خبر : أزيت أم ماء على شعلة الارهاب؟\ بقلم: يورام إيتنغر \ اسرائيل اليوم -5/8/2013

الإثنين 05 أغسطس 2013 12:42 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          إن تصميم رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن على ان يحضن – لا أن يندد – الارهابيين يؤكد قيمه كما ظهرت – في جملة الاشياء التي ظهرت فيها – في رسالته للدكتوراة التي تنكر المحرقة، واشرافه على العلاقة بين م.ت.ف ونظم الحكم الظلامية في الكتلة الشيوعية وفي التآمر والارهاب اللذين أفضيا الى طرده من مصر وسوريا والاردن ولبنان.

          يُخلد أبو مازن ذكرى الارهابيين – الذين يهاجمون مدنيين على عمد وبصورة منهجية على عكس محاربي الحرية – ويسمي باسمائهم رياض اطفال ومدارس وشوارع وميادين عامة ومراكز جماهيرية وألعاب رياضية وغير ذلك. ان الافراج عن ارهابيين يُعظم منزلتهم في المجتمع الفلسطيني المعرض للتحريض وللتربية على كراهية اليهود في الاجهزة الدينية والتربوية والاعلامية التي انشأها أبو مازن نفسه في 1994. إن هذه الاجهزة هي معامل انتاج ارهابيين ومنتحرين وتعبر بصورة أصيلة – بخلاف محادثاته مع الاسرائيليين والامريكيين – عن تصور الرئيس العام.

          ان الغاية المركزية للارهاب هي ضعضعة ثقة مواطني اسرائيل بقدرة حكومتهم على حمايتهم من تهديدات وجودية. ويسعى الارهاب الفلسطيني ايضا الى زعزعة الثقة بجهاز القضاء، ومضاءلة قدرة اسرائيل على الردع، وتحطيم صورتها الدولية باعتبارها كنزا استراتيجيا ونموذجا أبا لمحاربة الارهاب، والى سلسلة شعور بالعجز يفضي الى تنازلات كاسحة.

          إن الاستسلام للضغط والافراج عن ارهابيين سيدعمان الروح المعنوية والهدف الاستراتيجي للارهاب وسيحبطان الروح المعنوية والامن القومي الاسرائيليين. ويتحول الارهابيون المفرج عنهم من ارهابيين عملياتيين الى "مضاعفين لقوة الارهاب" – والى نموذج يقلده الجيل الشاب من خريجي "اكاديمية الارهاب الاسلامي" التي يديرها قادة الارهابيين بمرأى من عين السجان الاسرائيلي المفتوحة. وتشارك كثرة غالبة من المفرج عنهم في تطوير البنى التحتية الارهابية بتجنيد قوة بشرية وتمويل وزيادة الباعث على الارهاب وتخطيط لعمليات ارهابية. ويقلص الافراج عنهم عامل الردع الاسرائيلي ويحث على الانضمام الى دائرة الارهاب.

          كتب رئيس الوزراء نتنياهو في كتابه "الارهاب: كيف يمكن ان ينتصر الغرب" صفحة 201 و219 و226 يقول ان "الافراج عن ارهابيين يمنح الارهاب نصرا ويمهد الطريق لارهاب آخر وابتزاز... وليس هدف الارهابي تفاوضا بل استسلاما... والحكومة التي تستجيب لابتزاز الارهاب تعاونه... والمواطنون الذين يضغطون للافراج عن ارهابيين يخطئون بحق واجبهم المدني".

          وكتب في كتابه "مكان تحت الشمس" يقول "رأيت من البداية ان صفقة جبريل هي ضربة بالغة لكل جهود اسرائيل لتشكيل جبهة دولية مضادة للارهاب. كيف تستطيع اسرائيل ان تدعو الولايات المتحدة والغرب الى تبني سياسة عدم استسلام للارهاب وهي تستسلم بصورة مخزية؟ كنت على يقين من ان الافراج عن نحو من ألف مخرب سيفضي بالضرورة الى تصعيد عنيف للعنف... ومن الواضح اليوم ان الافراج عن الألف مخرب كان من العوامل التي أعطت مجموعة من المثورين والقادة الذين أشعلوا نار الانتفاضة".

          هل يعمل نتنياهو في 2003 مخالفا كتبه وخطبه ومعاركه الانتخابية وتراث "عملية يونتان"؟ ان افراج اسرائيل عن ارهابيين وطلب أبو مازن الافراج عنهم واحتضانهم من جهة، ومحاربة الارهاب والسعي الى السلام من جهة اخرى هما الشيء ونقيضه. ان ضغطا امريكيا على اسرائيل للافراج عن ارهابيين في حين تمتنع الولايات المتحدة وبحق عن الافراج عن ارهابيين، نفاق اخلاقي يزيد زيتا على شعلة الارهاب.