القدس المحتلة / سما / حماس اضطرت منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سوريا ضد بشار الاسد التي سرعان ما تحولت الى شبه حرب اهلية , الى فك ارتباطها لوجيستيأ وماليأ وامنيأ وجغرافيأ بدمشق ثم بطهران لا سيما بعد استهداف جيش الاسد الفلسطينيين في سوريا, ما اربك قادة حماس فلسطينيأ واضطر بهم الى مغادرة العاصمة السورية بحثأ عن بديل عنها.
وبحسب تقرير للاذاعة العبرية فانه منذ ثورة 25 يناير 2011 في مصر التي اطاحت بالرئيس مبارك وأوصلت محمد مرسي والاخوان المسلمين للحكم لجأت حركة حماس ولا سيما قياداتها في قطاع غزة الى الاعتماد اكثر واكثر على النظام المصري الاخواني الجديد بديلأ عن دمشق وطهران وذلك لعلاقاتها التنظيمية والايدولجية مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر.
نهاية شهر العسل بين حماس ومرسي:
شهر العسل القصير بين حماس والقاهرة قد تحطم قبل ثورة 30 يونيو, في عهد مصر مرسي الاخوانية. الشرارة الاولى لانهيار العلاقة بين الحركة ومصر انطلقت في في 5 اب اغسطس من العام الماضي عندما تعرض نقطة تفتيش مصرية في رفح لهجوم مسلح اودى بحياة 16 جنديأ وضابطأ مصريأ. السلطات المصرية لم تتردد في توجيه اصبع الاتهام الى حركة حماس بعد تحقيقات طويلة. النتيجة كانت تراجع شعبية حماس في الشارع المصري وعودة الجيش المصري وبقوة وبتنسيق مع اسرائيل الى شبه جزيرة سيناء التي فقدت القاهرة خلال السنوات الماضية السيطرة على بشكل شبه مطلق لصالح جهات بدوية وفلسطينية وجهادية.
عملية "عامود السحاب" التي اطلقتها اسرائيل ضد حركة حماس في غزة في منتصف شهر نوفمبر الماضي ردا على التصعيد في منطقة القطاع والتي بدأت باغتيال القيادي العسكري البارز في الحركة احمد الجعبري اربكت محمد مرسي والقيادات الاخوانية في مصر وخيّرتهم بين التزامتهم التنظيمية والايديولوجية مع حركة حماس في غزة من جهة وبين استمرار القاهرة ما بعد مبارك في الاعتماد بشكل شبه كامل على الجيش المصري امنيأ وعلى واشنطن اقصاديأ وعسكريأ. النتيجة كانت تبنى مرسي موقفأ معتدلأ نسبيا من اسرائيل ومن الحرب في غزة مطالبأ بالاستقرار الامني في منطقة القطاع.
عهد مرسي ( وربما ليس بفضل مرسي وانما رغمه) وخلافأ للتوقعات المتشائمة التي سبقت ثورة 25 يناير, لم يشهد انهيار العلاقات بين القاهرة واسرائيل: نظام مرسي منح نوعأ من الشرعية الاخوانية الضمنية لمعاهدة السلام الاسرائيلية المصرية. كما شهد عهد مرسي توسيع عملية تدمير الانفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة وتكثيف الحرب ضد الجهات الارهابية في شبه جزيرة سيناء.
حماس ما بعد مرسي : شبه حرب مفتوحة بين القاهرة وغزة :
ثورة 30 يونيو التي تصفها جماعة الاخوان المسلمين بانقلاب عسكري وجّهت ضربة قاسية للعلاقات بين القاهرة وحركة حماس في غزة.
واذا شكل مرسي عقبة امام سعي الجيش المصري الى اطلاق عملية شاملة وفعالة في شمال سيناء لمكافحة الارهاب وتدمير انفاق تهريب الاسلحة والمسلحين بين مصر وقطاع غزة , فان المشهد المصري ما بعد مرسي يبدو كأنه حرب شبه مفتوحة بين الجيش المصري وحركة حماس. قائد الجيش الثالث الميداني المصري اللواء أسامة عسكر اتهم هذا الاسبوع كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس بارسال صواريخ غراد الى جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة بهدف استخدامها في هجمات ارهابية ضد الشعب المصري. وأشار اللواء عسكر الى ان الصواريخ التي تم ضبطها هذا الاسبوع في منطقة السويس هي من النوع الذي يمتلكه الجناح العسكري لحماس. الى ذلك منحت اسرائيل الضوء الاخضر هذا الاسبوع للجيش المصري لارسال كتيبتين اضافيتين الى شمال سيناء خرقأ متفقأ عليه بين الجانبين لمعاهدة السلام , بهدف تعزيز القدرات العسكرية المصرية لمكافحة الارهابيين في شبه الجزيرة.
الخاسر والمستفيد ؟
انهيار العلاقة بين حركة حماس والقيادة المصرية في مرحلة ما بعد مرسي يثير بعض التساؤلات وعلى رأسها :
أولا – هل تكون اسرائيل مستفيدة بالفعل من تدهور العلاقة بين غزة والقاهرة ولا سيما في الجبهة الجنوبية على حدودها مع قطاع غزة وعلى الحدود الاسرائيلية المصرية ام ان سقوط مرسي والحكم الاخواني في مصر سيؤدي بالعكس الى تكثيف الاعمال المسلحة من جانب المتحالفين مع الاخوان المسلمين في مصر في شبه جزيرة سيناء وفي القطاع وعلى الحدود مع اسرائيل ؟
ثانيا – هل سيكون رئيس السلطة الفلسطنية محمود عباس ابو مازن (وربما ايضأ حركة فتح ) المستفيد الرئيسي فلسطينيأ من تدهور العلاقة بين قيادة حماس والقاهرة ؟ وكيف سينعكس سقوط الاخوان ( المؤقت على الاقل ) في مصر على مكانة تيار الاسلام السياسي برمته في الساحة الفلسطنية ؟
ثالثا – هل ستكون مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين من ضمن المستفيدين من مرحلة ما بعد مرسي وتدهور العلاقة بين القاهرة وغزة , لا سيما ان حركة حماس وتحت رعاية سورية وايرانية كانت من ابرز المعارضين والمعرقلين للسلام الاسرائيلي الفلسطيني.
رابعأ – هل ستستفيد جهات فلسطينية اخرى في القطاع , مثل تنظيم الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية من ازمة حماس لتعزيز موقعها في غزة ؟
خامسأ – هل ستحاول دول عربية واقليمية ( دولة قطر ؟ تركيا ؟ ) الاستفادة من الازمة الراهنة بين القاهرة وحركة حماس في محاولة لتعزيز دورها بشكل او باخر على الساحة الفلسطينية وربما في محاولة لمنح حماس الرعاية الاقليمية والعربية التي فقدتها على خلفية الازمة في سوريا وثورة 30 يونيو في مصر ؟
هشاشة الاوضاع في مصر ما بعد مرسي :
لا بد من الاشارة اخيرأ الى هشاشة الاوضاع في مصر في مرحلة ما بعد مرسي غداة ثورة 30 يونيو : : جماعة الاخوان المسلمين ليست بصدد التنازل طوعأ عن السلطة التي حصلت عليها باول انتخابات ديموقراطية في تاريخ مصر. الاوضاع في شبه جزيرة سيناء وعلى الحدود المصرية الحمساوية والمصرية الاسرائيلية مرشحة للتصعيد في الفترة القادمة, والتطورات المقبلة قد تنعكس على العلاقة بين القاهرة وحركة حماس بشكل او باخر


