خبر : ورقة مساومة \ بقلم: أمنون لورد\ معاريف 12/8/2013

الإثنين 12 أغسطس 2013 03:49 م / بتوقيت القدس +2GMT



            بعد أن عرقل الفلسطينيون في ولاية نتنياهو السابقة المفاوضات بمعونة عناد الرئيس اوباما، يبدلون الجواد الان. جواد الفلسطينيين في الولاية الحالية هو الاتحاد الاوروبي. من خلال خطوات الاتحاد المناهضة لاسرائيل، يواصلون القتال ضد اسرائيل.

            هذا هو السياق الذي في اطاره ينبغي لنا أن نرى قرار الحكومة ارفاق بدء المفاوضات بالقرار ببناء 1.200 وحدة سكن في يهودا والسامرة. خسارة فقط الا نرى وجه اوروبا البشع، اي كاترين اشتون، في الوقت الذي تسمع فيه ان الاسرائيليين مرة اخرى يعربدون بمستوطناتهم.

            رسالة اسرائيل واضحة: اوروبا، مع خطوات المقاطعة المناهضة لاسرائيل تمس بالسلام وهذا هو رد فعلنا. اسرائيل ستسير حتى النهاية بالنسبة للمفاوضات مع الفلسطينيين وستبقي لهم التفكر اذا كانوا سيأتون الى جولة المحادثات التالية. اللقاء الاول سيعقد بعد غد. ويبدو أن هذا هو السبيل الوحيد لانزال الاوروبيين عن حملتهم المناهضة لاسرائيل. الايضاح لهم بانهم بكلتي يديهم يهدمون السلام. حقيقة ان محللين من اليسار يلقون مسبقا بالتهمة على اسرائيل لن تجدي نفعا هنا.

            في كل الاحوال، تغطي جلبة البناء جيدا، في سحابة غبار اعلاني ودبلوماسي، على قرار تحرير الدفعة الاولى من السجناء المدانين بالارهاب. لقد نجح رئيس الوزراء نتنياهو في أن يقع طريح الفراش في توقيت خرج مناسبا. قررنا، وانتم الان، يا سادتي الوزراء، ستبدأون بالفهم ما معنى المسؤولية الجماعية لوزراء الحكومة. لن تتمكنوا من التملص.

            يبدو أن كمية وحدات السكن التي تقررت يمكنها أن تشكل ايضا ورقة مساومة جزئية اذا ما دارت مساومة ما بين اسرائيل واوروبا على قرار المقاطعة للمستوطنات. فالاوروبيون، كما ينبغي العودة للذكر، اتخذوا خطوة لا يمكن لاي حكومة ان تقبلها، وقد فعلوا ذلك عن قصد. لا توجد حكومة تبدأ في التأشير على هار حوتسفيم، المبكى، غيلو وكل باقي الاحياء في شرقي القدس.

            الخطوة الاوروبية جديرة بالفعل في أن تبعث ذكريات سوداء. فهي تشبه المقاطعة التي فرضها النازيون على محلات اليهود في المانيا في 1933. ما أن اغلق دكان القبعات لفينكلشتاين، حتى طال جدا الطابور في الدكان المجاور لهاينتس. فقد شطبوا المنافسة. ويجدر بنا أن نفترض بان هذا ايضا ما يفعله الاوروبيون اليوم. فهم يشطبون المنافسة الاسرائيلية على باحثيهم، الذين ينتظرون التمويل. المنافسة على مال بروكسل تتقلص.

            هل القرار بالبناء هو ذات الركلة تحت الحزام التي وعد بها كبار المسؤولين في الحكومة الاسبوع الماضي؟ ليس مؤكدا. ولكن الواضح هو أنه سيجبر جون كيري على ممارسة الضغط على كاترين اشتون، وذلك لانه اذا لم يتراجع الاوروبيون سنرى بان المحادثات مع الفلسطينيين ستتفجر في وقت مبكر اكثر مما في وقت متأخر، ومجموعة السجناء الحالية ممن سيتحررون ستكون الاخيرة ايضا.