خبر : جــــهــــــــود الوزير كيري! ...بقلم: سميح شبيب

الجمعة 19 يوليو 2013 04:07 م / بتوقيت القدس +2GMT




للمرة السادسة، يقوم الوزير الاميركي جون كيري، بزيارة الى اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، ومنطقة الشرق الاوسط عبر المملكة الاردنية الهاشمية، بهدف احياء عملية المفاوضات المتوقفة منذ اكثر من عام ونصف.

الوزير كيري، على دراية شبه تامة، بما يحيط بهذا الملف، من عقبات، وما يكتنفه من مشكلات، العناصر المكونة للازمة تكمن بالموقف من الاستيطان، والافراج عن الاسرى وحدود 1967، الجانب الاسرائيلي كان حريصا على عودة المفاوضات، ومن ثم التباحث بأية نقطة تطرح، وهو ما حرص الجانب الفلسطيني على شرح مخاطره وابعاده، ذلك ان مفاوضات سابقة طال امدها، ولم تؤد الى نتائج تذكر، نتيجة المواقف الاسرائيلية التي اصبحت واضحة للقاصي والداني، بشأن تلك القضايا الثلاث.
اجتمع كيري هذه المرة بالملك عبد الله الثاني، ومن ثم بوفد لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام العربية، ومن ثم بالرئيس محمود عباس (ابو مازن) عبر لقاءين استمر الاول زهاء خمس ساعات متصلة.
هناك حوصلة، لتلك اللقاءات الماراثونية، عرضها الرئيس عصر يوم امس على اللجنة التنفيذية، لمناقشتها واتخاذ الموقف المناسب بشأنها، الوزير كيري يتابع هذا الملف باهتمام خاص، ويأمل ويتوقع، استئناف المفاوضات قريبا، واعطاء الانطباع العام، بأن ملف المفاوضات لا يزال حياً، وهنالك آمال بالوصول الى صيغة تسمح بالوصول الى تسوية شاملة وكاملة للازمة التفاوضية المستعصية.
الوفد الوزاري العربي، الذي ضم وزراء خارجية ووزراء دولة للشؤون الخارجية ومندوبين دائمين لدى جامعة الدول العربية لكل من مصر والبحرين والسعودية والمغرب وفلسطين وقطر والكويت والامارات العربية، والامين العام لجامعة الدول العربية، اعاد التأكيد على الالتزام بمبادرة السلام العربية، مؤكداً ان اتفاقا مستقبليا يجب ان يكون مبنيا على أساس حل الدولتين من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، مع تبادل محدود للاراضي بنفس القيمة والمساحة.
من الواضح، ان التحرك الفلسطيني الراهن، يستند الى المبادرة العربية، والى المرجعية العربية، معتمداً بذلك على العمق العربي، للقضية الفلسطينية.
المسألة باتت مرهونة بالموقف الاسرائيلي ازاء عملية المفاوضات وجهود الوزير كيري، لم يتبن حتى اللحظة، اية مواقف اسرائيلية جديدة، بشأن الاستيطان والاسرى والحدود، ودون ظهور مواقف اسرائيلية جديدة، فمن الواضح، ان الامور ستبقى في حال جمود، ومراوحة في المكان، وستكون جهود كيري، جهوداً ضائعة، نتيجة الجدار الاسرائيلي الذي يحول دون نجاحها، وتقدمها.
حاول كيري في جولاته الخمس السابقة، اعطاء انطباع عام، بأن هناك تقدما، وهنالك فرصة لنجاح جهوده، دون توافر المؤشرات الاسرائيلية اللازمة لذلك، بل على النقيض، فقد حرصت حكومة نتنياهو، على اعطاء مؤشرات تدلل، على فشل جهود كيري، واستحالة التقدم في المفاوضات، وذلك عبر عطاءات كانت تسبق كل جولة من جولات كيري، بشأن وحدات استيطانية جديدة، اضافة لاطلاق تصريحات رسمية وشبه رسمية، تحول عمليا دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.
المسؤولية الآن، ملقاة على كاهل الوزير كيري، والولايات المتحدة وكذلك على كاهل النظام العربي، ممثلا بلجنة المتابعة، وبالتالي لا بد من ممارسة ضغط مباشر على اسرائيل، خاصة من لدن الولايات المتحدة.. فهل ستفعل؟!