خبر : لأن الله في الجيب الصهيوني \ بقلم: اسحق ليئور / هآرتس 22/7/2013

الإثنين 22 يوليو 2013 10:55 م / بتوقيت القدس +2GMT



          أعلنت فرح شيخوختنا، أعني اوروبا، أنها تنوي بعون الله القطيعة مع مشروعات من المستوطنات – وكلها غير قانونية لأنها بُنيت في اراض محتلة وجُر اليها أو جرى اليها المحتلون بمساعدة الدولة المحتلة وحماية الجيش المحتل وبمخالفة كاملة لوثيقة جنيف. ولا جدل في هذا في المجتمع الدولي. أما كونهم في اسرائيل يبلبلون الذهن بآيات مختلفة من الكتاب المقدس – وهو كتاب جميل لكنه ليس انسانيا ألبتة – فهو جزء من الكارثة التي نحن موجودون على أعتابها وهي عدم احتمال تقسيم البلاد أو انشاء دولة واحدة لشعبين متساويين.

          إن الاحتفال في اليسار بسبب الضغط الاوروبي يواجه اسئلة اخلاقية وفي مركزها التشخيص الذي يقول إن الولايات المتحدة وسيطة نزيهة لأنها غير مكترثة بمصير السوريين وتقف الى جانبنا؛ أما اوروبا فلا يجوز لها ان تكون وسيطة لأنها غير مكترثة بمصير السوريين لكنها ليست تقف كثيرا الى جانبنا. إطمئنوا: في 1980 جاء "اعلان البندقية" مباشرة من اوروبا. فقد أقر المجتمع الدولي هناك ان مسألة فلسطين ليست مشكلة لاجئين فقط بل هي مسألة قومية ستُحل بتقرير المصير. ووجد آنذاك فرح كبير في معسكر السلام. والآن وبتنسيق مع الريح الاوروبية الجديدة جاء وزير الخارجية جون كيري وبدأ مهرجان التفاوض.

          أثار الآمال لدينا كثير من وزراء الخارجية الامريكيين مدة 45 سنة – روجرز وكيسنجر وبيكر ورايس وكلينتون. وكان في الوسط ايضا يارينغ من الامم المتحدة وحرب يوم الغفران واتفاق اوسلو وعمليات تفجيرية واستمر "مشروع الاستيطان" فقط وكأن الله في الجيب الصهيوني وكأن الفلسطينيين نفوس ميتة. وقد أصبح عدد المستوطنين 300 ألف. وترك أكثر الاسرائيليين من اولئك الذين ينتظرون كيري خاصة، تركوا المستوطنات تزداد سمكا، ولم يخرجوا على نحو عام زرافات زرافات الى الشوارع لأنهم كانوا مشغولين بالتحول الى البرجوازية أو الى الفقر، أو كانوا مشغولين في الأساس بدعم حكومتهم المستوطنة والمحارِبة. واستوطن المستوطنون وترحّل الاسرائيليون من لندن الى بجين، ومضوا احيانا ايضا الى اجتماعات مراسم تذكارية، وانتقلت دولتهم القومية الى اليمين المتطرف، وهم ينتظرون الامريكيين مرة اخرى بين نزهة واخرى.

          لكن السياسة الامريكية تعوزها القدرة على حل الصراع في الحقيقة لأن كل الادارات الامريكية منذ كانت الحرب العالمية الثانية يوجهها مبدأ مورغنتاو – وولتس، وعلى حسب هذا المبدأ يعتمد حل الصراعات دائما على توازن القوى المعطى. ويُفترض ان تلائم التسوية النهائية مواقف الطرف القوي فلا تُفرض التسوية إلا على الضعيف إن وجدت أصلا. ولا يوجد كاعداد التفاوض الحالي ليكون مثالا على صورة عمل الامريكيين. وهذا ما كان في كامب ديفيد قبل 13 سنة. فقد فرضت الولايات المتحدة على ياسر عرفات ان يدخل التفاوض وأيدت بعد ذلك رواية اهود باراك دونما صلة بالحقائق.

          وهنا تبدأ مرة اخرى جولة المصارعة التي من الواضح للفلسطينيين فيها ان عليهم ان يتخلوا دائما عن جزء آخر مما بقي لهم قبل التفاوض السابق الذي اتهموهم بفشله لأنهم كانوا الطرف الضعيف، ولهذا استمر الاسرائيليون في الاستيطان وما أشبه.

          وعلى حسب ذلك المبدأ يفترض ان تعتمد الولايات المتحدة في داخل الطرف القوي على "المعسكر المعتدل". للامريكيين الآن تسيبي لفني وليست هي معسكرا. فهي بقية بقيت من تاريخ "معسكر معتدل" لم يعارض مشروع الاستيطان، وليست "العمل" ولا المعتدلين في الليكود ولا كديما. هكذا ينبغي أن نفهم الأهمية التاريخية لسلام الآن (تمهيدا لاتفاق السلام مع مصر).

          وهكذا فمن المنطق ان نفترض ان الامريكيين يبحثون عن طرف معتدل في اسرائيل ولا سيما يئير لبيد. فهذا ما يوجد وهذا ما يفحص عنه الامريكيون: كم يساوي يوجد مستقبل الذي هو أمل الفلسطينيين. لأنه في مواجهة 300 ألف يهودي في المناطق لا يوجد حتى 30 ألفا في شوارع اسرائيل. ولماذا هو أملنا ايضا؟ لأن سفر إشعياء الثاني لم ينته بعد وليس واضحا من سيكونون المنتصرين والمهزومين وكم سيُسفك من الدماء.