خبر : الحدث المصري! ...سميح شبيب

الجمعة 05 يوليو 2013 10:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحدث المصري! ...سميح شبيب



ما حدث في مصر، كان كبيراً وحاسماً في المقاييس كافة، وشكّل بحق، حدثاً تاريخياً، لا تنحصر مساراته ونتائجه على جمهورية مصر العربية فحسب، بل ستطال الأفق العربي برمته، او ما سمي "بالربيع العربي".ما حدث في مصر، يمكن ايجازه وبسرعة، بأنه استكمال لثورة ٢٥ يناير الشعبية، حيث خرجت الجماهير للشوارع، مطالبة برحيل الرئيس والحكم، وقف الجيش مع الشعب، فتنحى الرئيس طواعية، جاء الاخوان المسلمون كقوة منظمة قادرة، إلى ساحات الاعتصام، على نحو متأخر، وقاموا بركوب موجة الثورة، وتمكنوا عبر صناديق الانتخابات من الفوز بأكثرية المقاعد البرلمانية، فكانت الرئاسة لهم.جاء ذلك تحت شعارات براقة، ووعود بمستقبل باهر، ما حدث عملياً، هو ممارسة الحكم، دون دراية به، لم تكن لحركة الاخوان المسلمين، اي تجربة في الحكم، ففشلت وعودهم. ووفقاً لبنيتهم الفكرية والعقائدية والسياسية، لم يتمكنوا من مشاركة الاخرين في الحكم.على النقيض من ذلك، حاولوا خلال العام الفائت، "اخونة" مؤسسات الدولة، بشكل فج وغليظ ومستفز لأبسط المشاعر الوطنية المصرية، فتراكمت الاحتجاجات، لدرجة الانفجار، نزل الناس الى الشوارع، باعداد غير مسبوقة، فجاءت تصريحات الرئيس ومن معه، داعية لصدام دموي، ما اضطر الجيش لاعلان موقفه الداعي للتوافق الوطني، خلال ٤٨ ساعة، وبعدها - ان فشلت الجهود - سيكون مضطراً للاعلان عن "خارطة طريق" تعاطى الاخوان مع هذا الاعلان باستخفاف غريب، ما اضطر الجيش للاعلان عن هذه الخارطة، وتنحية الرئيس ومن معه عن سدة الحكم، والتأهب مجدداً لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.خسر الاخوان المسلمون فرصة تاريخية، لن تتكرر في مصر، ولخسارتهم تلك معان ودلالات كثيرة، في مقدمتها طبيعة الاخوان ومقومات فكرهم السياسي - العقائدي. ما دللت عليه تجربة الحكم في مصر في عهد "الاخوان المسلمين" هو ان تلك الحركة، تعاطت مع المسائل، وخاصة السياسية منها، بشكل جامد، ما افقدها الحيوية والنشاط، اضافة لعدم ادراك روح العصر، وما يقتضيه من اجراءات.فشل الاخوان المسلمون، وستنسحب تجربة فشلهم تلك، على آفاق الربيع العربي كافة، صحيح انهم شكلوا الاكثرية البرلمانية، لكن ذلك مرده، الوعود التي اطلقوها، وصدقها معظم الشارع ومردها ايضا، ان الاخوان المسلمين، قوة منظمة كبيرة، لم يسبق وان جُربت في الحكم. لكن الآن، وبعد التجربة، فإن صورتها، هي الاكثر سواداً وفشلاً ما بين القوى السياسية. اضافة لدلالات بشأن أن الفكر الاسلامي - العقائدي، يحتاج الى تطوير ومواءمة، تجعل منه جزءاً من الواقع، لا جزءاً من الماضي.