أخذت الملامح العامة للأزمة المصرية الراهنة بالتبلور والتشكل مؤشرة الى مسارات شديدة الخطورة، أبرزها دخول البلاد في دوامة الاقتتال الداخلي، طويل الأمد، وشديد التدمير وعلى المستويات كافة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على حد سواء.
ما قامت به القوات المسلحة، كان ضرورياً ولازماً ومنقذاً للبلاد، بعد وصولها الى حد الأزمة السياسية والاقتصادية على حد سواء.
ترتب على إجراءات الجيش والإعلان عن خارطة طريق للخروج من الأزمة، ثلاث نقاط إيجابية:
* تماسك الجيش والقوات المسلحة وعدم ظهور اية بوادر تفيد بخلافات داخلية، إضافة لقدرتها على حماية المتظاهرين والمحتجين في الساحات كافة.
* وقوف المرجعيات الدينية إسلامية ومسيحية الى جانب الجيش، والى جانب خارطة الطريق، وأبرزها: الأزهر، وبابا الكنيسة القبطية.
* بروز موقف عربي واسع، داعم للجيش ولإجراءاته وحقه المشروع في تجنيب البلاد، مآسي الأزمة السياسية والاقتصادية.
الى جانب تلك النقاط الإيجابية والمبشرة بالخير، أخذت نقاط أخرى تبرز، مبشرة بأبشع الشرور، وأبرزها:
* نزول الإخوان الى ميدان رابعة العدوية، وسط شعارات محمومة، تدعو للعصيان، واعتبار ما جرى انقلابا عسكرياً، وتخلل ذلك خطابات نارية للمرشد العام للاخوان، وكبار مساعديه.
* لم يتورع الإخوان، عن إعادة فتح سيناء، واعتبار ذلك رداً على ما حدث في القاهرة، من انقلاب عسكري كما وبين هذه المرة، بأن الإخوان، على تحالف وتعاون، مع قوى أصولية شتى في سيناء، والإقدام على محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني المصري.
* لجأ الإخوان الى استخدام العنف المسلح، في اكثر من موقع، وجاء ذلك على خلفية وجود قرار مركزي في الإخوان، يدعو للمواجهة والمجابهة.
تزداد الامور خطورة، يوما بعد يوم على ضوء ازدياد أعداد المحتشدين، وتصاعد وتائر العنف في سيناء، وغيرها من المحافظات المصرية، منذرة بأسوأ العواقب.
لعله من البديهي القول، بأن الجيش المصري، لن يستطيع ضبط النفس طويلا، خاصة في حالة مهاجمة الممتلكات العامة، والتطاول على سيادة الدولة، الإخوان يدركون ذلك تمام الإدراك، وهم على استعداد لاستفزاز الجيش، وصولاً للتصادم المسلح.
التصادم المسلح، لا يأتي بين جيشين مختلفين، بقدر ما سيأتي بين وحدات مسلحة ومنظمة ومركزية، وبين جموع شعبية مشتتة ومنتشرة في كافة المدن والقرى.
الإخوان يدركون تمام الإدراك، بأن هذه المعركة، هي المعركة النهائية والحاسمة، لذا يريدونها معركة دامية، على مبدأ "عليّ وعلى اعدائي يا رب".
لن يتورع الإخوان المسلمون، للجوء الى شتى الوسائل الدموية والإجرامية، الخارجة عن ابسط القواعد الدينية والأخلاقية، لتحقيق هدف الاشتباك الدامي المدمر وطويل الأمد.
هل سيتمكن الجيش، وحكمة القوى والاحزاب السياسية والمرجعيات الدينية، من لجم ما يحصل وما سيحصل في القريب العاجل؟!


