خبر : مختصون: تدريس المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس تهويد للبشر فيها

الثلاثاء 27 أغسطس 2013 03:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
مختصون: تدريس المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس تهويد للبشر فيها



القدس المحتلة / سما / بدأت، اليوم الثلاثاء، 5 مدارس فلسطينية حكومية مقدسية بتدريس المنهاج الإسرائيلي فيها، وتخضع هذه المدارس لسيطرة بلدية الاحتلال في القدس ووزارة معارفه.

والمدارس هي: ابن خلدون في بيت حنينا، وعبد الله بن الحسين في حي الشيخ جراح، والابتدائية للبنات، والابتدائية للبنين، وابن رشد في صور باهر بالقدس المحتلة.

وأوضح المختص في شؤون التعليم في القدس راسم عبيدات  أن تدريس المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية التي تدرس المنهاج الفلسطيني بالعادة هو تهويد للبشر كما تهود السلطات الإسرائيلية الحجر فيها.

وأضاف: إن مشروع الاحتلال واضح على صعيد السيطرة الكاملة على العملية التعليمية واحتلال وعي طلابنا والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية في مدينة القدس، منوهاً إلى أن عددا من  مدراء المدارس الحكومية تقدموا لطرح مشروع تدريس المنهاج الإسرائيلي'البجروت' بدل المنهاج الفلسطيني، وذلك في لقاءاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين من وزارة المعارف الإسرائيلية.

وشدد على أنه تم خداع الأهالي من خلال إيهامهم بان تطبيق المنهاج الإسرائيلي'البجروت' يفتح الطريق امام أبنائهم وبناتهم من الطلاب والطالبات للتوظف في المؤسسات الإسرائيلية في ظل عدم الاعتراف بجامعة القدس.

وتابع: 'حتى لو صحت هذه الفرضية الكاذبة، فإن تطبيق المنهاج الإسرائيلي يشكل خطرا جديا على وعي وذاكرة الطلبة ومستقبلهم الوطني، فالمطلوب منهم التعلم عن دور إسرائيل فيما يسمى تطوير القرى والمدن الفلسطينية والتعلم عن ما يسمى بنشيد الاستقلال لدولة اسرائيل بدل النشيد الوطني الفلسطيني، وكذلك التعلم عن أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وليس مدينة فلسطينية محتلة، وعن التسامح الديني، والتعلم كذلك عن الشخصيات الدينية والتاريخية الصهيونية التي لعبت دورا بارزا في قتل وتشريد شعبنا مثل: بن غورين وبيغن وشامير وغيرهم، وكذلك التعلم عن الرموز والأساطير التوراتية اليهودية عن اعيادهم وكنسهم وصلواتهم واحتفالاتهم وما يسمى بالاستقلال بدل النكبة، وكذلك سيتعلم الطلبة عن الهيكل بدل المسجد الأقصى.'

وأكد عبيدات أنها عملية احتلال وكيّ للوعي الفلسطيني وتزوير فاضح للتاريخ وسطو على هويتنا وقوميتنا وتشويه لثقافتنا وإنكار لوجودنا، وفرض كامل للرؤيا الصهيونية ليس على المنهاج التعليمي، بل على كل التاريخ واغتصاب لهويتنا الثقافية.

من جانبه، قال مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل  إن التربية تستنكر هذه الخطوة وترفضها جملة وتفصيلا، مؤكدا بأنه تم التغرير بالأهالي وبعض مدراء المدارس التي تسيطر عليها معارف وبلدية الاحتلال على أساس أن المنهاج الإسرائيلي قد يفتح آفاقاً أوسع للطلبة.

وشدد جبريل على خطورة هذه الخطوة والتي أعتبرها بالسابقة الخطيرة فسيتم إبعاد الطالب والطالبة المقدسية عن بيئته وعن مجتمعه وعن نشيده الوطني وعلمه الفلسطيني وشهدائه وأسراه وكافة رموز قضيته، وبالتالي احتلال الجيل الناشئ فكرياً وتجهيله.

وحذر جبريل من أن 48% من طلبة القدس يدرسون في المدارس التي تشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال وبالتالي الخوف يتضاعف من تعميم التجربة، منوهاً إلى أن الطلبة يتوجهون إلى هذه المدارس بسبب أزمة المدارس في القدس ونقص الغرف الصفية الذي يصل إلى ألف غرفة صفية، لافتاً إلى أن مديرية التربية والتعليم في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية قد افتتحت 41 مدرسة في محافظة القدس هذا العام الدراسي.

وأضاف: 'المشكلة قائمة وتتراكم منذ عام 1967 فالاحتلال لا يتحمل مسؤولياته كسلطة محتلة ولا يصدر تراخيص بناء لمدارس جديدة لتتفاقم الأزمة بعدم وجود مقاعد دراسة لأبنائنا الطلبة.'

من ناحيتها، رفضت الطالبة المقدسية حنان سرحان تدريس المنهاج الإسرائيلي واعتبرتها خطوة لتجيهل الجيل الشاب.

وقالت: 'نحن ندرس عن تاريخنا وجغرافيتنا وقضايانا الوطنية والمجتمعية لذلك نتمسك بمبادئنا وثوابتنا الوطنية، وفي حال تم عزل الطالب والطالبة عن محيطه الفلسطيني وتدريسه ما لا يخصه لا من قريب ولا من بعيد سيكون فريسة سهلة للسيطرة عليه وانتزاع وطنيته منه.'

وأكدت سرحان أن واجب المقدسي أن يهب رفضا لهذه الخطوة وتأكيداً على رباطه وتمسكه بأرضه وهويته الوطنية بالرغم من إجراءات الاحتلال اليومية، والتمسك باللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم.