خبر : الابادة كإكسير للحياة/هآرتس

الأحد 16 يونيو 2013 12:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
الابادة كإكسير للحياة/هآرتس



 لا يمكن أن تكون خلفية أفضل من كتلة 27 في اوشفيتس لحملة تهديدات رئيس الوزراء ضد ايران. "لنا نحن اليهود الدرس واضح. محظور ان نكون غير مبالين تجاه تهديدات الابادة. محظور أن ندس رؤوسنا في الرمال، او ندع الاخرين يقومون عنا بالعمل. علينا أن ندق أجراس التحذير، علينا ان نحاول تجنيد العالم ضد نوايا الابادة، ولكن فوق كل شيء محظور علينا أن نكون عديمي الوسيلة وان نودع مصيرنا في ايدي الاخرين". هكذا رسم نتنياهو الاستراتيجية الاسرائيلية. العبارة التي تضم الكارثة وايران تلقت تجسيدا تقشعر له الابدان عندما قدم بنيامين نتنياهو الطيارين الاسرائيليين اللذين رافقاه، واللذين اصبحا على لسانه رمزا لقدرة اسرائيل على مهاجمة من يهددها.  الخطاب القتالي لنتنياهو ليس جديدا. توقيته، عشية الانتخابات للرئاسة في ايران، والتذكير الذي استهدف آذان الرئيس براك اوباما عن جريمة الحلفاء الذين عرفوا بما يجري في معسكرات الابادة ولم يفعلوا شيئا يستهدف تثبت شرعية عملية اسرائيلية مستقلة في ايران. وكالمعتاد، فان ديماغوجيا نتنياهو تبني معادلة زائفة وخطيرة. فلا حاجة الى ذكرى الكارثة لايضاح حجم التهديد الذي في قنبلة نووية ايرانية. ولكن ليس لدى ايران قنبلة نووية، فالولايات المتحدة تعهدت بمنعها من نيل قنبلة كهذه، ودول العالم تعترف بالتهديد الايراني. اما نتنياهو، الذي يستعرض قدرة اسرائيل، فيتجاهل الخطر الذي يحدق بها وبالمنطقة باسرها من الهجوم على ايران. التضارب في أقواله ظاهر ومثير للحفيظة. اذا كان التهديد الايراني موجها فقط ضد اسرائيل، واذا كان النووي الايراني يستهدف كله احداث كارثة ثانية للشعب اليهودي، فلماذا وافق على تأجيل الهجوم على ايران بسنة؟ أفليس هذا لانه هو ايضا يفهم بانه دون تعاون دولي، ولا سيما امريكي، فان الهجوم الاسرائيلي هو وصفة للمصيبة. واذا كان هكذا هو الحال، فلماذا الثرثرة عن هجوم مستقل؟ من الصعب مطالبة من يشخص تهديدا بعيدا ويتجاهل خطرا قريبا وملموسا بالمنطق. ممن سخر بالمسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، دعا الفلسطينيين المرة تلو الاخرى الى المفاوضات وكأنه يتملكه الشيطان، وفي نفس الوقت يوسع المستوطنات، يتنكر من صيغة البيان المشترك الذي يعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة، ويرفض محمود عباس كشريك. وفي ظل عدم وجود اوتار قوية في حكومته تشده الى ارض الواقع السياسي، تصبح الخطابية الشوهاء لنتنياهو سياسة من شأنها أن تدفع اسرائيل نحو الهاوية. هذا هو التهديد الحقيقي.