غزة / سما / طالب وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية بغزة د. مفيد المخللاتي المنظمات الدولية و الإنسانية ببذل جهود مكثفة لتأمين النقص في الرصيد الدوائي والمحروقات و تأمين احتياجات القطاع الصحي لمواجهة التهديدات والتحديات.
وقال المخللاتي في مؤتمر صحفي عقد في مدينة غزة اليوم الخميس:" إن استمرار الحصار الإسرائيلي غير القانوني و تشديده من خلال تحكم الاحتلال في حركة معبري بيت حانون و كرم أبو سالم, يجعل من معبر رفح البري شريان الحياة لقطاع غزة سواء على صعيد حركة الأفراد و المرضى و التبرعات من الأدوية و المستهلكات الطبية و دخول الوفود الطبية" مشيرا الى أن إغلاقه يؤثر بشكل خطير على كافة أركان و مرافق وزارة الصحة.
واشار الى أن الكميات المحدودة من المحروقات التي تدخل قطاع غزة وجزئية عمل معبر رفح البري يشكل قلقاً حقيقياً لوزارة الصحة و تجعلها بكل مكوناتها الخدماتية تعمل "كمطفئة حريق" لمنع أي كارثة إنسانية و صحية.
وتابع "إننا ومن واقع الأمانة وعظم المسئولية والواجب الأخلاقي والوطني تجاه شعبنا الصابر نحاول و بكل السبل إدارة الأزمة و ما زلنا نسير بخطة محكمة لترشيد الاستهلاك والاستغلال الأمثل لمواردنا المحدودة و المتاحة من الأدوية و المستهلكات الطبية و المحروقات و هذا من شأنه في المنظور القريب أن يجنبنا الوصول إلى مرحلة الخطر في تقديم خدماتنا الصحية لنحو 1.7 مليون مواطن".
وأشار الى أن وزارته استطاعت خلال الأشهر الماضية تعزيز الأرصدة الدوائية بنحو 80 % من القائمة الأساسية. وتابع "تم تغطية تلك الكمية من خلال المؤسسات العربية و الدولية المانحة مروراً بجمهورية مصر العربية بشكل رسمي التي نشكر لها هذا الدور الانساني و الفعال في تعاطيها مع أزمات قطاع غزة , إضافة إلى أن مصر كسوق أدوية تعتبر رصيد استراتيجي لأي نقص مفاجئ في المستشفيات و المراكز الصحية و نستطيع تغطيته مباشرة من السوق الدوائية المصرية , لذا فإن إغلاق معبر رفح سيشكل اضطراباً جديداً في الأرصدة الدوائية و سيؤثر على مستوى الخدمة الصحية".
واوضح أن المستشفيات المصرية المتخصصة تعتبر العنوان الرئيس لمرضى قطاع غزة في التخصصات التي لا تستطيع الوزارة توفيرها محلياً، مشيرا إلى أن ما يزيد عن (300 حالة) يتم تحويلها رسمياً و بتغطية مالية شهرياً ، إلى جانب أكثر من ضعفي هذا العدد من المرضى الذين يتلقون العلاج على نفقتهم الخاصة ليصل العدد إلى نحو (1000) مريض شهرياً يتوافدون بأناتهم إلى المشافى المصرية.
وللتخفيف من عذابات السفر للخارج؛ قال المخللاتي إن وزارته عمدت إلى استقدام الوفود الطبية المتخصصة بشكل متواتر لإجراء العمليات النوعية مثل جراحة قلب الأطفال و القسطرة العلاجية و العظام و العيون و المسالك البولية و زراعة الكلى و غيرها , مؤكدا أن إغلاق معبر رفح سيحرم هذه الفئات من العلاج و يخلق مشكلة صحية صعبة أمام وزارة الصحة.
وأردف بالقول" إننا على يقين بالله اولاً ثم بأشقائنا في جمهور مصر العربية على المستوى الرسمي و الأهلي بأنهم لن يتركوا قطاع غزة فى مواجهة هذه الصعوبات, و هذا بدا جلياً خلال السنوات السابقة و خاصة في معركة الأيام الثمانية في نوفمبر من العام 2012 و التي كانت مصر الشعب و الدولة و المؤسسات جزءاً أصيلاً من انتصار غزة".
واكد أن الحكومة الفلسطينية و العاملين في وزارة الصحة يناضلون في كافة الاتجاهات محلياً و اقليماً و دولياً و يتواصلون مع الجميع بجهود مستمرة لإدارة الأزمة و تأمين الخدمات الصحية و الإنسانية للمواطن الفلسطيني بكفاءة و يسر.
و طالب المخللاتي المجتمع الدولي بالخروج عن دائرة الصمت غير المبرر والانتصار لمبادئه المنادية بحقوق الإنسان و الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع حصاره الغير قانوني عن قطاع غزة.
كما دعا أشقاءنا في جمهورية مصر العربية الى فتح معبر رفح الدولي بشكل كامل أمام مصالح المواطنين و المرضى و الاحتياجات الإنسانية و الصحية و ذلك استمرارا للدور المصري الأصيل في دعم صمود الشعب الفلسطيني و خاصة قطاع غزة. كما دعا الأشقاء العرب و المسلمين و أحرار العالم لدعم صمود أهلنا في القطاع و تعزيز الأرصدة الدوائية و المحروقات بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية.
وطالب المنظمات الدولية و الإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية و منظمة الصحة العالمية لبذل الجهود المكثفة لتأمين النقص في الرصيد الدوائي و المحروقات و تأمين احتياجات القطاع الصحي لمواجهة التهديدات و التحديات.


