خبر : وإذا كان السلام/بقلم: غي مروز/معاريف 1/8/2013

الخميس 01 أغسطس 2013 03:51 م / بتوقيت القدس +2GMT



أعرف أنه لن يكون سلام، ولكني سأغرق في الخيال، بعد إذنكم، بالطبع. فتخيلوا أنه سيكون. تماما بعد تسعة اشهر سيسير نتنياهو وأبو مازن معا الى جانب بيرس بالطبع واوباما ايضا، وسيعلنوا في الساحة الاكثر اخضرارا اياها ان أخيرا يوجد سلام. التفكير فقط في ما لن نضطر بعد اليوم الى الانشغال به يجعلنا في راحة اكبر من حيث هذا الخيال الحلو الذي يبعث على الانتعاش.

فمثلا، اذا كان سلام، ليس مؤكدا انه سيسمح لفريق بيتار يروشلايم بمواصلة التجول بحرية. فهذا لا يسير معا – السلام مع العرب وشغب المؤيدين للفريق ضد العرب، الذين بعضهم أبرياء، في شوارع القدس.

اذا كان سلام، فان كل موضوع القدس سيدار بشكل مختلف. سترغبون في شرب دمي ولكن لن يكون سلام اذا لم نعش في القدس تحت سلطة اخرى، ليست اسرائيلية وليست فلسطينية. وأنا أقصد بالطبع الاجزاء المتنازع عليها والجميلة جدا، وليس البشاعة التي أقمناها في المحيط (هولي لاند وشمالها).

اذا كان سلام، فسيكون هنا الكثير من المال، ولن تثور اعصابنا كثيرا من شبه محافظ شبه سرق وشبه نجح في اخفاء هذا عن تيركل وسربه. يحتمل أنه اذا كان سلام، فلن يكون هناك تيركل. سيكون تينكربل، إذ كل شيء سيكون مسحورا في المحيط.

اذا كان سلام وكل المال سيتدفق بالفعل مثلما أدعي، فلن نغضب من الحفرات من حولنا، من العنصرية، من الظلام فوق هذه الهوة. اذ أنه اذا كان سلام فسيتوجه الكثير جدا من المال الى التعليم، وسيكون كل شيء أكثر ثقافة. فقد ادعينا كل السنين بان كل شيء يبدأ وينتهي في التعليم. ولا يعقل أن فجأة ان يكون هذا غير صحيح، أليس كذلك؟

اذا كان سلام، فقد تكرهوني أقل لان كل شيء سيكون أفضل بقليل، وربما ستقولون باننا ربما كنا محقين في أن السلام افضل من هذا الهراء الممثل بالحرب.

نعم، أعرف أنكم جميعكم تريدون السلام. ولكن فقط لا يوجد مع من يمكن الحديث في الطرف الاخر، وكذلك إذن لتصنع السلام مع العرب، بل وفي الصيف. انظر الى اين اخذتمونا، ستقولون، انتم مع اوسلوكم الاجرامي، مع شبه اعادة هضبة الجولان الى الجزار من دمشق ولم نتحدث بعد عن نصرالله.

بالمناسبة، اذا كان سلام، فلن نتحدث أكثر عن نصرالله. فهو سيكون غير ذي شأن. وهو سيتبخر تماما، مثل الساحرة الشريرة اياها من بلاد العجب. فالمياه الباردة ستذيبه!

واذا لا، ستقولون لي، اذا عزز السلام بالذات الارهابيين في الشمال وحماس في الجنوب، فماذا ستقول عندها؟ ستأتي لتشييع ابنائنا؟ وستتلو عليهم صلوات الموتى؟

اذا كان سلام، أعتقد ان الجنازات ستكون مختلفة. أصلي أن تكون أقل وأخشى من أنه اذا كان سلام سيكون لنا مزيدا من الوقت كي نكافح ايضا في سبيل مقابر يمكننا أن نتلو فيها آيات علمانية والا ندفع 50 الف شيكل لكيبوتس ما فهم بان موتنا مجدٍ للرب.

اذا كان سلام، سنتمكن ايضا من أن نتوقف عن البحث عن الشيطان الطائفي، نتوقف عن حسد اراضي اعضاء الكيبوتسات، نسمح للاصوليين بالقيام بالخدمة الوطنية فقط، وليذهبوا الى العمل، لانه يوجد سلام ولا حاجة الى هذا العدد الكبير من الجنود، بل هناك حاجة الى عمال يهود اذكياء ونشطاء.

يحتمل، يا اصدقائي، ولا سيما أنتم من الطبقى الوسطى، انه اذا كان سلام، فستبدأ جبنة الكوتيج بتخفيض السعر، والروضة ستكون بالمجان ومن أجل البيت لن نعمل كل العمر، بل معظمه. بل وسنتمكن من أن نبدأ بالتجوال إذ جميل جدا هنا في الميدل ايست، ولكن على أننا نحتاج فقط الى هذا الشيء الذي يسمى، ماذا كان؟ نعم، السلام، اي متعة كان الاغراق في الخيال. يمكن للمرء ان يعود الان لمشاهدة الأخ الاكبر.