سما / وكالات / قال وزير الخارجية النرويجي إن العالم لن يستمر في دعم بناء الدولة الفلسطينية الى الأبد وفي حال عدم إحراز تقدم سياسي فقد تتوقف المساعدات.
وقال أسبن بارث ايد في مقابلة مع صحيفة "الجيروزاليم بوست"، إن "المانحين غير مستعدين لمواصلة تمويل عملية بناء الدولة لفترة أطول في حال عدم وجود افق سياسي".
ويشار الى ان النرويج تترأس اللجنة الخاصة للمانحين والتي من المقرر لها أن تجتمع الشهر المقبل في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذكر ايد "من المهم للطرفين أن يعيا بأن العالم لا يرغب في مواصلة تقديم شيك مفتوح".
وقال إنه "لا يجب أن يعتقد أحد في الجانب الفلسطيني انه بالامكان الركون الى بناء الدولة المدعوم دوليا". معربا عن اعتقاده بأنه "من المهم للبعض في الجانب الإسرائيلي الادراك أن الشعور بالعيش في راحة منطقية بالتعاون مع دولة زائفة، لن يستمر الى الأبد".
وأوضح ايد أنه يشعر بتشجيع أكبر ازاء آفاق نجاح المفاوضات اكثر من السابق، وقال إن تفاؤله تعزز بعد لقاءاته مع المسؤولين من الجانبين في رام الله والقدس، حيث يدرك الطرفان أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة لتطبيق حل الدولتين، مضيفا "نحن في نقطة يتعين عندها إما التحرك للأمام أو التراجع الى وضع مغاير".
وبين أنه "في ظل الأحداث الدرامية التي تشهدها المنطقة من مصر الى سوريا ولبنان اضافة الى الإرهاب الذي يلف المنطقة، يبدو أن المنطقتين الوحيدتين اللتين تنعمان بالهدوء هي الضفة الغربية واسرائيل".
وقال "إذا ما نظر القادة الإسرائيليون والفلسطينيون بعيدا عن خلافاتهم العملية، الى الصورة الإستراتيجية، أعتقد أن المشترك بينهما أنهما يقفان في جانب واحد عندما يتعلق الأمر بالصورة الأكبر تجاه ايران وسوريا والإخوان المسلمين، حيث أن رام الله والقدس تسعيان الى تلقيص نفوذ هؤلاء اللاعبين". وأضاف أنه لتقليص النفوذ الخارجي، يتعين السعي الى تحريك النزاع التقليدي الى مرحلة اكثر ايجابية".
وصرح للصحيفة بأن على الفلسطينيين الاستعداد للقيام "ببعض التنازلات في المساهمة بمغزى الأمن للسلام مع اسرائيل".
وعن انطباعاته من زيارته الأخيرة لقطاع غزة، قال ايد إن الغزيين يعيشون حالة من الإحباط جراء تردى الأوضاع المعيشية بعد التطورات الأخيرة في مصر، وأضاف "لغاية بضعة أشهر خلت، أدخلوا بعض البضائع عبر الأنفاق في رفح، لكنهم الآن لا يحصلون على شيء".
وعبر ايد عن اعتقاده بأن "الأوضاع في غزة قد تؤدي لاندلاع العنف جراء الاحباط الذي يعانيه الفلسطينيون هناك، ما يؤدي الى اضعاف حركة حماس التي قد تجبر الى القيام بشيء لا يفترض بها القيام به من لاستعادة شعبيتها".


