رام اللهسما فيما يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتظار وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري للمنطقة خلال الايام القادمة لمعرفة ما في جعبته من افكار او مقترحات اميركية لاستئناف المفاوضات على اساسها اذا ما لبت الحد الادنى من المطالب الفلسطينية القاضية تجميد الاستيطان واطلاق سراح الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو وقبول الحكومة الاسرائيلية بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 ، اكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل ابو يوسف لـ"القدس العربي" بانه جرى بلورة استراتيجية فلسطينية للتحرك – اذا ما فشلت الجهود الامريكية- تقوم على التوجه الفلسطيني للمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة للحصول على عضويتها والاسراع في تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي.
واوضح ابو يوسف عضو اللجنة الفلسطينية المكلفة ببلورة استراتيجية التحرك الفلسطيني اذا ما فشلت جهود كيري لاستئناف المفاوضات بان اللجنة بلورت خطة التحرك التي ترتكز على 3 محاور يجري العمل بها في آن واحد، وأولها هو الذهاب الفلسطيني لجميع المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة للحصول على عضويتها بناء على اعتراف الجمعية العامة للمنظمة الدولية بفلسطين على حدود عام 1967 كدولة غير عضو في الامم المتحدة.
وبموازاة التحرك نحو المنظمات الدولية سيتم الاسراع نحو تحقيق المصالحة الوطنية وانهاء ملف الانقسام الداخلي، وذلك الى جانب تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية ضد ‘الاستعمار والاستيطان’ الاسرائيلي، وفق ما قاله ابو يوسف لـ’القدس العربي’.
وبشأن اسقاط اللجنة الفلسطينية المكلفة ببلورة ‘استراتيجية التحرك’ اذا ما فشلت جهود كيري خيار اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال واسقاط خيار سحب اعتراف منظمة التحرير بدولة اسرائيل من استراتيجيتها، اوضح ابو يوسف بان هناك توافقا فلسطينيا على تعزيز المقاومة الشعبية السلمية، وتعزيز صمود المواطنين، مشيرا الى خيار سحب اعتراف منظمة التحرير بدولة اسرائيل لم يطرح للبحث وان كان جرى نقاش جانبي حول ذلك الخيار، في ظل فشل الجهود الامريكية لغاية الان في تقديم صيغة تلبي المطالب الفلسطينية بالعودة للمفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو.
ورغم ان التشاؤم هو الحالة السائدة لدى معظم اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واعضاء اللجنة المركزية لفتح باعتبارهم اعضاء القيادة الفلسطينية بشأن امكانية ان تنجح الادارة الامريكية بالزام اسرائيل بوقف الاستيطان والقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967، الا ان بعضهم يدفع باتجاه التعاطي مع ما سيطرحه كيري خلال زيارته المرتقبة للمنطقة في الايام القادمة والدفع باتجاه انجاح المساعي الامريكي لاستئناف المفاوضات.
وفي ذلك الاتجاه أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الاحد أن السلطة معنية بإنجاح الجولة القادمة لكيري لاستئناف مفاوضات التسوية، مشدداً على أن استمرار ممارسات الحكومة الإسرائيلية ستعرقل أي جهود أو مقترحات قادمة.
وقال عريقات في تصريح لوكالة صفا المحلية الاربعاء إن ‘السلطة لا علم لديها عن طبيعة الحوافز أو المبادرات التي يحملها في جعبته لكننا نريد إنجاح جهوده حتى نصل إلى حل يخلصنا من هذا الاحتلال البغيض’.
وأضاف ‘أن كيري أبلغنا بعودته إلى المنطقة والتي من المحتمل أن تكون خلال الأسبوع الجاري، وأيًا كانت المبادرات التي سيقدمها، فإن الشيء الوحيد الذي من شأنه انجاحها هو التزام الجانب الإسرائيلي بالتزاماته بوقف الاستيطان والحصار والإغلاق وإطلاق سراح الأسرى’.
وشدد على أن أي مبادرات جديدة يقدمها كيري ستُعرض على القيادة الفلسطينية لدراستها واتخاذ القرارات المناسبة تجاهها، نافيا ما يتوارد في وسائل الإعلام عن مبادرات قُدمت من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكيين حول وقف جزئي للاستيطان أو إطلاق سراح أسرى على مراحل أو تحديد سقف زمني للمفاوضات، وقال ‘كل ما نشر على وسائل الإعلام استباق للأمور ومحاولة لاختبار موقف السلطة، ولكن في الحقيقة كيري لم يقدم أي مبادرة كاملة لحل الصراع أو البدء بمفاوضات’.
هذا وعقدت القيادة الفلسطينية اجتماعا لها مساء السبت برئاسة محمود عباس اكدت فيه بأنها ستلجأ إلى جميع المنابر والمؤسسات المتاحة لمقاومة الاستيطان ككل واستمراره، لأن مستقبل السلام وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال أصبحا في خطر داهم وأمام وضع مفصلي حاسم.
ومن ناحية اخرى ادانت القيادة الفلسطينية في اجتماعها أية محاولات تقوم بها جماعات إرهابية للاعتداء على السيادة المصرية، وخاصة في سيناء مهما كانت صفتها أو الذرائع التي تتستر بها.
وأكدت القيادة في بيان صدر عقب اجتماعها، أن الخروج عن هذه القواعد والأسس من قبل أي أفراد أو مجموعات، إنما يمثل خروجا على إجماع الشعب الفلسطيني بأكمله، والذي يحمل كل التقدير والاعتزاز تجاه شعب مصر العظيم وجيشه المقدام الذي قدم عشرات الألوف من الشهداء وخاض كل معارك الشرف والبطولة إلى جانب فلسطين وشعبها.
ودعت إلى الإسراع في إعادة فتح ملف المصالحة الوطنية، وإلى عدم الربط بين هذا الأمر الوطني المصيري وبين أية تطورات تشهدها المنطقة.


