خبر : الانكشاف حتى القاع ..بقلم : عبد الرحمن شهاب

الثلاثاء 02 يوليو 2013 10:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الانكشاف حتى القاع ..بقلم : عبد الرحمن شهاب



لم تمر المنطقة العربية منذ فجر تاريخها بمرحلة مثل هذه المرحلة من الانكشاف لم يعد احد يستطيع ان يتحدث باسم القومية بدون ان يكون عارياً ولا احد يستطيع ان يتحدث باسم الوطنية بدون أن تكون وطنيته مختلفة التعريف بل ومعروف عن أية وطنية يتحدث ولم يعد أحد يتحدث باسم العلمانية الا وقد صنفت علمانيته بشكل دقيق وكان واضحاً عن أي المراتب يتحدث ولم يعد احد يتحدث باسم الإسلام الا وقد تحدد بدقة عن أي مفاهيم يتحدث وأي تيار يقلب هكذا اذا كان ممكن ان يكون هناك في ايديولوجيا في المنطقة فيجب ان تسمى هذا الزمن "كشف الايديولوجيا" لم يقتصر الانكشاف على أصحاب الأفكار وأعضاء الاحزاب وقياداتها ومؤيدي التيارات بأقطابها بل وصل الانكشاف الى القاع ,الكل يصطف ,الجميع على شبكات التواصل الاجتماعي ينكشف ولا يستطيع أحد ان يتماسك خطوط المجاملة حتى المتوازن ينكشف توازنه ويثبت انه حقيقة متوازن وهم قلة في هذا الزمن حتى العقل الجماعي يكشف عن مكنونه ويتمسك بإرادة العامة ويصر على ان تسود, انني ارى ان هذا هو النصف الملآن في الكأس في هذا الزمن العربي لقد كان ضرورياً حتى نفهم بعضنا بعضاً وحتى يستوعب بعضنا بعضاً ان نمر في هذه المرحلة ليس هناك أحد افضل من أحد كل المناهج تتهاوى امام الحقيقة المرة وهي الواقع ادارة الدولة وتوفير متطلبات المجتمع الذي يقف على اقدامه الخلفية رافضاُ التراجع أمام أي استبداد قائلاً كفى وسقوطاً لكل ايديولوجيا تتمسح بالمثل والمستقبل تتمسح بالوطنية او الجهادية تتلون بالتحالفات الجغرافية والسياسية ارى الكثير من الإصطفافات التي لا تستطيع ان ترى فرق بين ثورة المصريين الاولى والثانية ونفرق مرة بين ثورة المصريين وثورة السوريين بين ثورة البحريين والنجديين بين ثورة التونسيين والمصريين انني ارى انها كلها في سياق واحد يبدأ بسقوط الكرازمانيه وينتهي بسقوط هيبة السلطة يبدأ بإصرار الشعب على حقه في الحرية وينتهي بإصراره على حقه بالمشاركة السياسية واستخدام العنف وهو مشاركة سياسية تضطر اليها الشعوب عندما يغلق امامها بابا المشاركة اللاعنفية وعندما تصم الانظمة آذانها وتنفرد  باعتبار الشعب رعية لها بالمفهوم الرعاية البهيمية في حظائر او اسطبلات.دعونا نكون واضحيين وصريحين القوميين والعلمانيين والاسلاميين على التوالي جاءوا الى السلطة على طائر المثل والشعارات وعلى التوالي استفردوا بالسلطة وان كان مبكراً الحكم على الإسلاميين لكن سنة من الحكم تميزت بإستفراد كامل للسلطة واستبداد كامل ضد المؤسسات الدستورية على التوالي كل منهم استعدى جميع شرائح المجتمع غير الشرعية التي لا تمثلها وعلى التوالي مثل كل منهم النخبة المستعلية على الشعب واستحدث شرعيتها من الايديولوجيا التي تحملها وليست من اصوات الشعب التي ربما احتاجتها في مرحلة الوصول الى حبل المثل العليا على التوالي جميعهم تشدق بديموقراطية والحريات التي يسمح بها ولكن عندما وصلت الحرية لمطلب الشعب بازالته واسقاط نظامه واجهها بالنار وفي احسن الاحوال عندما كان مفيداً من ان يفعل ذلك اعتبر قمة الديموقراطية عندما يسمح للشعب ان يتظاهر كما يفعل الإسلاميون اليوم في مصر ونسوا ان هذه الثورة السلمية اسقط المصريون بها مبارك وزين العابدين فليس حقاً لهم بل يمنح الآن فقد استردوه من مبارك وزين العابدين لقد قلت ان افضل ما يذكر في هذه المرحلة هو المركب الأساسي للديموقراطية والمركب الأساسي لجذور الإسلامي بل المركب الأساسي للحياة الإنسانية وهو وجود الإرادة العامة والقدرة على التعبير عنها والإصرار على المطالبة بها بعد فشل لكل المناهج ان وصف ما يحدث في مصر الآن وما تم تسميته 30 مايو بانه اصطفاف متآمر على مصر وهويتها وروبتها بتحريك من اصابع اجنبيه على اكتاف فلول سابق لهو اجحاف بحق شباب السادس من ابريل واجحاف بحق هؤلاء مئات الآلاف أو الملايين وجميع التيارات التي اصطفت يمكن ان تصف ذلك بانه قصر نفسي جماعي لدى الشعب المصري بأنه ما عاد بمقدرته اعطاء فرص طويله وتضييع وقت في الصبر على أخطاء الحكام ويبدوا انه مستعجل بأن يشعر بإنجاز ثورته في 25 يناير, ان هذه التيارات وهؤلاء الشباب الذين ثاروا في 25 يناير لم يجدوا انفسهم مشاركين في تحمل المسؤولية في لملمة آثار ثورة يناير وتجاوز محنة التحول نحو الاستقرار الأمنيأخيراً أنا لا ارى ان النظام الحاكم في مصر هو الثلة التي عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر بانها إن تهزم "فلن يعبد الله في الأرض" ولا أرى بأن سقوط نظام الاخوان هو نهاية الإخوان بل ربما يشكل لهم صدمة ليراجعوا انفسهم خلال معارضة لنظام ديموقراطي يسمح لهم بأن يقدموا مشروع بديل حقيقي وواقعي بعيداً عن اجندات الجغرافيا وتحالفات السياسات الخارجية, لينصتوا الى الشعب المصري أكثر ويحققوا مطالبه ويعالجوا مشاكله قبل علاج المشكلة السورية او حتى الفلسطينيين لأن السوريين والفلسطينيين يريدون مصر بنظام مؤسساتي ديموقراطي وشعب مصري حر وابي وتمثل قيادة سيادة امنه وارادته العامة وليست ارادة السيد مهما كان شكله ومهما كان يمثل. لم تعد الشعوب العربية تقبل بإرادة فرد ولا إرادة حسب ولا حتى منهج ديني او تفسير خاص للدين, لم تعد تفهم اطيعوا اولي الأمر منكم ما امروكم بمعصيته ولم تعد الشعوب ترى في وظيفة الدولة حفظ الأمن الداخلي والخارجي كما رآها الماوردي وابن تيميه والغزالي, ولم تعد تخشى رعب فتنة الصحابة ولا سوط الفقهاء, الكل عارياً امام الشعوب وذاكرتها عميقة لا تنسى قهرها ولا تفرق بين المستبدين لا تتغاضى عن مقاوم يمارس الفساد ولا عن وطني يمارس الخيانة ولا عن مجاهد يستبد برأيه, اما ارادتها هي التي تسود وهي التي تحكم وعلى الحاكم ان يمثل الجميع .