خبر : حالم، ليس شهيدا/بقلم: ميخال أهروني/معاريف 24/6/2013

الإثنين 24 يونيو 2013 01:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
حالم، ليس شهيدا/بقلم: ميخال أهروني/معاريف  24/6/2013



 محمد عساف هو شاب صغير ذو صوت مذهل. فقد أراد أن يكون نجما واصطدم بمشاكل في طريق المجد. وبالاساس حقيقة أنه من خانيونس، وصعب بعض الشيء الخروج من خانيونس هذه الايام. وعليه فقد فعل ما كان يمكن لاي شاب طموح أن يفعله: تسلق من فوق جدران فكرية ومادية.  قبل لحظة من بدء الغناء في اختبار القبول بدا مرتبكا وفزعا. ولكن ما أن فتح فمه حتى سقطت كل الاسوار أمامه. هذا الولد انتحر على المسرح ومزق روح لجنة التحكيم. لقد فهم بان هنا لا مجال للاخطاء، وانها توجد فرصة واحدة. فهجم عليها.  هكذا وصل الى "أرب آيدل" كمتنافس. وفي البرنامج اعطى كل ما لديه، وفجأة، من ولد منذعر وهش اصبح كريزماتيا وآسرا. ومثلما يحصل مع كثير جدا من المتنافسين الاخرين في مسابقات الغناء ولا يهم لاي دين ينتمون. ومثلم يحصل لمن يجد مكانه في لحظة واحدة. والجمهور أحبه. العالم العربي عانق بحرارة هذا الشاب. وابتداء من يوم امس لم يعد محمد عساف الفائز الاكبر في "أرب آيدل" بل اصبح رمزا: رمز لمن لا يتنازل، ولا يسمح لاي جدار أو سور أن يوقفه. في خطابه بعد التتويج أهدى فوزه الى الشهداء الفلسطينيين والسجناء. هذا، اضافة الى حقيقة أنه التف بالعلم الفلسطيني، جعلته في نظر الجمهور الاسرائيلي عدوا وحشيا. ها هم مرة اخرى يمجدون ويقدسون الكباح المسلح. ها هم الفلسطينيون العطاشى للدماء. هكذا كان من كتب في التعقيبات بانهم هكذا يعلمون اطفالهم، اولئك الفلسطينيين، ليكرهوا ويقتلوا.  ولكن محمد عساف ليس على الاطلاق رمزا للكفاح الفلسطيني. فهو لم يحلم بان يكون شهيدا، لم يلتف بعلم حماس، لم ينضم الى اي منظمة ولم يتصرف بعنف. بل العكس. حلم بان يخرج من خانيونس والوصول بعيدا ليغني لا ليطلق النار. حلم بالمال وبالمجد وبالحياة الطيبة وليس بالموت. غنى الى جانب شابات كاشفات ومزينات. وشارك في برنامج ترعاه بيبسي وكنتاكي فرايدتشكن، رمز الامركة كريهة نفس المتطرفين المسلمين. البرنامج هو فكرة غربية تبناها العالم العربي. فما علاقة هذا الشاب بالاسلام المتطرف بالضبط؟ عساف تعلم في مدرسة الوكالة، وما يعرفه هو رزم المساعدة وانعدام الكهرباء. لم يعمل ابدا في اسرائيل ولم يلتقِ يهودا ليسوا جنودا. فلمن كان يريد الجمهور الاسرائيلي أن يهدي فوزه. للبيد؟ ولكن نحن والطرف الاخر على حد سواء بتنا أسرى جدا بانفسنا لم تعد لدينا القوة لان نرى الناس يحلمون ويريدون، ببساطة كي يحلموا ويريدوا. انعدام الثقة، الكراهية، التعب والكثير من الالم يميز الخطاب وردود الفعل على فوز محمد عساف في "نجم وليد" العربي. أحلام لم نعد منذ زمن بعيد بقادرين على أن نراها، ناهيك عن الواقع.