دخلت الأزمة في مصر، أخطر مراحلها، بعد خطاب وزير الحربية المصري، يوم الاربعاء الفائت.
ما لفت النظر في هذا الخطاب، دعوة الوزير السيسي الى نزول الشعب للشوارع، لمطالبته بالتصدي لأي عمل تخريبي وارهابي، ليكون ذلك بمثابة استفتاء يفوض به الشعب، الجيش والشرطة ورجال الامن، بل ويأمره بضبط الاوضاع، حفاظاً على الشعب وممتلكاته.
جاء ذلك، بعد عمليات تجاوزت الخطوط الحمراء، واستهدفت مؤسسات ورجال الامن ومتظاهرين، بالرصاص والقنابل والسيارات المفخخة، وبعد رفض حزب الاخوان المسلمين، الاستجابة لدعوة المصالحة الوطنية، بل الدعوة لاسقاط الانقلاب العسكري، وصلت الازمة المصرية، بعد ذلك، مرحلة ما قبل الانفجار، وكان من واجب الجيش، درء مخاطر الحرب الاهلية، والشروع جديا وجذريا باقتلاع جذور الفتنة القائمة.
الاخوان يرون بما هو قائم انقلابا عسكريا، يجب الرجوع عنه، ويدركون بأن فرصتهم في الحكم هي الفرصة الاخيرة، والجيش يرى في العودة عن خارطة الطريق، امراً محالاً.
الامور المصرية، وصلت حد الانشقاق المجتمعي، والصدام قادم لا محالة، هنالك دماء كثيرة ستسال، ولم يعد بالامكان وقفها او تلافيها.
اليوم ستنزل الملايين للشوارع، وستعطي تفويضا شعبيا عارماً للجيش بضبط الامور، والاخوان لن يتورعوا عن البدء في تفجير الاوضاع، ويرون في ذلك فرصتهم الاخيرة، بالتالي "لا بد من لا بد منه".
هنالك تجاوزات لكثير من النقاط الدستورية، والامور المتعارف عليها، لكن الوقائع تجاوزت الخطوط، ولا بد من حسم بعض النقاط المركزية، ومنها محاولة "الاخوان" العودة للحكم.
ما يحدث يذكرنا بكثير من الثورات العالمية، خاصة في الدول المتقدمة، كفرنسا مثلاً، هنالك كانت ثورة عارمة، وكانت شعاراتها عظيمة، وكان مفكروها كبارا وعظاما، امثال روبسبير وغيره..عندما اندلعت الثورة، ونزل الشعب للشوارع، اصبحت الامور "هرج ومرج" فكانت المقاصل، والقتل، والبؤساء، وتمكنت عصابات مسلحة ومنهم آل بوربون، من الاستيلاء على الحكم، ودخلت البلاد الفرنسية أتون الفوضى والحرب والدمار، الى ان نضجت الظروف الداخلية، وانتقلت البلاد الى بر الامان، والاستقرار والازدهار وترسيخ الديمقراطية.
لا نأمل ولا نريد ان نرى في مصر، ما حدث في فرنسا او غيرها من البلدان الاوروبية.
لكن لا بد من الحسم، وكف شر "الاخوان" عن البلاد والعباد.. هنالك معبر مؤلم لا بد من مصر ان تعبره، نرجو من الله ان تعبره بنجاح وتوفيق.


