غزة / سما / أعلن وكيل وزارة الخارجية بحكومة غزة د. غازي حمد، أن معبر رفح الحدودي مع مصر "شبه مغلق"، والعمل فيه "يسير من سيئ لأسوأ"، مؤكدًا أن عدد المواطنين الذين تسمح لهم السلطات المصرية بالسفر قد تقلص إلى أقل من الحد الأدنى.
ويشهد معبر رفح الذي يعتبر المتنفس الوحيد للغزيين إلى العالم الخارجي، إغلاقًا متكررًا، منذ أن انقلب وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، على الرئيس المنتخب محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز الماضي.
وقال حمد في تصريحاتٍ لصحيفة"فلسطين" المحلية: "إن السلطات المصرية سمحت لـ50 مواطنًا فقط بالسفر عبر معبر رفح، أمس"، موضحًا أن حركة المسافرين على المعبر تواجه قيودًا كبيرةً جدًا، في ظل عدم وجود تسهيلات أو انفراجات، ما يؤدي إلى زيادة معاناة المواطنين.
الجدير ذكره، أن عدد المواطنين الذين كانوا يتمكنون من السفر عبر المعبر ما قبل الانقلاب في مصر، يتراوح بين 800 إلى ألف مواطن، فيما تقلص بعده إلى 270 مسافراً كحد أقصى، قبل أن يصل في الآونة الأخيرة إلى 50 مسافراً فحسب.
لكن وكيل وزارة الخارجية أوضح أن وزارته أبلغت الجانب المصري، أن استمرار تفاقم الأزمة، وعدم استقرار العمل في عمل معبر رفح هو "أمر غير مقبول"، مضيفًا: "اتصلنا بجهاز المخابرات العامة المصرية، وطلبنا منهم فتح المعبر".
وتابع: "إن المخابرات العامة المصرية بررت سوء العمل في معبر رفح بتعرض الموظفين المصريين في المعبر للخطر لعدم قدرتهم على الوصول إليه، وسقوط الشبكة الإلكترونية هناك، وأعطتنا الوعود التي لا تنفذ على الأرض".
وقال حمد: "إن هذه المبررات سمعناها كثيرًا، وقلنا للجانب المصري إنه لابد من عدم تحميل قطاع غزة معاناة إضافية"، معرباً عن أسفه على مكوث المسافرين من المرضى والأطفال لما يقارب أربع ساعات في الصالة المصرية من المعبر، قبل أن يتمكنوا من استكمال إجراءاتهم.
من جهته، أكد مدير الإدارة العامة للمعابر والحدود، ماهر أبو صبحة، مغادرة أول حافلة عبر معبر رفح البرى، أمس, بعد إبلاغ الجانب الفلسطيني بفتحه بشكل مفاجئ في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا، بعد إغلاق دام لثلاثة أيام دون السماح بمغادرة أي شخص من القطاع.
وأشار أبو صبحة، إلى أن المغادرين من قطاع غزة عبر معبر رفح بعد أن مكثوا لساعات طويلة في الصالة المصرية بذريعة تعطل شبكة الحاسوب التي يتم من خلالها التأكد من بينات المسافرين، وغيرها.
ولفت النظر إلى دخول العائدين إلى قطاع غزة، بشكل طبيعي، ما يدل على أن شبكة الحاسوب تعمل بشكل جيد وأن السلطات المصرية لا ترغب بسفر الفلسطينيين عبر معبر رفح"، مبيناً أن إدارة المعابر تنسق بشكل مباشر مع الجانب المصري من أجل تسهيل سفر الفلسطينيين، متمنيًا أن يغادر المسافرون القطاع وألا يضطروا للعودة مرة أخرى.
ويذكر أن السلطات المصرية فتحت، السبت الماضي، معبر رفح بشكل مفاجئ ودون تنسيق مع الجانب الفلسطيني، بعدما أغلقته صباح الخميس، لأجل غير مسمى بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في مصر وخاصة شبه جزيرة سيناء.
