يبدو أنه لا يمكن ألا نبالغ بالضربة التي تلقاها أمس رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت. فلم ينجح بينيت في الفترة التي أصبح فيها الحريديون خارج الائتلاف الحكومي ويسيطر فيها هو شخصيا على وزارة الاديان، في ان يفضي الى انتخاب حاخام رئيس منهم. يجب ان نتذكر ان الحاخامية الرئيسة هي أكثر من هوى نفس بينيت بل هي توقه. فلم يوجد شيء أراده أكثر من أن يضرب الحريديين في هذا البطن اللين، بعد سنوات أذلوا فيها وحقروا وأبعدوا حاخامي الصهيونية المتدينة.
إن عظم نجاح رئيس شاس أريه درعي كعمق فشل بينيت: فهذا الذي بدا أكثر من مرة مثل حصان ميت، والذي احتاج في الاشهر الاخيرة مرة بعد اخرى الى اثبات قدراته ولم يقدم السلعة دائما، والذي هزوا رؤوسهم له في الجهاز السياسي بعد ان فشلت محاولاته في أن يكون في ائتلاف نتنياهو، جاء للحريديين أمس بانجاز كبير: ليس هو حاخاما رئيسا واحدا بل اثنين، فيمكن ان نقول ان الحريديين فازوا باثنين.
إن آمال الحصول على حاخامية رئيسة مُقربة ومعتدلة وبراغماتية كما وعد الحاخام ستاف – تلاشت أمس. فقد تحدى الحاخام ستاف سير الحاخامية الى اتجاه متشدد ومتطرف وإن خسارته هي انتقال الى خسارة شخصية. وهي خسارة جمهور كبير ثبت له أمس مرة اخرى أن اسرائيل يحكمها التيار الارثوذكسي الأكثر تشددا.
لكن بينيت يرفض الاعتراف بالهزيمة. وهو يقول: خاب أملي، لكن ليس هذا فظيعا، فهذا يمنحني اجتهادا أكبر لأقوم بالاصلاحات التي أقوم بها أصلا.
ويقول: أُذكر كل من نسي بأنني وزير الأديان. وعد الحاخام ستاف باصلاح في مجال الخدمات الدينية وتهويد القادمين من دول الاتحاد السوفييتي السابق. وعندي القدرة على فعل كل هذه التغييرات بسن القوانين والتعليمات.
ويقول في الوقت نفسه: إن الفروق بين الحاخام ستاف والحاخام لاو ليست كبيرة كما تعتقدون. أعتقد وآمل أن يكون الحاخام دودي لاو الذي كان ايضا رائدا في الجيش وكان الحاخام المحبوب والمقدر لمدينة موديعين متفقا هواه مع هوانا. انه شخص ساحر وسيقوم بعمل جيد.
-----------------------------------------------------
يديعوت - مقال -25/7/2013
ما كان هو ما سيكون
بقلم: يوعز هندل
(المضمون: استيقظ الشعب في اسرائيل وأخذ يرى فساد المؤسسة الحاخامية التي تحتكر شؤون الزواج وإحلال الطعام. وربما يفضي هذا الى اصلاح هذه المؤسسة أو انشاء مؤسسات بديلة - المصدر).
لا يوجد في السباق الى الحاخامية الرئيسة فائزون بل خاسرون فقط. فما كان هو ما سيكون. وهذه الانتخابات هي الأخيرة. وهكذا تبدو مؤسسة دينية قبل التهاوي بلحظة. فهناك عشرات من النشطاء العاملين وأناس العلاقات العامة والمنتخبين المجهولين الذين ورثوا الدم الازرق والحكمة عن آبائهم – وليس القصد الى أبينا في السماء. وخلافا للأسرة المالكة في بريطانيا التي تحتفل الآن بولادة الوارث الجديد، ليس رؤوس المؤسسة الدينية في اسرائيل رمزا فقط بل هو يقررون ايضا.
إن الحاخامية الرئيسة تحتكر الزواج وإحلال الطعام. وهم المسؤولون عن الزراعة وهم وجه اليهودية الطيب وهم في احيان متقاربة جدا وجهها السيء. وقد علقوا في الصهيونية المتدينة آمالا كبيرة على الحاخام ستاف. وفشلوا لكثرة السياسة الحزبية الداخلية، فقد أثبتت الاحزاب الحريدية أنه حينما يكون الحديث عن احترام التوراة واحترام الحكماء واحترام جهاز الحلال الذي يأتي بمبالغ ضخمة، لا يكونون ساذجين.
أعترف بأنني لا أعرف الحاخامين الجديدين، واعلانهما التقريب بين القلوب حسن في نظري. لكن الامر ان قلبي يريحه مكانه الحالي. ويُحتاج من اجل تغيير الظلم الذي تفعله الحاخامية الرئيسة باليهودية في السنوات الاخيرة الى ثورة مقصودة لا الى كلمات حسنة فقط. أجرت اليهودية طول التاريخ حوارا مع النصرانية. فنقلوا عنا وتعلمنا منهم احيانا ايضا. وقد استوردنا الثالوث المقدس للدين والمال والسياسة من هناك دون ان يقصد أحد الى ذلك. ولا اصلاح للحاخامية الرئيسة دون فصل عن السياسة والمال، ولا يستطيع الحاخامون الجدد تقديم هذا.
أمس، عند مدخل فندق "ليوناردو" اجتمعت مجموعات من الشباب من معتمري القبعات السوداء بغرض اقناع المصوتين المحتملين بأن يفعلوا ما هو خير لليهودية، وإن لم يكن لليهودية فليكن ما هو خير لمنتخبهم. وبعد ان تم اغلاق صناديق الاقتراع انتظروا النتائج في تأهب وفرحوا حينما قرأوا أسماء الفائزين. وعند أسفل الشارع الذي أُعلنت فيه النتائج توجد وزارة العدل. وهي الجسم المسؤول عن طهارة المعايير. والمسافة قصيرة سيرا على الأقدام لكن الفرق بين المؤسستين الحكوميتين كبيرة.
إن البشرى الطيبة في هذه القضية هي ان الشعب الموجود في صهيون يستيقظ. فالاهتمام الاعلامي الكبير والمهانة التي تم بها التنافس والخصومة والتشهير – تقتضي نقاشا عاما يتناول مؤسساتنا الدينية. إن الجمهور العريض ذاق ثمرة شجرة المعرفة ولا يوجد من يستر عورة العاملين في المؤسسة الدينية.
إن ما بقي الآن هو ايجاد خيارات مدنية وكسر احتكار اليهودية الذي منحته الدولة للجماعة الحريدية، وأن يتم انتاج اجهزة إحلال بديلة بلا فساد وعفن واجهزة زواج بديلة والكثير من الحاخامين الشجعان الذين يمكنهم ان يكونوا قادة روحانيين، كل واحد ومجموعته. وقد حان الوقت لفصل المؤسسات الدينية عن الدولة.


