضد سوريا؟
وحالياً في "إسرائيل" يواصلون الإستعداد لإمكانية مهاجمة الولايات المتحدة لسوريا وسيناريو إطلاق سوريا صواريخ تجاه "إسرائيل"، وينظر "نتنياهو" بقلق للقرار الأمريكي فالكل قلق من زعماء عرب وإيران وحزب الله وسوريا ويقولون هل ستنفذ أمريكا ما تقول؟.
وأشارت الصحيفة أنه إلى جانب الجهود الأمريكية لتجنيد إئتلاف دولي لمهاجمة سوريا، تبذل جهود موازيه لمنع الهجوم المخطط ويسمح للرئيس الأمريكي من النزول عن الشجرة التي صعد عليها، ومنع تدهور أمني غير مخطط له في الشرق الأوسط وصحيح أنه ولغاية كتابة هذه السطور يبدو أن الهجوم المخطط له قد يتأخر.
وقالت الصحيفة أن المشكلة المركزية لأوباما لها صلة بعراقيل سياسية كبيرة، سواء من داخل البيت أو من العواصم الأوروبية التي كان يأمل أوباما في تجنيدها، فبريطانيا التي قادت الحملة لمعاقبة الأسد على إستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، تنسحب الآن بعد أن صوت غالبية أعضاء البرلمان ضد الهجوم، والرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" دعا لحل الأزمة في سوريا من خلال الحوار وليس عسكرياً.
وأيضاً أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" طلب السماح لمفتشي الأمم المتحدة الخروج من سوريا ومنح الأمم المتحدة عدة أيام من أجل أن تدرس النتائج التي سيقدمها المفتشين وإستخلاص النتائج، وأوباما نفسه يواجه معارضة كبيرة من الكونغرس والجمهور حول مهاجمة سوريا وصحيح أن الإدارة الأمريكية في مقدورها الخروج لحرب وبدون مجلس الأمن ولكن ليس بدون الكونغرس ولغاية الآن يبدو أن أوباما يفقد الزخم.
ولم نذكر بعد أيضاً الطرف الروسي والذي يعمل جاهداً على إحباط كل هجوم أمريكي محتمل فالأمس قدم الروس قرار إلى مجلس الأمن والذي يطلب بالحصول على حقائق وإثباتات حول الإدعاء بإستخدام سلاح كيماوي في الحادث الأخير الذي قتل فيه أكثر من ألف مدني سوري، ويطالب الروس من مفتشي الأمم المتحدة فحص ثلاثة مواقع أخرى والتقديرات هي أنهم يحاولون كسب الوقت وليس "إسرائيل" فقط –حسبما ذكرت الصحيفة-.


