خبر : الإخوان” وانكشاف الدور ...بركات شلاتوة

الثلاثاء 18 يونيو 2013 01:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
الإخوان” وانكشاف الدور ...بركات شلاتوة



الانتخابات وجدت لتتيح للناس اختيار الأشخاص الذين يمثّلونهم ويحكمونهم . وليس بالضرورة أن تفرز صناديق الاقتراع ما يرنو إليه الشارع بالنظر إلى التحالفات، وقدرة جماعات على تنظيم صفوفها والتزام أنصارها في مواجهة أحزاب وقوى أخرى مشتتة ومتنازعة وغير قادرة على رص صفوفها لمواجهة الاستحقاق الانتخابي . لكن ذلك بكل الأحوال لا يعني عدم احترام نتائج الانتخابات وعدم منح الفائز فرصة للانطلاق نحو العمل .   في الحالة المصرية، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين لم تشارك في الثورة، بل تآمرت عليها في بعض المراحل، ثم ركبت موجتها بعد أن رأت أن الأمور لن تعود إلى سابق عهدها، وحصدت نتائجها بالوصول إلى سدة الحكم نظراً للتنظيم الجيّد وتعبئة وحشد الأنصار، فضلاً عمّا يتميّز به المجتمع المصري من تديّن فطري، إضافة إلى سياسات النظام السابق التي جعلت المصري العادي يبحث عن نقيضها .   لكن وبما أن الجماعة، بعد نحو عام من تسلمها زمام الأمور، لم تحدث أية تغييرات حقيقية يلمسها المواطن المصري على الأرض، بل عودة إلى الوراء على الصُعد كافة، فإن من حق الشعب أن يلفظ أي مجموعة لا تستجيب لتطلعاته وتعمل تبعاً لمصالحه لا لمصالحها وما يملى عليها من الخارج . من هنا فإن تظاهرات 30 يونيو/حزيران المرتقبة هي حق مكتسب للشعب المصري الذي قدم التضحيات في ثورة 25 يناير، وله أن يعبّر عن نفسه من دون اعتراض من السلطات، طالما أن الأمر لا يتعدى التظاهر السلمي ولا يتم من خلاله اللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة .   وطالما أن الإحباط يعم الشارع المصري نتيجة سياسات الإخوان داخلياً وخارجياً، فإذا لم يسمح للشعب بالتعبير السلمي من خلال التظاهرات، فإنه حتماً سيلجأ إلى العنف لاقتلاع جماعة لم يقم الشعب بثورته حتى تأتي إلى سدة الحكم على بساط الريح ثم تحيد عن مبادئ الثورة .   فقد كان الشارع المصري وحتى العربي ينتظر أن تعود مصر الثورة إلى أحضان الأمة العربية، وتتسلم المقود من جديد وترعى وفاقاً عربياً من المحيط إلى الخليج، لا أن تدخل على خط المؤامرات، وتنفذ الأجندة الأمريكية في المنطقة المتمثلة أساساً في توتير وتصعيد الصراع المذهبي والطائفي، واستجلاب التدخّل الأجنبي في شؤون الأمة .   كما كان ينتظر المصريون والأمتان العربية والإسلامية من النظام الجديد أن يرفع الظلم عن غزة ويكسر حصارها ويقطع علاقاته بالكيان ويغلق سفارته في القاهرة ويسحب السفير المصري من “تل أبيب” . كل هذه الآمال كانت قائمة بل متوقعة في ظل التاريخ الطويل لحركات الإسلام السياسي وبالأخص منها جماعة “الإخوان المسلمين” التي كانت ترعد وتزمجر وتزبد إذا ما تعلق الأمر بالإمبريالية والصهيونية، لكن اتضح الآن وبكل جلاء أنها تلجأ إلى اللعب على العواطف والتضليل، وتوظف الدين لخدمة أجندة حزبية ضيّقة بعيدة كل البعد عن خدمة مصر والأمة ومصالح المسلمين ورفعة الدين . كما اتضح أكثر أنها أوجدت في هذه المرحلة من خلال صفقة لتقوم بهذا الدور .