طوال 65 عاما من الكفاح الفلسطيني كان للمؤامرة دور كبير في اسقاط الحلم الفلسطيني في التحرر واقامة دولته السليبة فيما تعلم سكان هذه الارض الطيبة بالتجربة المكتسبة وليس بالنظرية فقط بان قوى كبيرة وصغيرة ومتنفذة جاهزة دائما لاجهاض احلامهم السياسية والاجتماعية وحتى الفنية. لا نقول هذا الكلام تمهيدا لما بدأ يشاع من حرمان النجم الفلسطيني "محمد عساف" من الفوز بلقب "اراب ايدول" لصالح زميله المصري "احمد جمال" والذي تجول في منطقة الخطر ثلاث مرات طوال فترة البرنامج ولكن المؤشرات والاقاويل تكثفت خلال الفترة الماضية من رفض شركة "بيبسي" العالمية لنجومية عساف باعتبارها اهم الشركات العالمية التي يديرها رجال اعمال يهود في العالم او ما صرح به المذيع االلبناني الشهير "طوني خليفة" بانه بات متاكدا بان "MBC" لن تمنح عساف اللقب ويتمنى ان من المحطة السعودية ان تكذبه. نتمنى ان يكون كل ذلك في اطار التخاريص والهستيريا الشعبية التي ترفض المس بنجم فلسطين بعد ان اثبت بلا منافس انه الاجدر ويجب هنا التنويه الى ما قالته صحيفة الجارديان البريطانية بان فلسطين تصنع نجما عالميا سيشكل وجدان شعوب عديدة بطلته الرائعة وامكانيات صوته الرهيبة حسب خبراء الاصوات البريطانيين. ومن المفيد جدا التذكير بما اعلنته صحيفة اسرائيل اليوم الاحد الماضي بان تل ابيب بدات في التحضيرات اللوجستة لارسال اسيرها السابق في غزة جلعاد شاليط للخارج ..اسمته"سفير اسرائيل العاطفي" لجلب الاموال لدولته في مواجهة ظاهرة "عساف" في حال حاول الفلسطينيون او غيرهم استغلال نجومية ابن مخيم خانيونس للاجئين وشعبيته الجارفة للترويج لقضايا بلده. ومما لا شك فيه ان القنبلة التي فجرها بالامس النائب عن حركة حماس يحيي موسى عندما اعتبر عساف سفيرا لفلسطين وانه يجب دعمه كان لها بالغ الاثر في توحيد الوجدان الفلسطيني خلف هذا النجم الصاعد والذي اصبح عنوانا صارخا لوحدة الفلسطينيين الوجدانية بعيدا عن تعقيدات السياسة والانقسام "الشيطان" كما وصفه وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة غازي حمد. ويذكر في هذا السياق ايضا ان مئات الاف الفلسطينيين في تشيلي والبرازيل وكولومبيا والاوروجواي والسلفادور صوتوا لعساف الذي استطاع ان يحرك فيهم حنينا ووجعا وصل الى ذروته بالامس بـ "على الكوفية" والتي وحدت ولو للحظات امال شعب ووجدانا ممزقا وجغرافيا حزينة في زمن عزت فيه الانتصارات الكبيرة واصبحنا في امس الحاجة الى تلك الانتصارات الوجدانية والروحية الصغيرة لتعيد لنا جزءا من رومانسية الوطن المتجسد في الذاكرة واللاوعي كاملا غير منقسم وغير محتل. "عساف" ايها الخارج من فقرنا ومخيمنا ولجوئنا الدائم ..شكرا لك ..فقد وحدتنا لاسابيع واشهر قليلة لم نكن نعرف فيها الا انت ولا نسمع الا انت و لانفرح الا بك ولا نبكي الا معك ولا نقلق الا من كونك ممثلنا فيمن سيتامر عليك "علينا" ..وسنلتقي حتما مع "عساف" جديد رسمناه في وعينا وذاكرتنا .قد يكون سياسيا بامتياز ..من يدري لعل القادم اجمل؟....