خبر : هل نقتل الفرحة في أحداق عساف؟؟ ...لنا شاهين

الأربعاء 26 يونيو 2013 06:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل نقتل الفرحة في أحداق عساف؟؟ ...لنا شاهين



ايكون حرث البحر قد غدا جزءا اصيلا من ثقافتنا ؟؟.. نحرث ونحرث ثم ننظر خلفنا فلا نرى غير صفحة الماء على حالها منذ ملايين السنين تنظر الينا في عجب من حماقتنا .. ام اننا قد ادمنا الانقسام حتى بتنا ننقسم على ذاتنا وفي لمح البصر؟؟ ..  يا الهي ، كيف يمكن ان ينتهي الحلم اللذيذ بنكهة الفرح والمرح والغناء متوجا بالنصر ، بهكذا كابوس موحش بغيض وبهذه السرعة الخيالية ، من قمة عشق عندليب فلسطين الاسمر محمد عساف ، واوج الاعتزاز به والتقدير لما نجح في انجازه ، الى حضيض ماهو ابعد من النقد غير البناء وعلى صفحات التواصل الاجتماعي لما اضطر للجوء اليه حفاظا على حياته وهو يلقي بنفسه بين جماهيرعشاق ومعجبين ومؤيدين طال انتظارهم عودته على معبر رفح ولم يكن لاحد حتى انفسهم سيطرة على حركتهم وتدافعهم في اي اتجاه قد يوصلهم اليه ..  بين عشية وضحاها ، كلا بل بين طرفة عين وانتباهتها تحول هواة التحول من مع وبشدة واستبسال وتمترس ، الى ضد وبكل شراسة وعنف ، والمذهل حقا هو اللا مبرر واللا سبب واللا منطق  الذي يلف الامر برمته .. عساف الذي عشنا نحن الفلسطينيون على فرحة اطلالته وسحر صوته طوال الاشهر الماضية ، عاد الى محبوبته غزة يحمل في قلبه منابع تلك الفرحة ليهديها الى اهله وربعه وعشاقه ومعجبيه في مرابع طفولته وصباه ، وكان ما كان من خلل في تنظيم استقباله او لخروج اعداد واحجام الكتل البشرية المتلاحمة انتظارا لعودته عن المألوف وعن اعلى سقف للتوقعات ، وكاد الفتى الاسمر النحيل ان يلقى ما لا يحمد عقباه لولا اللجوء الى عملية التمويه لاخراجه بسلام من بين الجموع المتدافعة ونقله الى مكان  يلتقط فيه انفاسه بعد كل ما عاناه طوال رحلة عودته . وكل هذا ليس بمستغرب وليس خللا في اداء عساف او تنكرا لدعم الفلسطينيين له او استعلاء على عشاق فنه، وليس انقلابا من جانبه هو الاخر في لحظة غيبة للوعي من عاشق متيم بكل ماهو فلسطيني الى فاقد للاتزان يتصور ان كل من حوله وحوش ستفترسه افتراسا حال تمكنت منه .. لكن ما حدث كان مقتضيات حال ودواعي امن وسلامة لابد منها ، وكل هذا ليس غريبا كما اسلفت اما الغريب الى حد الشذوذ عن القاعدة فهو ان تغيب ابتسامة عساف من على شفتيه بعد ان زرع الضحك في قلوبنا المجهدة الحزينة ، وتموت الفرحة في احداقه وهو الذي اسكننا في بؤرة الفرح وعلى غير انتظار ..  الغريب الى حد اللا معقول ان تنقلب الصورة التى اجاد عساف تعديلها وتحسينها فتعود اسوأ مما كانت .. وان يستقبل البعض في غزة  محبوب العرب ورسول محبتها واشراقة نورها بالتهجم والتطاول والتحامل عليه دون ذنب اقترفه غير اسعادنا كاحلى واروع ما تكون السعادة.. عساف لم يتكبر .. كان مسيرا و لم يتركوا له لحظة ليتفكر و يتدبر .. ارحموا عساف فعندما غنى أزهر ورد بلادي و نور..