الحال في مستشفى كمال عدوان لا يسُر الى حد كبير. عندما تزهق روح انسان بسبب خطأ طبي ويتكرر الامر مرة واثنتين وعشرة، ولا يستوقف الامر المسئولين عندها تصبح الأخطاء جريمة في حق المجتمع والناس، فخطأ الطبيب لا يتحمله وحده وإنما تتحمله المؤسسة الطبية بأكملها. الحديث عن الضعف العلمي والمهني لبعض الكادر الطبي في مستشفيات القطاع ليس سراً. والجامعات التي لا يهمها سوى المال ولا تعبأ كثيرا بالمستوى العلمي والمهني لخريجيها سيما الطلاب الاجانب كثيرة.
السيد الوزير...
دعني أحصي على مسامعك بعضاً من حالات اعرفها ذهبت ارواحها هدراً في المستشفى اياه فقط خلال هذا العام بدءا من آخر حالة:
المواطنة دينا محمد احمد 32 عاما وقد توفيت هذا الاسبوع في مستشفى كمال عدوان حيث كانت تعاني من صداع في الرأس فقام المتواجدون بالمستشفى بإعطائها حقنة وتسريحها للبيت وتوفت بعد ثلاث ساعات.
2- الطفل محمد فارس صبح 16 عاما جاء ايضا يشكو من صداع في الرأس، وهناك أُعطي حقنة تسببت في جلطة رئوية ادخلته في غيبوبة وللآن يعالج داخل الخط الأخضر.
2- الشاب أيمن جمال النجار توفيَ ايضا في نفس العام 2013 إثر حقنه تسببت في موت الدماغ ليتم تحويله للعلاج داخل الخط الأخضر وتوفي بعد إسبوع .
3- السيدة (ت - ك ) تم احضارها إلى المستشفى في شهر فبراير من هذا العام تعاني من رضوض نتيجة تعرضها للضرب على يد زوجها الساعة 12 ليلاً، فقام الاطباء بإعطائها مسكنات واعادتها مع زوجها دون ان يبلغوا الطب الشرعي "وهذا ادنى المفاهيم الطبية" لتعود اليهم الساعة الثالثة صباحاً تلفظ انفاسها الأخيرة نتيجة تعرضها للحرق وليتم تقرير الوفاه وادخالها الى ثلاجة الموتى ايضا دون ابلاغ الطب الشرعي وليتبين فيما بعد ان زوجها هو من قام بحرقها.
4- حاله اخرى سيد من عائلة المبحوح في ذات السنه تعرض لحادث طرق تسبب في إصابته في الفخذ تم نقله الى مستشفى كمال عدوان، حيث تم تغريز الجرح بدون أن يدركوا أن هناك تسمم يسبح في قدمه نتيجة الاصابة وقد توفي بعد مغادرته المستشفى.
5- السيدة نور الهدى احمد الدريني 19 عاماً كانت مصابه بالسرطان وعالجها الاسرائيليون وشفيت منه تماماً وبعد فتره زارت مستشفى كمال عدوان بسبب تعب عادي اصابها تلقت علاجات في المستشفى لتتوفى بعد عيد الفطر بيوم وليتبين في التشريح أنها كانت تعاني من تسمم في الدم لم يدركوه في مستشفى كمال عدوان
الحالة السادسة السيدة (ز , د) 38 عاماً , قدر الله ان ينقذها من الموت المؤكد اطباء " اسرائيليون" ، و هي تشكو من مغص شديد وذلك في العشر الأواخر من رمضان، نقلها ذووها الى مستشفى كمال عدوان وهناك في المستشفى تم تحويلها الى مستشفى بيت حانون بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع الحالة ولكن هناك في مستشفى بيت حانون اعادوها الى مستشفى كمال عدوان لنفس السبب.
وهنا قاموا بإجراء عملية جراحية لها في البطن بفرض انها تعاني من انسداد في الأمعاء وأثناء اجراء العملية ادركوا انهم غير قادرين على الخروج من المأزق الذي أدخلوا أنفسهم فيه، فقرروا اغلاق الجرح وتغريزه و الادعاء بأنها تعاني من جلطه وانها ستموت بعد ساعتين وتم ابلاغ ذويها بذلك ليعود الأهل لتجهيز مراسيم الوفاة واقامة العزاء. وفي انتظار وصول الجثة، مضت ساعة، ساعتين ,يوم , يومين ولم تتوفى السيدة , فاضطروا الى تحويلها الى المستشفيات الاسرائيلية وهناك أجروا لها عمليتين جراحتين , الاولى استغرقت ثلاث ساعات تنظيف واصلاح الخراب الذي تم في كمال عدوان.
ليكتشف الاطباء في "اسرائيل" أن الامعاء تقطعت بسبب شدة الألم. فقاموا بتوصيل الامعاء بأنابيب بلاستيكية. والأن تنعم السيدة المذكورة بالحياة وترجو الله أن لا يعيدها الى مستشفى كمال عدوان.
عندما علم الأطباء الإسرائيليون بما حصل في مستشفى كمال عدوان قرروا ابقائها هناك حتى تشفى تماماً كي لا تحتاج الى متابعة في مستشفى كمال عدوان.
السيد وزير الصحة
أسمع على ألسنة مواطنين غاضبين من يطالب بإغلاق مستشفى كمال عدوان ومن ثم اجراء اختبار للتأكد من ملاءمة الكادر الطبي ومناخ العمل للجودة العلمية والمهنية .
انني اذ انقل اليكم حال مستشفى كمال عدوان المزري ، فإنني باسم المواطنين اوجه نداء لتدارك الامر وان يتحمل الجسم الطبي الذي ترأسونه اتخاذ سبل لمعالجة الامر بشكل جاد فهي امانة وسنسأل عنها امام الله.
الكاتب اسير محرر ورئيس مركز اطلس للدراسات الاسرائيلية


