خبر : العريان وتصدير الأزمة ...أمجد عرار

الأحد 23 يونيو 2013 05:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
العريان وتصدير الأزمة ...أمجد عرار



لا نحتاج كبير جهد كي ندرك مدى القلق الذي ينتاب أي مسؤول إخواني في مصر من التظاهرات المرتقبة في 30 يونيو/ حزيران الحالي، للمطالبة بانتخابات مبكّرة لتصويب البوصلة بعدما تبين أن أهداف انتفاضة 25 يناير أجهضت، وبعد أن أخفق نظام الإخوان الذي احتكر السلطة، في وضع مصر على بداية نفق الخروج من أزماتها، رغم مرور عام كامل على تسلّمه السلطة . القلق في هذه الحالة مشروع ومطلوب حين يكون منبعه الحرص على مصر ومصيرها ومستقبل شعبها، وهو أيضاً مفهوم حين يكون قلقاً على السلطة المهدّدة بعدم استكانة الشعب المصري وتفريطه بأهداف انتفاضة يناير ودماء شهدائها .   ما هو غير مفهوم أن يلجأ حزب الإخوان أو بعض قادته إلى تصدير أزماتهم الداخلية إلى الخارج وتحميله المسؤولية عن الأزمات، بدل إجراء المراجعة العلمية الضرورية لوضع اليد على الجرح ومعالجته . ولكن وخلافاً للمسار الضروري في المعالجة، راح “الإخوان” يصوّبون السهام يميناً وشمالاً وبعيداً عن مصدر الأزمة . فبعد أن تخبّطوا في مواجهة الانقضاض الإثيوبي والأوغندي على مياه النيل، راحوا في تصعيد مفاجئ لقطع العلاقات مع سوريا لأول مرة في التاريخ .   وبعد إدراك مدى الارتجالية في القرار الذي ووجه بالاستنكار والاستهجان في مصر، نقل نائب رئيس حزب “الحرية والعدالة” الإخواني عصام العريان، فوّهة التصويب باتجاه الإمارات، مستخدماً ألفاظاً موتورة وغير مسؤولة في التطاول على الإمارات مهدداً إياها باجتياح إيراني .   كان يمكن أن يفهم أن يصدر هذا الهجوم من مراهق جاهل لا يعرف تاريخ العلاقة بين مصر والإمارات، أو شوارعي لا يفهم طبيعة العلاقات بين الدول، لا سيما بين الدول الشقيقة، وكيفية إدارة الخلافات تحت سقف الأدب، وباستخدام مفردات منتقاة من قاموس الدبلوماسية الرصينة، حتى في ظروف الخصومة، وليس باستخدام كلام توتيري بإمكانه في أقصى الاحتمالات أن ينفخ سحب الدّخان على الأزمات الداخلية ليوم أو يومين لا أكثر قبل أن يتبدد مجدداً، ليبقى مطلق الإساءات عارياً أمام أزماته ووجهاً لوجه أمام شعب ينتفض ضده .   إنها لمفارقة كبرى أن يكرّر حزب العريان حرصه على اتفاقيات “كامب ديفيد”، وأن يخاطب زعيمه رئيس الكيان الصهيوني ب “الصديق العظيم”، ثم يتودّد العريان نفسه لليهود، ثم يدعوهم للعودة إلى مصر، في حين يفتح هو وحزبه نيرانهما تجاه دول عربية ربطتها بمصر علاقات تاريخية، تخلّلها وقوف هذه الدول إلى جانب مصر التي كانت في زمنها القيادي الحقيقي خير عون لأمتها العربية وفضائها الإفريقي والدولي . كان على العريان وجماعته أن يفكّرا في كيفية استعادة مصر لدورها القيادي، وأول أبجديات هذا التفكير مراجعة أرشيف التاريخ العربي لمعرفة من وقف إلى جانب مصر وشعبها العظيم من دون شروط، سيما أن الدول الغربية ومؤسساتها المرتهنة تضع شروطاً استعبادية على كل دولة تلجأ إليها .   عندما تخرج الرصاصة لا تعود . وما دامت تصريحات العريان قد خرجت من فمه، عليه أن يرصد ردود فعل المصريين في مصر الكنانة وفي الإمارات، ليعرف حجم الصدمة التي أحدثته لهم، وليدرك أن من المعيب أن يهدد شعباً عروبياً طيباً كشعب الإمارات بالعبودية للفرس .