خبر : ألا ترون أن ذلك لا ينجح؟/بقلم: موشيه آرنس/هآرتس 20/8/2013

الثلاثاء 20 أغسطس 2013 02:32 م / بتوقيت القدس +2GMT



قبل 20 سنة في 13 ايلول 1993، وُقع على اتفاق اوسلو الاول بين اسرائيل وم.ت.ف. ولن تُنسى أبدا المصافحة على أعشاب البيت الابيض بين اسحق رابين وياسر عرفات الذي كان يرتدي الملابس العسكرية التي فصلها هو نفسه. وبفضل ذلك مُنح كلاهما (وشمعون بيرس ايضا) جائزة نوبل للسلام. لكن يوجد شيء ما مُضلل في جوائز نوبل للسلام – فالسلام بين اسرائيل والفلسطينيين ما زال معوقا. وقد جاء الاتفاق بعرفات وأنصاره من تونس الى غزة وبعد ذلك الى رام الله والقدس. واختارت اسرائيل الرجل الذي كان مسؤولا عن عدد من أكثر الاعمال فظاعة منذ كانت الحرب العالمية الثانية، ليكون شريكا في انشاء السلام. ونُسي كل شيء إن لم نقل عُفي عنه.
وبعد عشرة ايام جيء بالاتفاق الذي وُقع عليه في واشنطن ليتم بحثه في الكنيست. ورُفض اقتراح حجب الثقة الذي قدمته المعارضة بأكثرية 61 الى 50 وامتنع 8 نواب. وفي 19 ايلول 1993 جاء في صحيفة "دفار"، ان حزب العمل طبخ اتفاقا على تأجيل محاكمة أريه درعي مقابل تأييد شاس لاتفاق اوسلو.
وأُجيز اتفاق اوسلو الثاني في الكنيست في 9 تشرين الاول 1995 بأكثرية 61 الى 59 عضو كنيست، بعد ان تم اقناع ثلاثة من اعضاء كتلة تسومت الحزبية بالانتقال من كتلتهم وتأييد الاتفاق. ويبدو ان سيارة ميتسوبيشي مُنحت لأحدهم كان لها دور مركزي في هذا السلوك الفاضح. ويُشك كثيرا في ان تكون الأكثرية الضئيلة كافية وبخاصة الأكثرية التي يتم الحصول عليها بمثل هذه الطرق للموافقة على اتفاق بعيد الأمد كهذا. وهذا الشيء قانوني لكنه بعيد عن ان يكون مشروعا. لكن مؤيدي اتفاق اوسلو كانوا مصممين على إجازته "وليكن ما كان"، وفضلوا ألا يشغلوا أنفسهم بدقائق الطريقة الديمقراطية. واضطر الشعب في اسرائيل الى ابتلاع الاتفاق بطريقة الاطعام بالقوة.
كان اهود باراك هو التالي. فقد بدأ العمل بصورة محمومة فورا مع توليه منصب رئيس الوزراء في 1999 على احراز سلام. وقد حصر عنايته أولا في حافظ الاسد وكان مستعدا لأن يُسلم الجولان اليه. ومن حسن الحظ أنه لم يتم احراز اتفاق، ثم وجه جهوده بعد ذلك الى عرفات. وفي كامب ديفيد في سنة 2000 عبر عن استعداد لتنازلات تجاوزت كثيرا كل ما خطر ببال رابين في وقت من الاوقات. لكن ايام حكومته كانت قد أصبحت معدودة ولم يحظَ بتأييد الأكثرية في الكنيست بل ولا في حكومته. ومع تجاهل لحقيقة ان قانون تقديم موعد الانتخابات قد جاز في الكنيست وان استطلاعات الرأي تنبأت بأن يخسر في الانتخابات بفرق كبير، استمر وعرض على عرفات تنازلات اخرى.
لم يكن لباراك بازاء سقوطه المتوقع في الانتخابات حق اخلاقي في ان يعرض هذه التنازلات باسم اسرائيل. لكن مؤيديه زعموا بقوة أنه كان له الحق في فعل ذلك. ربما كان ذلك قانونيا لكن من المؤكد أنه لم يكن مشروعا. وعلى كل حال لم تُرض التنازلات عرفات.
ثم حانت نوبة اهود اولمرت. بدأ اولمرت طريقه رئيسا لائتلاف حكومي مستقر كثيرا، اشتمل على شاس وعلى حزب افيغدور ليبرمان. وقد بدأ رحلته الى السلام في تشرين الثاني 2007 في مؤتمر أنابوليس. وفي اللحظة التي عبر فيها عن استعداد لتقسيم القدس تركت شاس الائتلاف الحكومي. وبعد ان استمر في مفاوضة محمود عباس وعبر عن استعداد لتنازلات كبيرة عن اراضٍ ولعودة لاجئين فلسطينيين الى اسرائيل، انتقض ائتلافه الحكومي. وفي حين كان الائتلاف ينهار حوله، ومع تجاهل للدعوات الى استقالته وتقديم موعد الانتخابات، استمر في تصميم في التفاوض بل إنه استطاع آخر الامر ان يعرض على عباس خريطة تُفصل تنازلات اسرائيل المناطقية قبل ان يضطر الى الاستقالة.
أراد اولمرت ان يفرض اتفاق سلام على مواطني دولة اسرائيل وليكن ما كان. وليست هذه طريق السلام. لأنه اذا أيدت أكثرية صلبة فقط من المواطنين التنازلات التي تعرضها دولة اسرائيل فان مسيرة السلام تستطيع الاستمرار. إن التكتيكات السياسية التلاعبية والمداورات والايهام ستفضي فقط الى خيبة عند الطرفين والى تجديد العنف. وآمل أن يكون بنيامين نتنياهو يدرك ذلك.