خبر : كيري يضغط، عباس يرق، ولكن المفاوضات لا تزال بعيدة../هآرتس

الخميس 27 يونيو 2013 10:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كيري يضغط، عباس يرق، ولكن المفاوضات لا تزال بعيدة../هآرتس



على خلفية الضغط الشديد لوزير الخارجية الامريكي جون كيري رقق الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) شروطه لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. فقد اشار مصدر اسرائيلي ضالع في تفاصيل المحاولات الامريكية لاستئناف المفاوضات الى ان عباس يطالب بتحرير نحو 120 سجين فلسطيني والتزام امريكي – وليس اسرائيليا – بأن تستند المفاوضات الى حدود 1967 مع تبادل للاراضي. نواة النشر في القناة 2 أول أمس، وبموجبها أعرب عباس عن استعداده لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، صحيحة. ومع ذلك، فالادعاء وكأن الرئيس الفلسطيني تخلى عن شروطه المسبقة مغلوط وكذا ايضا التفسير المتفائل جدا الذي أُعطي للامر. فقد كشف المصدر الاسرائيلي النقاب عن المجريات التي تستند اليها التقارير عن الموقف الجديد المزعوم لعباس. وحسب المصدر الاسرائيلي، ففي الاسابيع الاخيرة اشتد جدا الضغط الامريكي على الرئيس الفلسطيني. فوزير الخارجية كيري، المصمم جدا على استئناف المحادثات، أوضح لعباس بأنه لا يعتزم التعاون مع شروطه المسبقة وأنه صحيح حتى الآن هو، وليس نتنياهو، يعتبر بنظر ادارة اوباما كرافض يعرقل الجهود الامريكية. وشدد كيري أمام عباس بأنه اذا فشلت جهوده، فانه لن يتردد في ان يلقي عليه بقسم كبير من المسؤولية عن ذلك.في أعقاب رسائل كيري الواضحة وفي محاولة لنقل جزء من الضغط الى الجانب الاسرائيلي، قرر عباس ترقيق رسائله بعض الشيء. ففي الاسبوع الاخير التقى مع شخصيات من معاهد بحث امريكية جاءوا لزيارة رام الله والقدس، مثل نائب رئيس معهد بروكينغز، مارتن اينديك، وعرض ورقة رسائل جديدة أكثر تصالحا.وأشار المصدر الاسرائيلي الى ان عباس قال في تلك اللقاءات انه مستعد لأن يلتقي نتنياهو دون شروط من اجل البحث في سبل استئناف المفاوضات. وفي الماضي اشترط مجرد عقد مثل هذا اللقاء بتحرير سجناء فلسطينيين. كما قال عباس ايضا انه مستعد للعودة الى المفاوضات مع اسرائيل لفترة زمنية ومحددة مسبقا لفحص اذا كان نتنياهو جديا. شروط عباس المعدلة تتناول البناء في المستوطنات، المفاوضات على الحدود وتحرير السجناء.فلم يعد عباس يطالب ببيان علني من نتنياهو عن وقف البناء في المستوطنات ومستعد للاكتفاء بكبح جماح البناء الهاديء الذي يتخذه نتنياهو منذ أكثر من ثلاثة اشهر. عمليا طرأ في الاشهر الاخيرة انخفاض دراماتيكي في بدايات البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.كما تنازل الرئيس الفلسطيني ايضا عن طلبه أن يعرض نتنياهو حتى قبل بدء المحادثات خريطة حدود الدولة الفلسطينية ويوافق على ادارة المفاوضات على أساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي، الطلب الذي رفضه نتنياهو في الماضي رفضا باتا. وبدلا من ذلك، يُبدي عباس استعدادا للاكتفاء بتعهد من كيري بموجبه موقف الادارة الامريكية هو ان حدود الدولة الفلسطينية ستقوم على أساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي.شرط واحد بقي على حاله وهو تحرير نحو 120 سجين مؤبد فلسطيني معظمهم قضوا أكثر من عشرين سنة في السجن من فترة ما قبل اتفاقات اوسلو. ويطلب عباس ان تتحرر كل مجموعة السجناء هذه قبل استئناف المفاوضات ودفعة واحدة. أما نتنياهو فيرفض. وهو مستعد لتحرير سجناء بعد استئناف الاتصالات فقط وبالتدريج – كل بضعة اشهر بضع عشرات من السجناء، وفقا لتقدم محادثات السلام.وأول أمس تحدث كيري هاتفيا مع عباس ومع نتنياهو. وغدا سيلتقي نتنياهو، ويوم الجمعة يسافر الى الاردن ليلتقي عباس وفي منتهى السبت يعود الى القدس للقاء آخر مع نتنياهو. ورغم وفرة التقارير في وسائل الاعلام الاسرائيلية، فان كيري ورجاله يدعون بأن المنشورات مبالغ فيها. وهم لا يُقدرون بأنه في جولة المحادثات الحالية سيحدث اختراق يتيح استئناف المفاوضات.ويعتزم كيري العودة الى المنطقة مرة اخرى في غضون وقت قصير، ربما حتى اسبوع أو اسبوعين. أما عباس الذي طرح في الماضي عدة تواريخ في حزيران كمواعيد أخيرة من ناحيته لمساعي كيري، فيدعي الآن بأنه مستعد لمنح وزير الخارجية الامريكي مزيدا من الوقت. تاريخ الهدف الجديد للرئيس الفلسطيني هو الآن شهر ايلول – وهو موعد رمزي بمناسبة عشرين سنة على اتفاق اوسلو وكذا مداولات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي تتيح له العودة الى الخطوات أحادية الجانب ضد اسرائيل في الامم المتحدة.رغم ورقة الرسائل المرققة للرئيس الفلسطيني، فالتفكير وكأنه انكسر، فشطب كل شروطه ويستأنف المفاوضات غدا، هو مغلوط ويعاني من تفاؤل زائد. ففي نهاية المطاف يدور الحديث عن مناورة تكتيكية ترمي الى تحسين المواقف قُبيل وصول كيري الى جولة المحادثات الاضافية. كل ما فعله عباس هو أنه تدفق مع كيري في الأمل في أن تحشر مواقفه المرققة نتنياهو في الزاوية وتنقل جزءا من الضغط اليه. ويُقدر نتنياهو بأن عباس معني بأن يعقد معه لقاءا أو يستأنف المفاوضات فقط كي يصل الى ازمة تتيح له القاء المسؤولية على اسرائيل والعودة الى الخطوات في الامم المتحدة. وهذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يشدد على ان الهدف "ليس فقط الدخول الى المحادثات لرفع شارة النصر على بدء المفاوضات بل المواظبة في المحادثات على مدى فترة في محاولة للتصدي لكل المسائل الجوهرية".نتنياهو يريد من الفلسطينيين ان يدخلوا الى عملية مفاوضات حقيقية مثل تلك التي جرت في ولاية اهود اولمرت بعد مؤتمر انابوليس في 2007. وهو يحدد 21 موضوعا ينبغي البحث فيها في المحادثات. نتنياهو يريد اتصالات مع طواقم مهنية، جلسات اسبوعية وجدولا زمنيا من سنة على الأقل."يجب الوصول الى اتفاق يحل المواضيع الجوهرية للنزاع"، قال صباح أمس نتنياهو في لقاء مع رئيس حكومة جورجيا في القدس، "سيستغرق هذا وقتا، تصميما ومنهاجية، آمل أن تكون للفلسطينيين هذه الامور. وآمل ان يكون هذا هو نهجهم ايضا".