خبر : من الصواب الاستعداد والردع \ بقلم: دان مرغليت \ اسرائيل اليوم

الخميس 29 أغسطس 2013 11:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT



          اختارت اسرائيل أمس من بين امكانين معقولين وهما نشر وحدات القبة الحديدية وغيرها وتجنيد عدد قليل من رجال الاحتياط من جهاز الجبهة الداخلية والاستخبارات وفتح باب مراكز توزيع الأقنعة الواقية، واسعا. وكان الامكان الثاني الاعتماد على المنطق وعلى الشعور بأن بشار الاسد لن يفعل شيئا وألا يُغير شيء من عادات الدولة في الاوضاع العادية. لكنه لا توجد وجبات بالمجان ولكل واحد من الامكانين ثمن.

          اختارت الحكومة التجنيد والأقنعة الواقية ونشر الدفاع الجوي. وفائدة ذلك واضحة فالاسد لا يستطيع أن يأمل أن يفاجيء اسرائيل، ولن تتكرر صورة الوضع غير المهندم في الايام الاولى من حرب لبنان الثانية؛ فمع فرض أنه زعيم عقلاني فمن المنطق أن نفرض أن يُحجم عن الهجوم على اسرائيل ردا على عملية امريكية عليه ولا سيما بعد أن هدد بنيامين نتنياهو بتعريض واضح باسقاط نظامه اذا جعل مدن اسرائيل أهدافا لصواريخه.

          القرار صحيح لكن يجب على كل ادارة وكل فرد أن يكونوا على علم بثمنه: فالاسد قد تم ردعه لكن الجمهور في اسرائيل أُصيب عدد منه بالذعر وهو غارق في جو كآبة "رياح الحرب"، والتصور والتوقع يُحدثان واقعا جديدا برغم أنه لم يتغير شيء بالفعل.

          زعم اسحق (بوغي) هرتسوغ الذي عرض نفسه أول أمس مرشحا لرئاسة حزب العمل، وكانت له صلات وثيقة مدة سنتين بالمعارضة العلمانية في سوريا، زعم أن الكتابة كانت على الجدار. وكانت هناك اسباب عملية واخلاقية للاتصال بالمعارضة وعدم إرسال الجيش الاسرائيلي الى مناطق المعارك لكن تأييد أعداء الاسد وتقديم مساعدة سياسية وانسانية لهم بقدر أكبر مما مُنحوه الى الآن.

          يتبين بالنظر المتأخر أن هذا صحيح. ومن الصحيح في كل وقت طول الحرب الأهلية أن كل تعميق كهذا للنشاط الاسرائيلي كان قد يجر الجيش الاسرائيلي في واقع الامر الى سوريا لغير مصلحته.

          إن الصورة الآن ايضا غير واضحة، فالأطراف تلعب لعبة البوكر. إن حلفاء الاسد البعيدين يعدونه من لبنان ومن ايران بالتدخل في ميدان القتال لمواجهة اسرائيل ردا على الهجوم. ولماذا اسرائيل؟ لأن دمها حلال في معجم معاداة السامية ولا يوجد في جميع أنحاء العالم العربي – حتى ولا بين من ينتخبون الدكتور احمد طيبي وحنين زعبي – من يقوم ويقول إن الحديث عن تنكيل محور الشر بدولة اليهود، فليس الصدق بين أهدافهم.

          يُتوقع أن يستجيب اوباما لتوجهات دولية كي يُبطيء ويُعدل الهجوم على سوريا، وسيريد أن يفعل ذلك بصورة موزونة وبقدر يبدو أنه رد عسكري معقول على استعمال السلاح الكيميائي لا أكثر من ذلك، ولا أكثر من مرة واحدة.

          يجب على اسرائيل أن تكون مستعدة. أُقدر في الحقيقة أن منطق الاسد الداخلي كما ورثه عن أبيه سيغلب شهوته الحربية، ولن تتضرر اسرائيل بالفعل. لكن الدولة ليست مواطنا فردا وهي لا تستطيع أن تعتمد على منطق الحاكم القاسي أن يدرك أنه ليس من المستحسن أن يوسع الجبهة مع اسرائيل. وستظل الأعصاب تعمل ساعات اضافية.