خبر : رأي الاستقلال /فرصة متاحة ... بقلم :خالد صادق

الإثنين 24 يونيو 2013 01:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
رأي الاستقلال /فرصة متاحة ... بقلم :خالد صادق



من الجيد ان رئيس حكومة رام الله رامي الحمد الله قدم استقالته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, وقبول عباس لهذه الاستقالة, فهذه فرصة لإعادة تصحيح الأوضاع, وتشكيل حكومة وطنية بالتشاور مع فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس, وتحظى هذه الحكومة بمصادقة المجلس التشريعي, وهذا الأمر في حد ذاته يمكن ان يقرب وجهات النظر بين حكومتي غزة ورام الله, ويرفع من اسهم اتمام المصالحة الفلسطينية وانهاء حقبة طويلة من الانقسام والحصار. اليوم اصبحت الفرصة متاحة امام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, فان كان جادا في مساعيه لتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام فيجب ان يشرع بخطوات ايجابية بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية, حتى لا ندخل في معركة جديدة من التقاذف بالتصريحات, فالأولى ان نتوحد الآن لمواجهة هذا التوحش الصهيوني على فلسطين وقضيتها, والقدس ومسجدها, والضفة واراضيها المصادرة, والتهويد والاستيطان, والابعاد القسري, وطمس المعالم العربية والاسلامية, والتنصل من كل الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية, والاستهتار والاستهانة بالمجتمع الدولي, ووقف مسلسل التنازلات العربية والفلسطينية الممنوحة مجانا للإسرائيليين, ورفض اطلاق سراح اسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال, بل ان أعضاء من أحزاب اليمين أعدوا مقترح قانون ’لتقليص صلاحيات الرئيس "الإسرائيلي" في العفو عن أسرى فلسطينيين’، بعد الحديث عن إمكانية إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو. "اسرائيل" اعلنتها بصراحة انها لن تقبل بحل الدولتين, ولن تعود الى المفاوضات مع السلطة بشروط السلطة, ولن تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين, ولن تتخلى عن الاستيطان في الضفة الغربية, والرد على هذا الصلف الصهيوني يجب ان يكون بتوحيد الجسم الفلسطيني, وانهاء الانقسام, والشروع فورا في المصالحة الفلسطينية, يجب التغلب على كل العقبات, وتجاوز كل الازمات, وتحمل كل الالام من اجل انجاز هذا الملف الشائك الذي زاد من هموم شعبنا, وجعلنا ندخل في مرحلة من التحارب اللفظي والاعلامي المقيت, نحن في غنى عنها, فلو احسنت السلطة استغلال هذه الفرصة, وبدأت في سلسلة من المشاورات مع باقي فصائل المقاومة الفلسطينية حول تشكيل الحكومة القادمة, فان هذا سيمحو مرحلة مقيتة وصعبة تجرعها الشعب الفلسطيني بمرارتها, وتحمل اعباءها واثقالها, وأن له ان يلقي بها عن كاهلة بعد ان اقعدته طويلا. اننا لا نريد من وراء تغيير اية حكومة تغير الأشخاص فقط, انما الأهم هو تغير السياسات بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ويخدم اهدافه ويرعى ثوابته الوطنية, ويحافظ على منجزات الشعب التي انتزعها من اعداءه بعظيم تضحياته, نحن لسنا ضد الاشخاص انما نحاول ان ندفع دائما وابدا باتجاه عدو واحد, سلب ارضنا ومقدساتنا, واستولى على خيراتنا, وانتهك حرماتنا فقتل الاطفال والنساء والشبان والشيوخ, دون ان يرتجف له جفن, او ترتعش له يد, فقد تجرد من كل معاني الانسانية, وهو بلا اخلاق ولا نواميس ولا قوانين تحكم سياساته, يتغذي على الدماء, ويبني دولته على جثث الضحايا والابرياء, وقد آن لنا ان نتوحد من اجل مجابهته واحباط مخططاته, ونحن بإذن الله قادرون فلا تضيعوا هذه الفرصة ان كنتم صادقين.