خبر : هو يخاف \ بقلم: جيفري غولدبرغ \ معاريف

الأربعاء 14 أغسطس 2013 10:36 م / بتوقيت القدس +2GMT



       مهامة السلام لوزير الخارجية الامريكي جون كيري في الشرق الاوسط هي مهامة شبه دون كيشوتية، ان لم تكن دون كيشوتية تماما. لدي شك في قدرته على الوصول الى الهدف – التوقيع على اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين ينهي النزاع. في هذه المرحلة لم يقرر الطرفان بعد حتى في اي المواضيع سيبحثان في المفاوضات. ومع ذلك، على شيء واحد ينبغي منح كيري الحظوة: فقد نجح في جذب انتباه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشكل جزئي على الاقل. واقول بشكل جزئي لانه في هذه الاثناء حكومة نتنياهو تواصل الدفع الى الامام في البناء في المستوطنات.

          توجد مؤشرات على ان نتنياهو يفهم الثمن الذي ستدفعه اسرائيل مع حلول اليوم على المستوطنات، ولا سيما على تلك المجاورة للتجمعات السكانية الفلسطينية. ومؤخرا التقى مع صناعيين اسرائيليين رواد اعربوا امامه عن قلقهم من امكانية ان تقاطع بضائعهم في اوروبا ذات يوم.

          كيري، في ظل استغلال هذا الخوف، حذر نتنياهو في الاسابيع الاخيرة من أنه اذا لم تعطي المحاولة الحالية لتحقيق السلام ثمارا، فستقف اسرائيل قريبا امام حملة نزع شرعية دولية شاملة. وحسب موظفين رسميين تحدثت معهم، يعتقد كيري بان الامر الوحيد الذي يخشاه نتنياهو بذات القدر الذي يخشى فيه التهديد الايراني هو العزلة الدولة لاسرائيل. فنتنياهو يخشى الضرر الاقتصادي باسرائيل بسبب العزلة الدولية، اذا ما حصل، ولكن اكثر من كل شيء يخشى ان تضر المقاطعة على اسرائيل بقدرتها على الدفاع عن نفسها.

          النظرية بسيطة: دولة تعتبر غير شرعية – ليس فقط في نظر اللوبي العربي القوي في الامم المتحدة بل وايضا في نظر القوى العظمى الغربية – ستجد صعوبة في الصمود حين يتعين عليها ان ترد على اعمال عدوانية من جانب منظمات ارهابية كحزب الله أو حماس، المنظمتين اللتين بقيتا ملتزمتين بتصفية اسرائيل. نتنياهو يعتقد أن حملة نزع الشرعية ضد اسرائيل ستلزم القوى العظمى الغربية بكبح جماح اسرائيل او على الاقل المسارعة الى شجبها قبل ان تتمكن من الدفاع عن نفسها.

          هذان القلقان لنتنياهو يرتبطان الواحد بالاخر. فاسرائيل كفيلة بان تعمل ذات يوم ضد البرنامج النووي الايراني. ودون دعم دولي ستجد صعوبة في عمل ذلك. على مدى السنين ادعيت بان اسرائيل ستحقق دعما أكبر من جانب العالم لحملتها ضد ايران فقط اذا ما وافقت على حلول وسط مع الفلسطينيين. اما نتنياهو، فخلافا لزعماء آخرين في اليمينن وافق على مبدأ حل الدولتين، ولكنه لم يفعل الكثير من اجل دفعه الى الامام.

          ولكن مؤخرا يميل نتنياهو باتجاه الوسط السياسي. وبفعله هذا، يثير الاعصاب في الليكود. وبالنسبة للمقاطعة التي فرضها مؤخرا الاتحاد الاوروبي على البضائع من المستوطنات، فان نتنياهو مثله اعضاء حزبه يعتقدون بان هذا خطأ. ولكن هو ايضا يفهم بانه لا يمكنه ان ينتظر في الحرب ضد كل الاتحاد الاوروبي بسبب مقاطعة جزئية على بلاده. فمن جهة، عداء الاتحاد الاوروبي لاسرائيل لا يساعد كيري حقا أو الوسط الرئيس مارتين اينديك. فمن شأن تهديدات من اوروبا ان تعزز في المدى القصير اليمين المتطرف في اسرائيل الذي يمكنه أن يقيد نتنياهو في المفاوضات.

          من جهة اخرى، يعرف معظم الاسرائيليين بان اسرائيل لا يمكنها أن تعيش دون اصدقاء. ولهذا فان نتنياهو ينصت الان بجدية اكبر لتحذيرات كيري.