خبر : نحن، شعب الإمارات، ومصر ...حبيب الصايغ

الثلاثاء 18 يونيو 2013 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
نحن، شعب الإمارات، ومصر ...حبيب الصايغ



يتصدى المصريون قبل الإماراتيين للكلام الغريب والوقح الذي تفوه به المدعو عصام العريان في مجلس الشورى المصري حول الإمارات وشعب الإمارات . ذلك لأنهم يعرفون تماماً مقاصد “الإخوان” المكشوفة والمريبة التي تكاد تقول خذوني . هذه المعركة التي يفتعلها، للأسف، جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة تمثل، بالتأكيد، الجماعة وحدها، والجماعة غير شعب مصر العظيم الذي هو شقيق حقيقي، عبر التجربة الخاصة والتاريخ الناصع، لشعب الإمارات .   بأية صفة يتكلم العريان؟ . . نحن، شعب الإمارات، نفهم أنه لا يمثل نفسه أو شخصه . هو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم، وهو رئيس كتلة الأغلبية في البرلمان . هو واحد من قيادات الحزب الذي يحكم مصر الآن . كلامه محل الاستهجان من المصريين قبل الإماراتيين لم يقل في “تويتر” فقط . . قاله هذه المرة أيضاً في اجتماع لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى . هنالك عبر عن سمومه ومقاصده الدنيئة، الأمر الذي لا يقبله عاقل أو حريص على الصف العربي وحلم التضامن .   ويريد شعب الإمارات أن يؤكد على التفريق الواضح والأكيد بين آراء جماعة “الإخوان”  ورأي أبناء الشعب المصري الشقيق . حين نتناول كلام العريان فإنما نتعامل مع الجماعة والحزب والنظام، فيما تقف مصر المكان والإنسان والفكرة والوطن كمرجعية شامخة لمحبتنا نحن والشعب المصري . مواقف الإمارات من مصر معروفة منذ الآباء المؤسسين وفي طليعتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والدنا وقائدنا وحكيم العرب، طيب الله ثراه، والشعب المصري يعي ذلك تماماً، كما تدركه تمام الإدراك الأمة العربية قاطبة .   نحن شعب الإمارات نقول ذلك، فماذا تقول السلطة الحاكمة في مصر؟ . . نريد منها أن تتكلم بصراحة وتبدي رأيها في الكلمات، والتصريحات المستفزة التي تطفو على السطح بين الحين والآخر . هل هي مع مواقف أمثال العريان وصفوت حجازي وحازم أبو إسماعيل أم ماذا؟ . . مطلوب من النظام المصري إعلان موقفه الصريح والقاطع بدءاً من إدانة هذه الآراء السخيفة التي تحاول بطبيعة الحال، النيل من دولة الإمارات وشعبها فلا تستطيع .   الإمارات اليوم تقدم الأنموذج، وشعب الإمارات الذي يفتخر ويعتز بمدرسيه وأساتذته، المصري يحترم الآخر ولا يعود القهقرى أو ينغلق، ولسوف يظل كل مواطن إماراتي تعلم على يد مدرس أو أستاذ مصري يدين بذلك الفضل ولا ينساه . لقد تعلمنا من المصريين المحبة والألفة والتفاهم المشترك، تعلمنا من المصري الثقة والأمل، وتعلمنا منهم دروس التربية الوطنية . تعلمنا منهم الأناشيد التي تمجد العروبة والإسلام والإنسانية، تعلمنا من معلمينا المصريين الأخلاق قبل أن نتعلم التاريخ والجغرافيا والرياضيات والفيزياء، تعلمنا من معلمينا المصريين كيف نتوازن فلا ننحرف، وكيف نلوذ بالحكمة والوسطية فلا نتطرف أو نسف .   ولسوف يظل مواطنو الإمارات الذين نالهم العريان بكلامه فرداً فرداً أحراراً وأشرافاً كما كانوا دائماً . لا مكان لديهم إلا الطموح، ولا زمان إلا المستقبل .   إذا كان لا بد من كلمة أخيرة، فهي تنبيه “الجماعة” بأن أوراقها باتت مكشوفة و”بلاوي” الداخل لا تعالج بالتطاول على الغير خصوصاً الإمارات . الهجوم المستمر على الإمارات بات في الوقت نفسه مدعاة للسخرية من هذه الجماعة التي خرجت من كهوفها، ذات غفلة، فلم تستطع التعامل مع قضايا مصر والعالم إلا بمنطق الكهوف . وبأسلوب فاقدي البصر والبصيرة والذاكرة .   ويبقى التأكيد في النهاية على أحقية بلادنا في حماية أمنها الوطني باتخاذ كل الخطوات والإجراءات القانونية اللازمة أن الإمارات خط أحمر، وإذا كانت الإمارات تحاكم، وتحقق مع أحد عشر مصرياً بالانتماء إلى خلية إخوانية نشطة، فإنها حاكمت معهم وقبلهم أربعة وتسعين متهماً إماراتياً في قضية التنظيم السري .