القاهرة / وكالات / صرح مصدر عسكرى مسئول لــ"اليوم السابع " أن القوات المسلحة المصرية لن ترسل أى قوات لمساندة المعارضة السورية ، ضد نظام بشار الأسد ، لافتا الى أن الجيش المصرى له مهام محددة فى حماية الأمن القومى داخليا وخارجيا ، وغير معنى على الإطلاق بالأمور الداخلية لدول الجوار . وأوضح المصدر أن ضباط القوات المسلحة يرفضون بشكل قاطع ، توجيههم نحو القيام بأى عمل عسكرى تجاه الجيش السورى ، لافتا الى ان المؤسسة العسكرية المصرية ، لا تخطو خطوة واحدة ، إلا بغطاء شرعى ، ولا تبدأ بإعتداء على دول لا تمثل تهديدا للأمن القومى ، أو تنال من السيادة المصرية على أراضيها . وأشار المصدر الى أن الطرح الذى أورده البعض حول الدعوة الى الجهاد فى سوريا وضرورة دعم الجيش المصرى لذلك ، عشوائى وغير منطقى ، تنقصه الدراسة والرؤية ، ويستهدف فى المقام الأول توريط الجيش المصرى فى مستنقع من الصراعات المسلحة وحرب العصابات ، التى تمولها جهات عديدة ، داخل الأراضى السورية ، داعيا الى ضرورة الحفاظ على الجيش المصرى ، بما يمتكله من أسلحة ومعدات، ورفع كفاءته القتالية للقيام بدوره المحدد لحماية مصر وشعبها . من جانبه قال اللوء مختار قنديل الخبير الإستراتيجى والعسكرى إن الجيش المصرى ليس له أى علاقة مباشرة بما يدور من صراعات داخل الأراضى السورية ، وغير معنى على الإطلاق بمواجهة تلك الصراعات المسلحة ، من أجل إنجاح الثورة الثورية ، لافتا الى أن هناك العديد من القوى الإقليمية والدولية تشارك فى الصراع السورى ، من بينها روسيا وحزب الله وإيران فى جانب بشار الأسد ، وتركيا وعدد من الدول العربية فى جانب الجيش السورى الحر ، وكل ذلك بأشكال غير مباشرة . وأوضح اللواء قنديل لـــ" اليوم السابع " أن القوات المسلحة المصرية ثروة قومية يجب الحفاظ عليها ودعمها خلال الفترة الحالية ، وعدم الزج بها فى أى صراعات إقليمية أو محلية تنال من قوتها ، وتضعف قدراتها ومعداتها . وأوضح اللواء قنديل الى أن التوجه بقوات مسلحة الى سوريا أمر فى غاية الخطورة خلال الوقت الراهن ، حيث تتصارع الكثير من الدول هناك ، سواء مع نظام الأسد أو ضده ، داعيا رئيس الجمهورية الى ضرورة إبعاد القوات المسلحة عن الصراعات السياسية ، داخليا وخارجيا . ولفت اللواء قنديل الى أن المعارضة السورية تحتاج الى صورايخ مضادة للطائرات ، وأنظمة دفاع جوى متطورة ، من أجل مواجهة الطيران الحربى لنظام بشار الأسد ، مؤكدا أن الجيش المصرى لن يقدم قطعة سلاح واحده لدعم المعارضة هناك . وأضاف قنديل :" الرئيس مرسى قصد من المؤتمر الشعبى الذى سيطرت عليه القوى الإسلامية أمس توجيه رسالة الى الولايات المتحدة الامريكية بأن نظام جماعة الإخوان المسلمين فى مصر يناصر الثورة السورية ويدعمها بقوة ، خاصة بعد تصريحات البيت الأبيض الاخيرة بأن الولايات المتحدة سوف تسعى لتسليح المعارضينن السوريين . وحول إجراءات الحظر الجوى التى طلب الرئيس مرسى من مجلس الأمن الدولى والأمم المتحدة مساعدة مصر فى تنفيذه والمشاركة فيه ، علّق قنديل :" الحظر الجوى عملية مكلفة للغاية ، ولا يمكن لدولة بمفردها تنفيذها ، حتى الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها ، ومصر لا تمتلك ما يؤهلها عسكريا ، لتنفيذ تلك العملية ، وأمريكا عندما تقوم بهذا الإجراء تطلب مساعدة حلف الناتو لضمان سلامة تنفيذه ، نظرا للإمكانيات الفنية الهائلة التى يحتاجها ، من حيث أعداد المقاتلات الجوية ، وكفاءتها على تطبيق الحظر الجوى . وبيّن اللواء قنديل أن النظام الحاكم يجب أن يسعى الى تكثيف الجهود لحل أزمة نقص المياه التى ستظهر خلال السنوات المقبلة ، ومواجهة عمليات البناء التى تتم فى سد النهضة الإثيوبى ، بدلا من الحديث دون وعى ، عن إجراءات لا تستطيع مصر تنفيذها خلال المرحلة الراهنة ، أو الحديث بعنترية عن الجهاد فى الأراضى السورية ، داعيا الى ضرورة دراسة المخاطر الإستراتيجية التى قد تلحق بمصر حال التوجه نحو أى قرار مصيرى ، مثل الحرب ، وحساب المكاسب التى تعود على مصر أو الخسائر التى تلحق بها جراء تلك التصرفات .