خبر : مصر أفول الدولة القهرية !! ..هاني حبيب

الإثنين 01 يوليو 2013 08:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مصر أفول الدولة القهرية !! ..هاني حبيب



لا أعتقد أن أحداً، فرداً أو مؤسسة، إعلامية أو مخابراتية، بإمكانه أن يتكهن أو تتكهن بما يمكن أن ينتج عن "الثورة التصحيحية" هذا اليوم الأحد 30 حزيران، في جمهورية مصر العربية، إنه "يوم الغضب" و"يوم الانتفاضة الشعبية" و"يوم استحقاق رد الثورة إلى أصحابها من مغتصبيها"، لا يمكن لأحد مهما تكومت لديه من معلومات، أو وسائل استخبارية أو قدرات بحثية وتحليلية، التعرف إلى ما ستؤول إليه الأوضاع "في مصر التي في خاطري" في اليوم الثاني للانتفاضة التصحيحية المصرية، لكن، مع ذلك، يمكن القول، إن مصر ذاهبة إلى مزيد من الفوضى والإرباك، مع بقاء مرسي أو دونه، نقول ذلك ليس لتبرير عدم جدوى ما يجري، بل لأن مستوى "العناد" قد بلغ أوجه مع وصول الإسلام السياسي إلى قمة السلطات، السياسية والرئاسية والتشريعية والقضائية في جمهورية مصر العربية.قبل هذا اليوم، بأيام قليلة، ألقى الرئيس المصري خطاباً، اختلفت الآراء حول تقييمه من مختلف الجهات، إلاّ أننا نعتقد أن الصفة الغالبة على هذا الخطاب، أنه يظهر درجة من العناد قل نظيرها، تتمثل بإدارة الظهر لكل ما يجري في البلاد، وتجاهل متعمّد غير مسبوق لتطورات الموقف الداخلي الذاهب إلى المجهول من دون أي قدر من المسؤولية السياسية أو الأخلاقية.واعتقادنا، أن مرجع هذا العناد يعود بدرجة رئيسة إلى ثقة الرئيس بجماعته وعشيرته، ليس لجهة القدرة على مواجهة الأحداث، بل لجهة القدرة الميليشياوية المسلحة والمدربة منذ عقود، في إطار الخلايا التي كانت نائمة، أو تلك التي انتعشت بعد أن تسلمت العشيرة الحكم، أداة عسكرية قادرة على مواجهة المظاهرات السلمية مباشرة، أو بطرق غير مباشرة من خلال زرع "البلطجية" في أوساط المحتجين لتشويه صورة الانتفاضة وتبرير المواجهة شبه العسكرية للمظاهرات السلمية.في سابق "المليونيات" تبين أن أفراداً من "الجماعة" تحرّشوا بفتيات ثائرات في الميادين، أولاً لتشويه صورة التحرك الشعبي، وثانياً، لإبعاد العنصر النسوي عن المشاركة في الأنشطة المجتمعية والسياسية، وفقاً لأيديولوجيا يحملها هؤلاء تحت حجج دينية غير صحيحة، وبالتالي، فإن إصرار "تمرد" وأحزاب المعارضة على التحرك السلمي، سيواجه باختراقات من "العشيرة" لإفساد سلمية الانتفاضة الشعبية، ذلك أن التحرك الشعبي، بات يدرك أكثر من أي وقت مضى، أن سلمية هذا التحرك، هو الرصيد الأساسي الذي يتوجه بالنجاح. وكان من اللافت، أن المتظاهرين أمام وزارة الدفاع في القاهرة، وقبل يومين من "اليوم الأعظم" قاموا بحرق العلم الإسرائيلي، ولهذا الأمر دلالاته العديدة، فإضافة إلى أنها رسالة للدولة العبرية أن لا سلام في ظل الاحتلال، فإن الرسالة الأهم على هذا الصعيد، أن مرسي يلقى عناية ورعاية الولايات المتحدة وإسرائيل، بوصفه صاحب رسالة الاطمئنان التي أرسلها إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، والتي تتضمن تكرار التأكيد على التمسك باتفاقية "كامب ديفيد"، ما يعني أن بقاء الرئيس مرسي وعشيرته في الحكم، يمثل مطلباً أميركياً إسرائيلياً، طالما يرعى مصالحهما، وهذا ما يدفع مرسي إلى العناد، إذ أنه مطمئن إلى الدعم الأميركي المعلن في معظم الأحيان لهذا الحكم، فأميركا كما هو معروف، وخلال تجربتها السياسية الطويلة مع "جمهوريات الموز" في أميركا اللاتينية، أو مع سلطنات الخليج العربي، لا تهتم كثيراً بالديمقراطية إلاّ من خلال الشعارات، ويهمها من يضمن مصالحها وهذا هو الأمر حكم "الجماعة" في جمهورية مصر العربية.ولعلّ من أهم علامات هذا العناد، أن الرئيس مرسي الذي استولى مع عشيرته على كل المؤسسات الدستورية والسياسية والنيابية والإعلامية الرسمية، ورغم المعارضة الشعبية لهذا الاستيلاء، لم يتردد لحظة واحدة في الاستمرار في تمكين العشيرة من السيطرة على كل مفاصل البلاد، وظل الساسة والمعترضون والإعلاميون والمستقلون، يناقشون ويتظاهرون دون أن يلقي أحداً من العشيرة لهم بالاً، أو اهتماماً، ولعل هذا ما أفرز التحرك الشعبي تحت عنوان "تمرد" والذي نرى فيه تمرداً على "الأخونة" من ناحية، وتمرداً على المعارضة الهشّة والعاجزة في آن.مع ذلك، لا نرى في الأفق حلاً مرضياً في الزمن المنظور بصرف النظر عن نتائج التحرك الشعبي هذا اليوم، والأيام القادمة، ذلك أن حالة الاستقطاب والانقسام المنهجي الناتج عن سرقة ثورة 25 يناير من قبل "العشيرة" ستبقى "مصر التي في خاطري" في حالة من عدم الاستقرار والإرباك، حتى لو تسلمت الديمقراطية المدنية الحكم!!Hanihabib272@hotmail.comwww.hanihabib.net