خبر : بديل النظام الفوضى ..نحن آخر المتدخلين في سورية والآخرون سبقونا وبينهم تيار المستقبل

السبت 15 يونيو 2013 09:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بديل النظام الفوضى ..نحن آخر المتدخلين في سورية والآخرون سبقونا وبينهم تيار المستقبل



بيروت ـ أطلّ الامين العام لـ’حزب الله’ السيد حسن نصرالله مساء امس في احتفال أقيم إحياء لـ’يوم الجريح المقاوم’، في حضور سفيري إيران غضنفر ركن أبادي وسورية علي عبد الكريم علي وشخصيات نيابية وسياسية وحزبية ودينية.وقال نصرالله ‘ سأتحدث اليوم عن الشأنين اللبناني والسوري والمناخات الحالية وما بعد القصير وردود الأفعال، ولكن في البداية أحيي جميع الجرحى الحاضرين في اللقاء أو الموجودين في المستشفيات أو في بيوتهم ولم يتمكنوا من المشاركة’.وتكلم عن تضحيات المقاومة قائلاً ‘ قدمنا تضحيات من أنفسنا وفلذات أكبادنا ولا نمنّ على احد، وهذا كان من أجل ديننا وآخرتنا ووطننا ومقدساتنا’، لافتاً إلى ‘سهولة السفر لدى البعض عند أي حادثة، في حين أننا لسنا من هؤلاء، ونحن لا نحمل جنسيتين، بل نحن فقط لبنانيون، ونحن لسنا لبنانيين من أكثر من عشر سنوات، بل من مئات السنين، ونحن في حزب الله لا نملك بيوتاً ومشاريع خارج لبنان، فهذه أرضنا وبلدنا، ولا أحد يستطيع أن يقتلعنا منه.وقد تحطم الجيش الاسرائيلي على أيدي المقاومة’، سائلاً ‘ من هم هؤلاء الذين يتحدثون عن اقتلاعنا’.وتطرق نصرالله الى ‘عملية الطعن المقدمة الى المجلس الدستوري في شأن التمديد’، وقال: ‘نحن من المنتظرين، ولا جديد لدينا’. واستنكر ‘تدخل السفارة الاميركية في هذا الشأن اللبناني، فهذا غيض من فيض’.وعن الوضع الأمني، دعا إلى ‘ضبط النفس إلى أقصى الدرجات’، وقال: لبنان منذ عام 2005 مأزوم. وفي المرحلة الاخيرة، هناك ضغط اعلامي وانفلات في المشاعر عند الناس وأحياناً هناك من يفقدون السيطرة على أنفسهم، وقد يقدمون على أعمال غير صحيحة وغير قانونية، فهذا قد يؤدي إلى مخاطر في الظروف الاستثنائية، ونحن ندعو كل الموجودين على الاراضي اللبنانية من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين إلى ضبط النفس لأقصى الحدود، وخصوصاً جمهور المقاومة في حالات الحزن والفرح وأي ممارسة في هذا الظرف قد تكون لها تداعيات’.وكشف عن ‘اتصالات مع رجال دين وعلماء ومراجع في العراق وإيران لتبيان رأي الجميع وكان جواب المراجع تحريم حرمة هذا العمل، أي تحريم إطلاق الرصاص في الهواء لدى أي مناسبة’، وقال: ‘الحرمة مشددة أكثر على المنتسبين الى حزب الله’.وتطرق الى ‘الوضع في منطقة بعلبك – الهرمل’، لافتاً إلى ‘انتشار الشائعات حول أن الصواريخ على الهرمل تنطلق من جرود بلدة عرسال’، وقال: ‘هذا الكلام يعني ان الصواريخ تنطلق من بلدة سنية ضد قرى شيعية، أي ان ناشري الشائعات لهم أغراض وأهداف’.ولفت الى ‘حصول مشاكل شخصية ويجب التأكد من طبيعتها قبل توجيه الاتهامات’، مخاطباً ‘الاخوان من أهل عرسال للتيقن من أي حادث قد يحصل’، مشدداً على ‘أن الصواريخ التي أطلقت على بلدات بقاعية مصدرها الأراضي السورية وليس عرسال’.واستنكر ‘محاولات استغلال الاعلام وأجهزة المخابرات وبعض الأشخاص لزرع الفتنة بين عرسال وجوارها’، مؤكدا ‘ضرورة العمل على قطع دابر الفتنة ومن قبل الجميع′.ووصف نصر الله ‘المشروع الذي يهجم على المنطقة بأنه مشروع ترهيب، وهو موجود في كل العالم العربي، مما يمنع التعبير عن الحقيقة’، مستنكراً ‘فتاوى الذبح والنحر ومحاولات الاغتيال والاعتداء الجسدي’.وقال: ‘هناك مناطق تتم معاقبتها في لبنان بسبب مواقفها، وهي من الطائفة السنية الكريمة’.ولفت الى ‘محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود الذي ينتقدنا أحياناً، وأيضاً إطلاق النار على سيارة الشيخ ابراهيم البريدي في قب الياس، وهناك سيل من الشتائم والسباب واللعن بأفكارنا وعقائدنا يتوجه إلينا يومياً’، وقال: ‘ألسنا قادرين على أن نفعل شيئاً، ولكن ديننا يمنعنا’.كما استنكر ‘حادثة القتل أمام السفارة الايرانية’، مشيراً إلى أنها ‘مرفوضة’، وقال: ‘لقد قتل فيها شخص عزيز، وهناك تحقيقات’.وأضاف نصرالله: ‘الترهيب لن يؤدي الى نتيجة ولن يغير موقفنا، بل على العكس، عندما نحكي عن رؤية وموقف يقابلهما تكفيرنا، فهذا يزيدنا قناعة بصحة خيارنا. لقد قاتلنا العدو الاسرائيلي في حرب تموز وكان العالم كله مع اسرائيل بما فيه روسيا واميركا وثلاثة أرباع العرب، عدا فتاوى تكفيرنا. أما اليوم فنصف العالم معنا’.وفي الملف السوري، أكد نصرالله أن ‘الموضوع ليس فقط موضوعاً اخلاقياً انما ينطلق من رؤية ونظرة على الدول والكيانات ونحن ان وجدنا في موقع فنحن ندافع عن هذه الدولة وهذه الارض وهذا الكيان اللبناني’، معتبراً ‘أننا أخذنا قراراً متأخرا بأن ندخل ميدانياً في مواجهة المشروع القائم على الأرض السورية وهذا لم يكن وليد لحظة ونحن منذ البداية بدأ يتشكل لنا رؤية ووضوح عن المشروع القائم وتداعياته على لبنان والمنطقة وفلسطين وسوريا وعلى المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة وكل الناس وفي الاول على السنة’، موضحاً أنه ‘ من خلال المتابعة رأينا من يدخل في هذه المعركة، وقصة ‘شعب ونظام’ انتهت منذ زمن وهناك انقسام شعبي مع النظام وضد النظام، وهناك جزء من الشعب السوري مع النظام ونحن مع هذا الجزء، والجزء الاخر نحن معه بالاصلاح وليس بتدمير سوريا’، لافتاً إلى أن ‘هناك حديثاً عن وجود 100 الف مقاتل جاؤوا الى سوريا .وهل يمكن احد ان يقنعنا ان بعض الدول الاسلامية والعربية التي ليس لديها اصلاً انتخابات هي مع الحقوق والاصلاحات؟’، معتبراً أن ‘الكلام عن بدء تسليح المعارضة كذب فالتسليح يسير منذ زمن، وهناك من لا يأبه لسقوط الناس والارواح وفقط يريد اسقاط النظام في سوريا، وكأن البديل هو نظام’، مشدداً على أن ‘البديل في سوريا هو الفوضى’.وأكد ‘أننا آخر المتدخلين في سوريا، وسبقنا ‘تيار المستقبل’ وتيارات وتنظيمات لبنانية لا يريد أن يسميها’، سائلاً: ‘لو تدخلنا في سوريا مع المعارضة، كان تدخلنا ليكون مباركاً وذكياً وكريماً ولأصبحنا ‘حزب الله الحقيقي؟’، معتبراً أن ‘القصة ليست قصة تدخل في سوريا’، لافتاً إلى أن ‘الجيش العربي السوري يقاتل على مختلف الاراضي السورية ونحن نقوم بجزء من المسؤولية في مواجهة هذا المشروع الكوني الذي يريد اسقاط المنطقة وليس فقط سوريا، وهو المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري’، قائلاً: ‘هيدي المعركة مش حابينا؟ أبدا مش حابينا. نحن حابين هيديك المعركة’.وأوضح نصرالله أن ‘هذه ليست مشاركة رد الجميل بل أيضاً مشاركتنا كانت مجدية، ونحن لم نختبئ، وأعلنا عنها بكل صراحة، فنحن لا نرسل شبابنا الى سوريا ونقول ‘نوزع بطانيات وحليبا’ واذا قتلوا ندفنهم في سوريا ونسكت أهلهم في لبنان’، مؤكدا أن ‘هذا ليس ما نفعله نحن أبدا’، قائلاً: ‘هذا موقفنا وسرنا فيه ولا زلنا فيه ولم يبق أحد بعد 25 أيار لديه شاشة او وسيلة اعلامية او انترنت الا وشتم، ولا نعرف ان الدول العربية لديها لائحة ارهاب’، مضيفاً: ‘لنا الفخر اننا منذ البداية على لائحة الارهاب الاميركية، والاوروبيون منذ زمن يطرحون ادراجنا على لائحة الارهاب’، مؤكداً في سياق متصل حول موقف مجلس التعاون الخليجي، أنه ‘لا يوجد اي منتسبين لحزب الله في دول الخليج، واصلاً لا يعطى المنتسبون للحزب اقامات في دول الخليج، ونحن ليس لدينا مشاريع في دول الخليج ولكننا مستعدون لتحمل جميع تبعات القرار الذي أخذناه’.وأكد نصرالله أنه ‘سواء قتل منا مظلومون او سقطت صواريخ على الضاحية او ظلم اشخاص في دول عربية، فما نقوم به أكبر من اي تضحيات يمكن ان تقدم’.ولاحظ أن ‘أسوأ ما حصل في الاسابيع الماضية هو استعمال الخطاب المذهبي’، مؤكداً أن ‘الشتم هو سلاح العاجز والضعيف’، مشيراً إلى أنه ‘يجب ان نتفهم الغضب والسخط من الدول الخليجية لان هناك مشروعاً هم غامروا فيه وموّلوه ودفعوا فيه الكثير والآن يشعرون ان مشروعهم على خط أن يهزم وبدأوا يشعرون ان هناك موازين قوى تتغير، لذا يجب ان نتفهمهم فهذا واقع الحال’، مشدداً على أن ‘الخلاف في سوريا ليس بين مذهبين وليس بين السنة والشيعة واخذه الى المذهبية ينم عن ضعف، وعلينا ان نبذل كل جهد لمنع تحويل الصراع الى صراع مذهبي’، قائلاً: ‘أنا شخصياً سعيد بمواقف الشيعة المعارضين لموقفنا، ولكن دون شتائم، فهذا يساعد على اثبات ان الصراع ليس سنياً شيعياً’.وعن أحداث القصير، لفت نصرالله إلى أن ‘هناك شبابا وضعوا راية مكتوبا عليها ‘يا حسين’ على مسجد، وأخذت الصورة فضائيات عربية ومواقع كثيرة على ان هؤلاء شباب من ‘حزب الله’ وهذا الجامع هو جامع عمر بن الخطاب ووضع عليه راية الحسين، وبدأ الجميع يدلو بدلوه’، سائلاً: ‘هل هذا تصرف عاقل؟’، قائلاً: ‘فليتم ادانتنا نحن ان كان هذا الموضوع صحيحاً’، مشدداً على أن ‘هذه المعلومة كاذبة وليس فقط خاطئة، وهؤلاء الاغبياء من وسائل الاعلام لا يعلمون ان هناك سكان شيعة في القصير ولديهم مسجد اسمه ‘الامام الحسن المجتبى’ والراية رفعت على هذا المسجد، وجامع الخليفة عمر بن الخطاب يبعد كيلومترات عديدة، وسنوزّع قرصا مدمجا يظهر الحقيقة’، متسائلا: ‘هل الحسين للشيعة اصلاً؟ هو لكل المسلمين’.وختم ‘اننا لن نغير موقفنا بالتضليل والقتل والترهيب وما بعد القصير بالنسبة لنا كما ما قبل القصير، فهل تغيرت المعطيات؟ وهل تغير المشروع؟ بالعكس، هناك عند المشروع الاخر اصرار على المواجهة أكثر وسنكون حيث يجب ان نكون وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل به للنهاية ‘.في المقابل، اعتبر إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير أن ‘تدخل حزب الله في القتال في سوريا قد أغرق السفينة التي تحمل 18 طائفة لبنانية’، معلناً أن ‘حربا قادمة إلى لبنان في الأشهر المقبلة إن لم تكن في الأيام القليلة المقبلة’. واعتبر أن ‘الثوار السوريين سيردون على المجازر التي ارتكبها نصر الله في أي مكان وأي زمان.’وحذر الاسير الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والرئيس نبيه بري من التدخل في صيدا. كما حذّرهما من ‘إعادة تمثيلية باب الحارة التي فعلاها مع الشيخ ماهر حمود بالتنسيق مع مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم ومخابرات الجيش اللبناني’.ودعا ‘اللبنانيين وخصوصاً أبناء الطائفة السنية إلى التسلح’، وحضّ ‘مناصريه وخصوصاً الفقراء في الطائفة السنية على الاستعداد للدفاع عن أنفسهم حين يتعرضون لأي اعتداء، كونهم لا يستطيعون المغادرة إلى أي بلد آخر.’