1-فازوا فوزا مَحَكِّيَّا بفارق ضئيل على منافسيهم ؛ وهذا عنى ما لم يفطنوا إليه ؛ وهو أنهم منذ لحظة هذا الفوز المَحَكِّي وُضِعُوا تحت عيون تسعين مليون مصري وآذانهم وتساؤلاتهم ، عن مدى ما يمكن أن يفعلوا ؛ كما وضعوا في مقابل خصوم سياسيين ظلوا حانقين من فارق ضئيل رشح لديهم كما لو كان ضربة حظ ؛ وضربات الحظ لا ترضي من يخسرون .
2-ورث الاخوان عقد الاضطهاد وسوء الظن بالآخر منذ الوهلة الاولى ؛ وهذا طبيعي قياسا بما عانوه طيلة ثمانين عاما من قهر وذل وسجن وقتل ؛ لذلك ظل توجههم نحو أيِّ آخرٍ في الساحة توجها متوجسا مُضِرَّا بهم ؛ وكان عليهم كصاعدين إلى الحكم أن يتجاوزوا أزمتهم النفسية هذه . 3- يعاني الإخوان المسلمون من جدل وضبابية ذاتية في خياراتهم الايديلوجية والاستراتيجية بين الدولة والخلافة والإمارة الاسلامية ؛ وكأنهم مزدحمون في هذا السياق بما لم يرسوا عليه بعد ؛ فهم ملاحقون بتقليدية ما اختطوا لأنفسهم من تصورات قديمة ؛ تحت وطأة متطلبات العصر الذي يفغر فاه ؛ ويبتلع كل الخطط والفلسفات الدستورية والسياسية ما لم تكن مُحَدَّثة ومحكمة .
4-منافسوهم من القوى الأخرى ؛ ليسوا سهلين مطلقا .. فهم مثقفون اذكياء حذقون يعرفون ماذا يريدون ؛ ولديهم قدرة غير تقليدية علىالتحرك التنظيري والميداني المتفوق .
5-هناك مفردات للإخوان وقصص كلامية وميكنزمات - هبلة - نزلت بهم للحضيض وهي تلك المتعلقة تحديدا بأضغاث الاحلام والكوابيس التي أعلنوا عنها وروجوها للا أحد ، ومنها أن النبي (ص) قدم مرسي على نفسه ليؤمالجموع ، ومنها أن الوحي جبريل نزل رابعة العدوية ، وروايات أخرى .. حتىاللحظة لا أدري ولا يدري أحد لمن كانت موجهة ؛ إن كانت لعناصرهم ليثبتوهم ؛فإن عناصر يثبتون بمثل هذا المنطق .. لا أمل فيهم ولا في قياداتهم .
6- لوحظ على قيادات الاخوان المسلمين من قبل مراقبين ، سذاجة سياسية محبطة ؛ فلا يوجد لديهم خطاب سياسي محكم او عبقري او ملفت ؛ في حين أن منافسيهم فيالساحة أساتذة ذوو تواريخ كبيرة في السياسة وغيرها من فنون محاذية .
7-أنا أعتقد أن من يؤتى به من السجون والقاع ليجلس بين يوم وليلة على كرسي في القمة ؛ سيعيش فترة طويلة وهو يعاني من فقد الاتزان ؛ والاخوان المسلمون ليسوا استثناء ..!!
8-خلت لحظة الاخوان من رفيق الدرب ؛ فقد لوحظ ان لا حبيب لهم في العالم إلا أقلة غير مؤثرة ؛ في حين ان المنافسين ذوو قدرات اتصالية تنسيقية عابرة للقارات .
9-انا أؤمن أن الاخوان المسلمين تعرضوا لمكائد وتضييقات خطيرة كثيرة ؛ غير ان ما قد يصدمهم حتى اللحظة ، هو انه كان لا بد لهم أن يعلموا أن مثل هذا الامر طبيعي جدا ؛ فمن يوجد في السلطة عليه أن ( يشيل) !! " أن يشيل الجمل بما حمل " .
10- أنا حزين عليهم من الناحية الانسانية البحتة ؛ فرغم اني اعارضهم تماما إلا أنهم ثبتوا طيلة ثمانية عقود ؛ وظلوا يكافحون ويناضلون بطرق أختلف معهم عليها وفيها ؛ حتى وصلوا لما أرادوا أن يصلوه وهو الحكم ؛ لكن " يا فرحة ما تمت " ..!!
11-لو كنت مكان الإخوان ؛ أعدت صياغة ذاتي كلها من ألفها إلى يائها .. وجعلت من الدين نعمة يشتهيها حتى غير المسلم .. وذلكبما يمكن أن اعكس عني وعنه من مرايا مضيئة .. أما خسارة الحكم فهي لم تكمرة خسارة !! وبالذات لمسلم حقيقي .!
وعليه فإنني أوجه إلى كل إخواني مصري جملة من النداءات أتمنى أن تصلهم ؛ أقول لهم / بعدما جرى معكم يا إخوان ***أقول لكم :
1- لا تحقدوا على العلم حقدا اضافيا ؛ فالعالم ليس سيئا كما يمكن ان يخيل لكم ؛ السياسة هي السيئة إن لم تكن الأسوأ .. الناس ممن هم غيركم متنوعون بين الطيب والفاجر والمحترم والسكير والعاقل والمتدينوالذكي والغبي ؛ بمعنى أنهم ( مجتمع ) .. وأنتم جزء منهم شئتم أم أبيتم !! وإذا ما كنتم تنظرون إلى انفسكم انكم الأفضل ؛ فكل من ذكرتهم ينظرون لذاتهم كذلك وربما أكثر ؛ إذ أن الله لما قسم العقول رضي كل منا بعقله ، واعتبر ذاته مميزة ..بعكس الرزق الذي لم يرض أحد منا بما خص به وقسم له منه ..
** يا إخوان وبمنطقكم انتم ، إذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاهيشد ثوبه وتارة شعر رأسه من فرط المسؤولية أيام الخلافة ؛ فلماذا تشعرونأنكم خسرتم ام المعارك والفرصة الكونية في خسارتكم لكرسيكم ؛ بوسعكم ياإخوان إن كنتم حريصين على شعبكم وعلى ذاتكم الحزبية ؛ أن تؤسسوا لخطط وخطىلا حصر لها في سبيل الخير والتطوير والرفعة والمجد ؛ أنا لا أصدق ان مسلماحقيقيا تخنقه الحسرة على كرسي او منصب ؛ فالمناصب مسؤولية .. والمسؤوليةامانة.. والامانة عرضت على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها كما تؤمنونونؤمن.. ألستم تؤمنون بهذا ؟؟
*** ألم تكتشفوا يا إخوان عمق المسافة بين ما تحملون من مبادئ وفهمكم للعالم ؛ وبين العالم نفسه ؟؟ ألم تقتنعوا بعد أنكم تفكرون وتسلكون في واد ؛ فيما المحيط لا علاقة له بما تصورتموه ؟؟ ألا ترون ان الآخر بأنواعه شرس ويحتاج للغة حوار معه تحتويكما معا وليس رفضا ونبذا وسابقَ موقفٍ وإلغاءً ؟؟ ألم تشعروا بعد أن الآية الكريمة والحديث الشريف وهما أنبل واعمق ما أنزل الله واوحى الى رسوله ؛ لا يمثلان للعالم وكثيرين من المحيطين بكم سوى مفردات دينية تخصكم او تخصني فقط ؟؟ ألم تعرفوا بعد ياإخوان أن الحياة المعاصرة اعقد وأكثر تداخلا بمتغيراتها من قصة أبي دجانةأو عاصم بن ثابت أو خبيب بن عدي ؟؟!! ألم تكتشفوا بعد أن لغة العالم لاتحتاج للأعداد ؛ بقدر ما تحتاج لعدة وعتاد لا ينفع السيف في الحديث عنهاحتى على سبيل الرمزية !!؟؟
المراجعة يا إخوان .. المراجعة !! أنا لست منكم ولا يمكن أن اكون رغم احترامي لكم.. لكنني أعتبركم طيفا عربيا مسلما له تجربة !! خسرتم منذ بدأتم الكثير ..لكنكم ربحتم أنكم اليوم بتم على ضفاف وقمة تجربة قاسية !! مهما كانت نتيجتها إلا أنكم تستطيعون تأريخها جيدا لديكم .. والخروج منها ببداية حديدة !! جديدة جدا .. جديدة كليا .


