رام الله / سما / عقب الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي على تصريحات وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون حول فشل مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية محملا الجانب الفلسطيني المسؤولية، بأن الدخول في عملية المفاوضات منذ البداية كانت خاطئة، لأننا نعرف امكانية اسرائيل الاعلامية، والانحياز الامريكي لاسرائيل، وبالتالي العملية برمتها تعود بالضرر على الشعب الفلسطيني. وأكد البرغوثي لـ"شبكة راية الاعلامية" على ضرورة التخلي عن وهم إمكانية التفاوض مع الاسرائيليين، والتركيز على الشيء الذي سيحدث تغييرا، وهو تغير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، اما البقاء باستراتيجية التفاوض فذلك سيعود بالكارثة على الشعب والسلطة الفلسطينية. وحول البناء المتزايد للمستوطنات في مختلف مناطق الضفة، أوضح البرغوثي أن ما يجري بالضفة الغربية هو نفس عملية الضم والتهويد التي جرت بالسابق في اراضي 48، من خلال الاستيطان، والاحتفالات، والنشاطات، وصرف الاموال بكميات هائلة، فوتيرة التوسع بالمستوطنات ثمانية أضعاف وتيرة البناء باسرائيل، ووتيرة بناء الوحدات الاستيطانية خلال عام 2013 ثلاثة اضعاف عام 2012، بالتالي عملية الاستيطان تجري بتسارع جنوني لاستكمال ضم وتهويد الضفة بما فيها القدس. وأشار إلى أن ما يحدث هو انهيار كامل لفكرة حل الدولتين، ما يتطلب اجراءات من نوع جديد ليست تكتيكية بل اسراتيجية كاملة، متمثلة في توحيد الصف الفلسطيني وتشكيل قيادة موحدة، وتبني استراتيجية جديدة تركز على المقاومة الشعبية والمطالبة بعقوبات على اسرائيل، ووقف المراهنة على المفاوضات والتوجه الفوري لاستكمال الخطوات في الامم المتحدة بما في ذلك التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، وعلى اسرائيل دفع ثمن ما تقوم به، بالاضافة إلى وقف كافة اشكال التنسيق حتى تعلم اسرائيل ان الشعب الفلسطيني لن يدفع ثمن احتلاله ولن يواصل دفع ثمن هذا الاحتلال الذي يجني منه اسرائيل الأرباح. وفيما يتعلق في تأخر انضمام فلسطين الى المؤسسات الدولية، قال البرغوثي: "يعود السبب إلى قرار سياسي قيادي، منتظرين نتائج مساعي كيري، ومن الواضح ان مهمته سارت نحو الفشل، فلا داعي للانتظار وحان الوقت لوضع العالم امام مسؤولياته حتى لا يواصل الضغط علينا بدل من الضغط على اسرائيل". وأوضح البرغوثي، أنه اذا لم نبادر في استراتيجية جديدة ستنجح اسرائيل بتهود الضفة وغزة والقدس بالكامل، وستنجح بإبقاء غزة مفصولة عن الضفة مما يعني تصفية القضية الفلسطينية، فالمسؤولية ضخمة ولابد من ارتقاء الجميع الى مستوى هذه المسؤولية.