خبر : 30 / 6 / 2013 هل هو نهاية المشهد الثوري في مصر أم بدايته.. ؟!..علاء أسعد الصفطاوي

السبت 29 يونيو 2013 12:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
30 / 6 / 2013 هل هو نهاية المشهد الثوري في مصر أم بدايته.. ؟!..علاء أسعد الصفطاوي



المشهد الثوري في مصر يتعقد ..ليس فقط اليوم أو غدا في 30/6 / 2013 ..بل قبل ذلك بكثير ..!..تتفاقم أزمة العلاقه بين الاخوان والفلول ومؤسسات الدولة العميقه وباقي القوى الثوريه  ,، وعلى رأسها القوميون الناصريون واليساريون والليبراليون وغيرهم ..أخطر مسألة في موضوع الثورة المصرية المجيدة هو أن من استلم الحكم بشكل شرعي في مصر هم جماعة اصلاحية " الإخوان المسلمين " ..،التي تؤمن بالتغيير التدريجي الاصلاحي البطيىء وليس الثوري الشامل الذي تحتاجه مصر ..لهذا أعتقد كما يبدو لي أن من ركب حصان مصر الثوري بشكل رسمي هو رجل ليس بهمّة وطموح وعنفوان هذا الحصان الجامح وهو " حصان الثورة " ..،لذلك حدثت المشكله ,,تفاقمت المشكلة أكثر عندما اضطر الاخوان الاصلاحيون أن يديروا ماكنة تنفيذية ليست لهم ...وتم تفصيلها وفق مقاس وأهواء المخلوع مبارك وزبانيته وخدَمِة  ، هذا النظام الذي يعمل أصلا في خدمة نظام أمني اقليمي وعالمي يتقدمه ركن الشر على الأرض وقائدته أمريكا!..وكان الأولى بالإخوان المسلمين ومعهم باقي الثوار الاطاحة بكل تروس هذه الماكنه مرة واحدة والى الأبد ..ولكن ليست هذه طبيعتهم ولا أسلوبهم بالتغيير مطلقا..،لذلك ..بقيت ماكنة النظام بكل مفاسده ..وتم تحييد باقي الثوار ..ووضعهم على رصيف الشارع ..!ومما فاقم المشكلة أكثر وأكثر ..أن تروس هذه الماكنة الاجرامية عندما بدأت تعيد انتاج مفاسدها وتطيح بالمؤسسات الشرعية الجديده التي أنتجتها الثوره كمجلس الشعب المنتخب الجديد لجأ الاخوان بدلا من التصدي لها ..، لجأوا للتفاهم مع الجيش ذو العلاقه التاريخية الخاصة جدا مع الأمريكان وبعض أركان النظام المخلوع ..ثم كي يستلموا السلطة بأقل الخسائر بعقد تفاهمات من وراء الستار مع من يعمل من أجلهم أصلا مبارك ونظامه وماكنته : الأمريكان ..،وكانت النتيجة ما نرى اليوم ..مزيدا من الفوضى ..ومزيد من تفسخ الشارع الثوري وانقسامة ..مزيدا من الأزمات الاقتصادية المفتعله بفعل تروس ماكنة مبارك الباقية ..وبفعل عودة الفلول الى الواجهة بواجهات ومسمّيات اعلامية جديده..وبعناوين أمنية جديده تمثل أعمق دولة كرسها نظام في التاريخ العربي المعاصر ..،يوم 30 / 6 ..بالطبع لن يكون يوما عاديا ..يالمطلق ..هو يوم .. يسيمه بعض الإسلاميون ب" موقعة الأحزاب " ..أما أنا فسأسميه يوم : المفاصله ..!سيكون نعم في أغلب ميادين مصر هناك الكثير من القوى الثوريه ..ولكن معهم كل قوى الفلول ..،! وسيكون هناك الكثير من أعضاء حزب "الكنبه" ..نعم ، ولكن معهم كذلك كل بلطجية الحزب الوطني المحظور والكثير الكثير من  عناصر الامن المركزي  المفصولين وغير المفصولين وآلاف ضباط الأجهزه الأمنية الراغبة بالثأر من الثورة .. و...عشرات الآلاف من مستخدميهم من العسس ومخبري جهاز أمن الدولة المنحل وتجار البلطجه ..هذا يعني ببساطة شديدة أن الثوار الأنقياء داخل كل هذا الحشد الهائل سيكونون قِلّة ..وبالتالي سيكون من الصعب عليها بل من المستحيل توجيه الموجة الثوريه الجديده الى اتجاهاتها المطلبيه الصحيحة ..مما يعني أن من سيقوم بالتأثير والسيطرة على حشود الناس هم البلطجيه أنفسهم وأعداء الثورة ..ليحاولوا حقيقة أن يحوّلوا هذه الموجه بكل همة واقتدار الى ثورة مضادة ..بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ..!لكل ذلك أعتقد أن  كل هذا "الجيش" المحتشد ..ستهزمه مصر ..لأنه جيش باطل! ....فبالرغم من أن الاخوان ليسوا على الحق تماما ..بسبب تقصيرهم الذي لطالما تحدثت عنه في مقالات سابقة ..لكنهم سينتصرون ..لأنهم يدافعون عن شرعية الصناديق ..وعن قرار الشعب الأول ..وعن مصير الثورة! ..ذلك ..لأن الله عز وجل يريد لمصر أن تنهض..  بالاخوان وبغير الاخوان! ..لهذا ..أنصح كل ثوار مصر من غير الاسلاميين أن لا ينزلوا الى الشارع يوم 30 / 6 ويشاركوا الفلول في ذبح مصرعن غير قصد طبعا..! لانهم سيسقطون مع الفلول ..ومع كل أعضاء وضباط ومنتسبي أجهزة الدوله العميقه .. للنظام السابق ..! .ما الحل ؟ نعم ..، الحل هو : إما إن يغير الأخوان أسلوبهم تماما الهادىء الاصلاحي التغييري البطيىء الى أسلوب ثوري حازم قاطع شامل يجتث كل مواقع الفلول من جذورهم ودولتهم العميقة داخل مصر ..،أو ستقضي عليهم ماكنة مبارك عاجلا ..أم آجلا ..،مع انفتاح تصالحي جديد وشامل وصادق مع كل مكونات الثورة من يساريين وقوميين وليبراليين ..لا حل وسط هنا أبدا ..هذا هو درس التاريخ والجغرافيا في مصر يا أخواني الإخوان ..فهل أنتم مستمعون ..!؟؟أود في النهاية اليوم أن اقول هنا لكم يا إخوان مصر  قولا ليس ليّنا..وعلى لساني شخصيا وليس أحدا غيري :تأييدي الشخصي وتأييد أمثالي لكم وللرئيس مرسي ليس مبعثه أنكم اسلاميون مثلنا ..أبدا ، ..فالإسلامي بسلوكه وليس بشعاراته ..،تأييدي فقط مبعثه هو أنني أؤمن بشرعية الصناديق التي حملت الرئيس مرسي الى رئاسة مصر لا أكثر ولا أقل! أما من حيث تقييمي بل وتقييم غالبية أبناء فلسطين اسلاميين وغير اسلاميين لأدائكم وأنتم في السلطه منذ أكثر من عام في كثير من الملفات ..فهو سلبي عموما ..وشخصيا هنا ساسمح لنفسي أن أعطيكم الدرجات التالية :أولا ملف العلاقه مع اسرائيل فأعطيكم فيها ( 15 ) في المائه ..، ثانيا ملف العلاقة مع أمريكا : ( 10 % )..، ثالثا : ملف العلاقة مع ثوار مصر الذين شاركوكم الثوره من غير الاسلاميين :( صفر....).، رابعا : ملف استمرار اغلاق معبر رفح والعمل بقائمة الممنوعين التي وضعها الصهاينة لمبارك كي يعمل بها فأعطيكم : ( تحت الصفر )..!يعني أسوا من زمن مبارك..هذه ما في قلبي وضميري وعقلي ..لكم ..وسأقول لكم  أخيرا : أنه لو بقي الرئيس مرسي في مكانه ..وإن شاء الله يبقى ..،فإنه لا مجال أمامكم  حتى آخر العام الجاري إلاّ  انهاء ملفين أساسيين يربطان بين أهل فلسطين وبينكم : أولهما : ملف العلاقة مع الصهاينة :.. يجب قطع هذه العلاقه نهائيا حتى آخر العام ما دمتم قطعتموها مع النظام السوري الذي اسرائيل ليست أقل جرما منه ..!وثانيهما ملف معبر رفح :..فعليكم فتح هذا المعبر تماما وعلى مدار 24 ساعه مثله مثل معبر أريحا الذي يسيطر عليه الصهاينه وهو مفتوح 24 ساعه ( !! ) ..، والغاء قائمة المناضلين الفلسطينيين - فخر الأمة كلها - الممنوعين كذلك اليوم في عهد مرسي من المرور خلاله الى مصر وباقي أقطار الدنيا ..!وإلاّ فأنكم حقا ستخسرون آخر قلاعكم من الاسلاميين في فلسطين نفسها الذين لن يرفعوا لكم راية بعد ذلك ..الى أن يقضي الله بيننا وبينكم أمرا كان مفعولا ، ..، بعد تمزق الأمه ..وتسليم ثرواتها للغرب المتصهين وبعد سقوط القدس وانسلاخ أكبر القوى العربية عن تراث الأمه ومصدر عزتها والتحاقها بركب السلام المفخخ والتسويات المشبوهة مع بني صهيون ..لا تسألني يا صاحبي  بعدها لم أنت حزين ..؟فهذا سؤال غير طبيعي اليوم ..فالأصل أن أكون هكذا دائما  ..!فقط استغرب من سعادتي وفرحي إن فرحت ..واسألني حينما تراني أضحك ..لم تضحك  ..؟!فنحن اليوم نعيش واقع أمة ..ضحكت من عارها الأمم ..أليس هذا صحيحا ..؟!بلى والله .