أي تنظيم حزبي ديني يختزل الإسلام في طائفة بعينها وفي ثقافة فكرية موجهة وبعينها أيضاً، يحكم على بنيته وثقافته بالعدم، لأن السياسي سيطغى على الديني، وتصبح الذراع السياسية لهذا التنظيم هي ذاتها الذراع العسكرية، أي أنه في النهاية تنظيم يقوم على العنف، وليس بعيداً عن هذا السياق أن تلجأ تنظيمات حزبية ودينية إلى نوع من الابتزاز السياسي مستخدمة القوة والتخريب ومحاولة زعزعة الاستقرار الوطني والاجتماعي في المناطق التي تعشش فيها هذه التنظيمات . جماعة الإخوان المسلمين في مصر نموذج مكشوف بكل معنى الكلمة على مسألة الابتزاز على وجه التحديد . تنظيم يسعى إلى “أخونة” السياسة والدولة والثقافة والمؤسسات . بكلمة ثانية: هذا نوع من اختطاف بلد على يد حزب يؤمن حتى العظم بآليات إقصاء الفكر الآخر والرؤية الأخرى . فكر الإخوان المسلمين يسير في اتجاه واحد، يلغي معه النقد والحوار، وما أن وصل إلى السلطة حتى أخذ فوراً في ممارسة آليات الاختطاف والإقصاء . نتحدث هنا عن ساحة ثقافية مصرية فائزة بالحراك اليومي النقدي الموجّه ضد تنظيم الإخوان المسلمين، نتحدث عن نحو 90 مليون إنسان في مصر يشكّل فيه الإخوان المسلمون مجرّد جزيرة سياسية عائمة في بحر من التيارات السياسية والفكرية والأيديولوجية التي لا يمكن حشوها كلها في جزيرة عائمة . نتحدث عن نماذج مصرية ترفع صوتها منذ عام في وجه ثقافة “الأخونة” التي تسير إلى نفق مسدود . هذا نموذج الكاتبة المصرية فريدة النقاش: تقول النقاش . . “هذه الغارة الهمجية على الثقافة هي عمل عابر وسوف يمر بصرف النظر عن الوقت الذي سيستغرقه، فالمكوّن الحضاري للشعب المصري عصيّ على التغيير، وذلك فإن “الجماعة الإخوانية” تعمل خارج التاريخ، ولذلك سيهزمهم التاريخ . .” . لا أعتقد أننا في حاجة إلى أن نضيف شيئاً على رؤية مثقفة مصرية عريقة مثل النقاش التي هي حلقة من سلسلة فكرية ثقافية مصرية عنيدة وتشكّل جبهة خرسانية في وجه الفكر الإخونجي . اختصار مصر في مجرد حزب، نوع من العبث وسياسة اللامعقول، بل، سياسة العنف والابتزاز .