خبر : جائزة نوبل في النفاق \ بقلم: د. حاييم شاين \ اسرائيل اليوم

الأربعاء 14 أغسطس 2013 10:35 م / بتوقيت القدس +2GMT



          لو أنهم كانوا يوزعون جائزة نوبل في النفاق السياسي (الداخلي والخارجي) باسم ميكيافيلي، فلا شك في ان بريطانيا كانت ستفوز بها عن ادارة سياسة ذات أخلاق مزدوجة ومؤمنة بالقوة وهازلة ومصلحية. وكانت الملكة في مقام توزيع الجائزة ستحصل على الوسام من يد الامين العام للامم المتحدة التي هي المؤسسة السياسية الأكثر نفاقا في العالم، وكان يمكن ان نلاحظ بجوارها كاثرين آشتون الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية في الاتحاد الاوروبي. وهي متحدثة بارزة باسم النفاق البريطاني عرفت كيف تُشبه مذبحة الاولاد في سوريا باصابة عرضية للاولاد في غزة.

          أعلنت بريطانيا في الاسبوع الماضي انه لا يخطر ببالها ألبتة ان تعيد الى اسبانيا مضيق جبل طارق الذي احتلته منها قبل سنين كثيرة. وهو منطقة تبلغ مساحتها 7 كم مربع في مكان يلتقي فيه البحر المتوسط بالمحيط الاطلسي. وكانت اسبانيا تسيطر مئات السنين على جبل طارق الى ان أخذه البريطانيون منها لكن اسبانيا لم تتخل قط عن طلب السيادة على المضيق. إن جبل طارق اليوم مركز مقامرة وسياحة وتسجيل اتحادات صناعية (من اجل خفض تكاليف الضريبة). وليس لبريطانيا أية حقوق تاريخية في المضيق وهي مع كل ذلك تُصر على عدم التخلي. فبريطانيا ترى ان ما احتُل بالقوة سيتم التمسك به بالقوة الى الأبد. وعلى مبعدة آلاف الكيلومترات عن لندن تقع جزر فوكلاند. وتزعم الارجنتين التي تجاور هذه الجزر ارضها منذ سنوات ان الجزر لها وهي غير مستعدة للتخلي عنها. في سنة 1982 أرسلت بريطانيا اسطولا عسكريا لحماية مصالحها في الجزر التي لا يزيد عدد السكان فيها على 2500. وعادت بريطانيا واحتلت الجزر من جيش الارجنتين الذي استولى عليها مدة قصيرة.

          إن بريطانيا هي منذ سنين كثيرة واحدة من الدول الرائدة في معركة عالمية لاعادة اسرائيل الى حدود 1967، وهي حليفة تاريخية مخلصة لدوائر عربية تشمل تلك التي تسمى فلسطينية والتي تريد ان تحقق في نجاعة وتصميم خطة مراحلها وهي خطة ستبلغ اسرائيل في نهايتها الى الخط الازرق للبحر المتوسط. إن المقاطعة الاكاديمية مع اسرائيل والمقاطعة مع منتوجات من يهودا والسامرة هما تعبير عن سياسة بريطانيا المنافقة. إن بريطانيا تعظنا صبح مساء بسبب تمسكنا بأراضي الوطن في حين لا تُضعف قبضتها على الاراضي التي احتلتها عن طموح استعماري واضح. يحسن جدا ان تنزع بريطانيا الخشبة من عينها وألا تحاول ان تفرض علينا انتحارا ذاتيا باسم اخلاقها المزدوجة.

          إن معاملة بريطانيا الاستكبارية لاسرائيل بدأت في الربع الاول من القرن العشرين. ولم ينفذ بالفعل الوعد الشهير بوطن قومي لليهود قط. ولم يحرك البريطانيون حكام  هذه البلاد في فترة الانتداب ساكنا حينما قام العرب بأعمال شغب موجهة على يهود الخليل والقدس وكيبوتس حولدا وصفد. ولن ننسى أبدا كيف أغلقت بريطانيا سواحل ارض اسرائيل أمام هجرة اليهود وفيهم ناجون من المحرقة أبحروا الى ساحل أمان في الوطن، ولن ننسى أسرى الجبهة السرية ومقاتلي الحرية الذين شُنقوا في سجن عكا.

          عُدنا الى ارض اسرائيل ومن بين اسباب العودة ألا يملي علينا آخرون مصيرنا وألا يفرضوا علينا ارادتهم. ومن المهم جدا ان يُبين قادتنا لأمم العالم أننا عدنا الى الوطن كي نكون شعبا حرا في ارضنا. كان ثمن الحرية أثقل من ان يحتمل ولن نستعبدها أبدا بنزوات الاجانب ونفاقهم وكراهيتهم.